عربي دولي

رفض المخرج السينمائي السوداني صهيب قسم الباري، إدراج فيلمه ضمن عروض "مهرجان سينما الشرق الأوسط" في القدس المحتلّة، الذي افتتح أمس الأحد 16 شباط/ فبراير، برعاية معهد " فان لير" الإسرائيلي.

وأكّد المخرج في منشور له عبر صفحته في "فيسبوك" أنّ هذه المشاركة قد تمت دون علمه ودون موافقته، قائلاً: " لا أعرف حتى الآن من أعطى هذا الجهات الموافقة على هذه العروض".
 


وأشار المخرج إلى أنّه قد علم بأنّ فلمه " الحديث عن الأشجار" مدرج ضمن عروض المهرجان، من أصدقائه بعد أن نُشر الأمر في عدد من المقالات والتقارير الصحفيّة، منتقداً ماقال عنها: " الصحافة الهتافيّة العجولة التي تلقي اللوم على صاحب الفلم، ولم تكلّف صحافييها عناء الاتصال بي وبجماعة العمل لاستبيان الموقف".

وقال قسم الباري: "أنا والمعنيون بالفيلم من أعضاء جماعة الفيلم (منار الحلو، ابراهيم شداد، سليمان محمد إبراهيم ،الطيب مهدي، هناء سليمان) متفقين على رفضنا مشاركة فيلمنا في هذه الفعالية التي تقوم تحت رعاية نظام فصل عنصري تقوده حكومة يمينية متطرفة تنتهك يومياً حق الشعب الفلسطيني في الحياة الكريمة على أرضه المحتلة، نبني موقفنا هذا على تضامناً المبدئي الإنساني والسياسي مع نضالات كل الشعوب المضطهدة التي ترزح تحت القمع والاحتلال في كل مكان وكل زمان، وحق الشعوب في تقرير مصيرها".

متابعاً: "الحكومة الإسرائيلية وحلفاؤها اليوم سادرون يحدثون أنفسهم في المرآة لكتابة سردية على هواهم( صفقة القرن) تنكر على الفلسطينيين حتى حقهم في الحديث عن أرضهم، ناهيك عن "الحديث عن أشجارها". نعرف ويعرف العالم كله بكم الظلم اليومي الذي يقع على الفلسطينيين فكيف نشارك مع من يضطهدهم في طمر صوتهم ونتحدث معه في غيابهم؟".

وأضاف: "ليس من المشرف للفنانين في أي زمن كانوا أن يستخدم منتهكو الحياة فنهم لغرض الإيهام بأن كل شيء على ما يرام فيما الجرائم الكبرى مستمرة والشعوب تقتل وتعذب والأطفال يسجنون".

وكانت صحيفة  "إسرائيل تتكلم بالعربية" التابعة لخارجية الاحتلال، والموجهة إلى العالم العربي قد أعلنت أنّ أفلاماً من ستّ دول عربية ستعرض في  مهرجان "سينما الشرق الأوسط" و هي: المغرب وسوريا والجزائر وتونس ومصر والسودان.

وأشارت الصحيفة التي تحاول عبر منشوراتها، إقناع الجمهور العربي بالتطبيع مع "إسرائيل" إلى أن المهرجان "يهدف إلى إظهار أفضل الأعمال السينمائية في الشرق الأوسط للجمهور الإسرائيلي، وتسليط الأضواء على الحضارة والثقافة والناس في الدول العربية والقضايا التي تهمهم، وخلق جسر ثقافي بهدف توسيع العلاقة بين المجتمع الإسرائيلي والمجتمعات الشرق أوسطية المجاورة".

وفي ذات الإطار، وجهّت "التنسيقية التونسية للعمل المشترك من أجل فلسطين" رسالة مفتوحة للمخرجة التونسية منال العبيدي، لحثّها على رفض إدراج فيلمها  "أريكة في تونس" ضمن عروض المهرجان المذكور في القدس المحتلّة.

وجاء في الرسالة ": يهمّنا في التنسيقية التونسية للعمل المشترك من أجل فلسطين، التي تضمّ عدداً من الحملات والمنظمات والهيئات الشعبية، التوجّه إليك بهذه الرسالة المفتوحة بالنظر إلى كون فيلمك أريكة في تونس قد بُرمجَ للعرض في المهرجان الإسرائيلي سينما الشرق الأوسط بالقدس المحتلّة".

وذكّرت الرسالة العبيدي، بأنّ "هذا المهرجان يأتي إثر إعلان المجرم ترامب صفقته البائسة لتصفية الحقّ الفلسطيني، ويندرج ضمن المحاولات الدنيئة المُسجّلة مؤخرًا في تونس، وباقي البلدان العربية، من أجل فرض مضمون هذه الصفقة عبر بوّابة التطبيع مع الكيان الصهيوني".

وأدرج ضمن الرسالة، موقف الممثل مجد مستورة أحد المشاركين في الفلم المُراد عرضه، الذي جاء فيه : "لو كان الأمر يتوقف عليّ ، فسأقاطع هذا المهرجان الدعائي بحجّة التقارب بين الشعوب في دولة تقتل الشعب الفلسطيني وتنتهك معظم حقوق الإنسان الأساسية منذ عقود".

 ودعت الحملة، المخرجة منال العبيدي لتحذو حذف الفنان مجد مستورة، بإصدار موقف مماثل وأن تبادر الى طلب سحب عرض الفلم من هذا المهرجان التطبيعي، مضيفةً :" إذ نعلم أنّ فيلمك فرنسي الجنسية وأنّ شركة التوزيع الدولية التي تمتلك حقوق التوزيع هي التي وافقت على مشاركته بالأراضي المحتلّة، إلاّ أنّنا نعلم كذلك أنّ حقوق المؤلف المعنوية محفوظة في قانون الملكية الفكرية الفرنسية وغير قابلة للتصرف وعليه فإنّه بإمكانك، إن شئتِ طلب إلغاء هذا العرض، وهو ما سيغنينا عن الدعوة الى مقاطعته عند عرضه قريباً في تونس".

وأضافت: "نحن ننتظر منك ألّا تخذلي الشعب التونسي الذي تدركين مدى تعلّقه بقضيّة فلسطين، كما أنّك تعلمين بلا شكّ مركزيّة هذه القضيّة وحساسيّتها في وجدان شعوبنا وفي ضمير كلّ أحرار العالم. أملنا كبير في أنّك ستقرّرين الوقوف إلى جانب الحقّ وأصحابه في فلسطين، وفي أنّك قادرة على تقديم نموذجِ مشرّف للفنّان الملتزم بقضايا شعبه وأمّتِه".

وختمت التنسيقية رسالتها للمخرجة العبيدي: "شاركي في حملة مناهضة التطبيع وكوني قدوةً يفتخر بها الشباب التونسي والعربيّ، ونحن على ذمّتك لتقديم المزيد من المعلومات إن اقتضى الأمر".

متابعات _ بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد