صابر حليمة – مخيم عين الحلوة

 

لا شك أن القاصي والداني بات يدرك هول الأوضاع التي تعيشها المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان، فالأزمة اللبنانية انعكست بشكل حاد على اللاجئين الفلسطينيين المحرومين بالأساس من أبسط حقوقهم الإنسانية.

وبالرغم من المبادرات التي يقوم بها أهالي المخيمات وعدد من الجمعيات والمنظمات، إلا أن اللافت هو الغياب التام للقيمين على مجتمع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، وبالتحديد، وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" ومنظمة التحرير الفلسطينية.

 

مخيم عين الحلوة: الفقر المدقع يتجاوز 40%

وفي هذا الصدد، أكد أمين سر اللجنة الشعبية في مخيم عين الحلوة، سمير الشريف، أن الأزمة في المخيمات مستفحلة ووضع اللاجئين وصل إلى مرحلة في غاية الصعوبة.

وكشف، في حديث مع "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، أن نسبة البطالة في مخيم عين الحلوة، تجاوزت الـ 80%، بينما بلغت نسبة الفقر المدقع أكثر من 40%، ونسبة الفقر العادي 60%.

واعتبر الشريف أن سوء أحوال اللاجئين الفلسطينيين، بدأ منذ حرمانهم من حق العمل، مروراً بإلزام وزير العمل المستقيل، كميل أبو سليمان، العمال بالحصول على إجازات عمل، وجاءت الأزمة اللبنانية الراهنة لتفاقم من هذه المعاناة.

وفيما يتعلق بالمسؤولين عن اللاجئين، قال إن "أونروا" لم تقدم، حتى الآن، أي حلول جذرية لهذه المعاناة، بل إن "صندوق الطوارئ" فارغ، والذي من المفترض، بحسب الشريف، أن يستخدم في أوقات الكوارث والأحداث المستعجلة.

وطالب الشريف الوكالة بتفعيل هذا الصندوق بشكل سريع، لأن "الأمور لا تنتظر التأجيل".

كما أشار إلى أن منظمة التحرير لم تقم بأي خطوة كبيرة في هذا الإطار، بالرغم من أنها قامت بتوزيع ربطات خبر في عدد من المخيمات، إلا أن هذه الخطوة لا تكفي.

وعقدت اللجنة الشعبية في مخيم عين الحلوة، أمس الأربعاء، لقاء مع وفـد جمعية المساعدات الشعبية النرويجية، ضم كلاً من مديرة مكتب لبنان والبرامج الإقليمية، غودرون بيرتنيسون، ومسؤولة مشروع التنمية في لبنان، فرح الكزلي.

وأوضح الشريف أن اللقاء كان عبارة عن "استطلاع آراء" والوقوف عند حاجات المخيم، حيث تعهدت بيرتنيسون برفع حاجات المخيم إلى وزارة الخارجية النرويجية.

 

لجنة السوق: تراجع البيع في المخيم 80%

وفي سياق متصل، كشف عضو لجنة تجار سوق الخضار في مخيم عين الحلوة، ناصر النعيم، تراجع البيع بنسبة 80% في المخيم بسبب الأوضاع الاقتصادية الراهنة.

وحول أسباب الأزمة، أوضح النعيم أن التراجع بدأ مع حملة أبو سليمان، وبلغ مداه في الأزمة الحالية في البلاد، إذ إن المخيمات تتأثر بالطبع بالأوضاع اللبنانية سيئها وحسنها.

وبحسب النعيم، فإن الكثير من أهالي عين الحلوة فقدوا أعمالهم، وانضموا إلى الأعداد الكبيرة من العاطين عن العمل.

وعقدت اللجنة أمس أيضاً لقاء مع فـد جمعية المساعدات الشعبية النرويجية، عرضت فيه أوضاع المخيم وأحواله، كما اقترحت اللجنة إقامة عدد من المشاريع في المخيم، تساهم في خلق فرص عمل لجزء من العاطلين.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد