تقرير صابر حليمة

 

كان اللاجئون الفلسطينيون في مخيم نهر البارد شمالي لبنان أول من طالبوا بتأمين دعم مادي أو عيني في سبيل إنجاح خطة الالتزام في المنازل لمكافحة انتشار فيروس "كورونا"، على اعتبار أن أهالي المخيم الأكبر في لبنان من أشد المتضررين جراء التراكمات التي ضيقت على اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، منذ ما قبل أزمة وزارة العمل الأخيرة بسنين عديدة.

لكن التضييقات اليوم وصلت حداً لا يطيق حمل عبئها أكثر اللاجئين صبراً.. منع وتضييقات في مزاولة العمل، وضع اقتصادي غاية في السوء، وأخيراً وجوب الالتزام بالمنازل وإغلاق المحلات والمنشآت.

من هنا كانت الصرخة منذ قبل أزمة "كورونا" الراهنة، لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" ومنظمة التحرير الفلسطينية، وجميع الفصائل والأحزاب الفلسطينية: "نريد خطة دعم ملازمة للبقاء في المنازل كي تنجح خطة احتواء الفيروس".

ومع مرور نحو شهر على المناشدات المتواصلة، كيف يبدو الوضع في مخيم نهر البارد؟

 

غياب تام لـ "أونروا" وأي من المرجعيات الفلسطينية

في حديث مع "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، رأى الاختصاصي في الغدد والسكري، والناشط الاجتماعي في مخيم نهر البارد، الدكتور إياد فلاح، أن هناك التزاماً شبه تام بالحجر الصحي في المخيم، فالمحلات مقفلة والناس في منازلها إلا ما ندر.

لكن في مقابل هذا الالتزام، تساءل فلاح: "الأوضاع في المخيم سيئة جداً منذ ما قبل هذا الوباء، فكيف الآن مع إقفال المحلات وارتفاع نسب البطالة؟".

وشدد أن هناك حالات معدومة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، حيث تفتقر بعض المنازل إلى القوت اليومي أو أي من الأطعمة، وتعيش على ما يقدم لها من هنا وهناك.

وفي هذا الصدد تحديداً، أكد فلاح غياب أي دور لأي من المرجعيات المسؤولة عن الشعب الفلسطيني في مخيم، ولا يرى سوى بعض الأيادي البيضاء الذاتية.

 

"الموت بالمرض أشرف من الموت جوعاً"

الالتزام شبه التام الذي تحدث عنه الدكتور فلاح، يتجاهله بعض من أهالي المخيم رغماً عنهم جراء انسداد السبل والظروف القاهرة، حيث يرددون: "الموت بالمرض أشرف من الموت جوعاً".

هذا ما أكده الناشط الاجتماعي في المخيم وعضو في لجنة العمل الخيري، بشار نصار، لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين".

وهنا، حمّل نصار المسؤولية لجميع المرجعيات الفلسطينية، من "أونروا" إلى سفارة السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير والفصائل كافة، التي يغيب أي دور لها في دعم اللاجئين الفلسطينيين في المخيم، وهي معنية كلها بما يتعرض له الفلسطينيون.

وأضاف نصار: "الشعب تحت خط الفقر ولم ير أحد من فقراء المخيمات الفلسطينية أي مساعدات من قبل الجميع".

وفي سياق آخر، لفت نصار إلى الدور الكبير الذي يقوم به متطوعو الدفاع المدني في ظل الأزمة الراهنة في مخيم نهر البارد.

وبحسب نصار، فإن هؤلاء المتطوعين هم الدرع الأمامي والواقي للمخيم، إذ أخذوا على عاتقهم تنظيم الأمور المتعلقة بفيروس "كورونا"، على الرغم من أن هذه المهام لا تقع ضمن مسؤولياتهم.

ودعا نصار إلى دعم الدفاع المدني بكل ما أمكن، بهدف دعم مواصلة جهودهم واستمرارية عطائهم في المخيمات كافة.

خاص

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد