دعاء عبد الحليم – بيروت
 

منذ أكثر من عشرة أيام، وطواقم الدفاع المدني واللجان الشعبية والمؤسسات الأهلية في مخيمات اللاجئين الفلسطنيين ببيروت لا تهدأ، فمع اقتراب فايروس كورونا المستجد (كوفيد 19) من هذه المخيمات كون الإصابات في لبنان تجاوزت 100، يشعر الفلسطينيون بالقلق من وصول الفايروس إلى مخيماتهم، وينظمون حملات تعقيم ومراقبة على مداخل المخيمات للوقاية ولرصد أي شخص قد يصاب.
 

إجراءات لسلامة المخيمات ولبنان

وحول هذه الإجراءات تحدث مدير مخيم برج البراجنة بهاء حسون التابع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" لموقع بوابة اللاجئين الفلسطينيين قائلاً: إن المخيمات الفلسطينية جزء لا يتجزأ من لبنان وهي عرضة مثل باقي المناطق اللبنانية للاصابة بأي نوع من الفايروس وأي حدث في لبنان سيؤثر على المخيمات.

يتابع: "انطلاقا من هنا تواصلت أونروا مع المؤسسات العاملة على الأرض وتقرر القيام بحملة متواصلة على مدار أيام عدة، ووضع خطة من أجل تنظيف وتعقيم الأحياء، مضيفا أنه سيتم توزيع متطوعين على مداخل المخيمات يحملون المعقّم والميزان الحراري من أجل التحقق وفحص الداخلين إلى المخيم.

وأشار حسون إلى أن هذه العملية هي للفت النظر إلى أهمية الوقاية الشخصية أكثر من أنها عملية تحقق وأمنية، لتعي الناس أنها يجب تنتبه إلى أنفسها وأن تستخدم سبل الوقاية اللازمة ومنها المعقّمات.

وأَمِل حسون أن يتمكنوا بجهود الجميع من الوصول إلى الهدف المنشود وهو حماية المخيمات واللاجئين، مؤكدا أن هذه التدابير تدلُّ على حرص اللاجئين الفلسطينيين على سلامة المخيمات وحماية لبنان المقيمين فيه.

أمّا فيما يتعلّق بزيادة عدد عمال النظافة والذي هو مطلب مُلِحٌ لأهالي مخيم برج البراجنة، أشار حسون إلى أن هناك تفكيراً بالموضوع وعرضاً للمشاريع لكن العجز المالي الذي تعانيه أونروا يسدّ تطلعاتهم.

وكان المفوض العام لأونروا بالإنابة كريستيانو ساوندرز قد أطلق الثلاثاء 17 آذار/ مارس الجاري نداء طارئاَ للدول المانحة كي تقدم 14 مليون دولار من أجل مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في مناطق عملياتها الخمس، للتعامل مع تهديد فايروس كورونا المتفشي حول العالم.

من جهته ، قال قائد فريق الدفاع المدني الفلسطيني في مخيم برج البراجنة باسم نص:ار إنّهم بدؤوا منذ أسبوعين بعمليات التعقيم في الأحياء والمدارس والروضات والمساجد وذلك بناء على طلب أهالي المخيمات، وطالب نصّار الأهالي بضرورة الالتزام بالارشادات الوقائية والبقاء في البيوت لمنع وصول الفايروس إلى المخيمات وحماية أنفسهم قدر المستطاع، مشيرا إلى أنهم سيكملوا واجبهم الانساني بجهدهم الشخصي.
 

جهود في مخيم شاتيلا ينغصها عدم التزام الأهالي بالبيوت

جهود حثيثة تبذل على الأرض أبطالها متطوعو المؤسسات الأهلية الموجودة في المخيمات، وهذا ما عاينه فريق بوابة اللاجئين الفلسطينيين الذي زار مخيمات بيروت ، وقد قال مدير جمعية الشفاء للخدمات الطبية والانسانية مجدي كريم في تصريح للموقع، إنهم مع بداية وصول فايروس كورونا إلى لبنان أطلقوا حملة توعية صحية في المخيمات ووزعوا إرشادات وقائية عبر تعليق بوسترات على جدران المخيم وأيضا عبر عرض انفوغراف على وسائل التواصل الاجتماعي لتخطي عملية التجمهر والتجمع حتى لا يكونوا سببا بانتشار المرض.

وبسبب الاكتظاظ السكاني الذي تعانيه المخيمات قاموا بعمليات رش المعقمات في المراكز الطبية والمؤسسات والمساجد مشيرا إلى ان هذه الحملة ستبقى متواصلة.

ولكن لاجئين فلسطينيين عدة اشتكوا لموقعنا من عدم التزام المقاهي ومحال لعب الفيديو للأطفال بالإقفال، وفي هذا السياق قال أمين سر اللجنة الشعبية في المخيم زياد حموه لموقعنا في وقت سابق: إن نسبة الالتزام لدى أهالي مخيم شاتيلا لا تتجاوز 60%

أما فيما يتعلق بموضوع نقل الحالات المشكوك فيها، أوضح كريّم للبوابة أن هناك اتفاقاً موقّعاً بين الصليب الأحمر اللبناني والهلال الأحمر الفلسطيني وهو المعني فقط في هذا الموضوع، مؤكدا أنهم في الجمعية سيبقوا جاهزين وعلى تأهب لأي مساعدة.

كذلك أوضحت اللاجئة الفلسطينية في مخيم شاتيلا أسيل الأحمد، أنهم مع انتشار فايروس كورونا يحاولون قدر المستطاع توعية أهل البيت والمحيط ويشددون على أهمية غسل اليدين واتباع سبل الوقاية وعدم مغادرة المنزل إلا للضرورة القصوى

 

مخيم مار الياس .. الدفاع المدني كخلية نحل

ومن مخيم مارالياس قالت المتطوعة في الدفاع المدني الفلسطيني غادة عثمان: إنهم يعملون على الأرض بكافة الوسائل لحماية اللاجئين الفلسطينيين وأيضا المقيمين في المخيم من كافة الجنسيات، ومن هذه التدابير  تعقيم الطرقات ومداخل البيوت والأغراض التي تدخل الى المخيم، كما يتم فحص حرارة الداخلين الى المخيم والخارجين منه، أيضا يتم توزيع مواد تعقيم للمقيمين في المخيم، ومنع التجمع في الأحياء او في المحال التجارية، مشيرة إلى ان هدفهم الأسمى هو منع وصول أي حالة إلى المخيم

هذه التدابير الوقائية لاقت استحسانا من قبل الأهالي، فقالت اللاجئة الفلسطينية في مخيم مارالياس: إن الاجراءات المتبعة مهمة جدا للكبار والصغار لكن يجب على الناس الالتزام بها وخصوصا منع الأولاد من النزول إلى الشارع.

يذكر أن مخيم مار الياس للاجئين الفلسطينيين يؤوي مقيمين من جنسيات عدة غير الفلسطينيين كسوريين وبنغلاديشيين واثيوبين، وحملة الدفاع المدني الوقائية تطالهم جميعاً دون استثناء بحسب ما تؤكد عثمان

يشار إلى أن الظروف السياسية في لبنان دفعت أبناء المخيمات الفلسطينية إلى بناء مجتمعاتهم سياسياً واقتصادياً واجتماعياً بجهودهم الخاصة وإمكانياتهم البسيطة والمحدودة، وفيما تحارب الدول الكبرى بامكانياتها الاقتصادية والصحية الكبرى فايروس كورونا المستجد، يحارب اللاجئون الفلسطينيون هذا الوباء بامكانياتهم المتواضعة وكلهم أمل أن ينجحوا في ذلك كما أثبتوا نجاحهم في الحياة رغم كل التحديات والصعاب.
 

شاهد التقرير

 

خاص

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد