الكيان الصهيوني – وكالات
 

قال رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، إنه "مندهش ومحبط" من رفض منافسه الرئيسي في الانتخابات، بيني غانتس، عرضه بحث تشكيل حكومة وحدة.

وكتب نتنياهو على تويتر: "أنا مندهش ومحبط من حقيقة أنه، حتى الآن، ما زال بيني غانتس يرفض دعوتي للقاء".

وكان نتنياهو، وبسبب ضعف موقفه السياسي، دعا صباح اليوم الخميس، غانتس للانضمام إليه في ائتلاف موسع، في خطوة مفاجئة بعدما أخفق في تحقيق أغلبية تتيح له الحكم.

 

نتنياهو يلمح إلى التناوب على رئاسة الوزراء

ولمح نتنياهو اليوم إلى إمكانية التناوب على رئاسة الوزراء مع غانتس.

وأشار خلال مراسم لإحياء ذكرى رئيس وزراء الاحتلال السابق، شمعون بيريس، إلى أن الأخير شكل ائتلافاً مع إسحاق شامير، تناوبا فيه على رئاسة الوزراء خلال الفترة من 1984 إلى 1988.

وقال نتنياهو في كلمة إلى غانتس: "عندما لم يتحقق فوز واضح في انتخابات الكنيست، اختار شمعون الوحدة الوطنية واتفق مع إسحاق شامير على التعاون للوصول بإسرائيل إلى بر الأمان".

وأضاف: "في هذه الانتخابات أيضاً، لم يتحقق فوز واضح. وإنني أدعوك يا بيني... فلنعمل معاً للوصول بدولة إسرائيل إلى بر الأمان مرة أخرى".

 

غانتس: "أي حكومة وحدة يجب أن تكون برئاستي"

من جهته، وافق رئيس كتلة "أزرق أبيض" (كاحول لافان)، بيني غانتس، على دعوة نتنياهو، لتشكيل حكومة وحدة، لكنه شدد على أن حكومة كهذه ينبغي أن تكون برئاسته وليس برئاسة نتنياهو.

وقال غانتس: "أريد تشكيل حكومة وحدة واسعة وليبرالية برئاستي، لتعبر عن رغبة الشعب وتعهداتنا الأساسية للجمهور، وسيتم توجيه المفاوضات من قبلي وستدار بمسؤولية وبترجيح للرأي. ولن نستسلم لأي إملاء".

وأضاف غانتس أن "الشعب حسم قراراً واضحاً، و"كاحول لافان" فاز بالانتخابات وهو الحزب الأكبر".

 

  غانتس يتقدم..

وبعد فرز 97% من الأصوات، ارتفع حزب "كاحول لافان" بمقعدين عن "ليكود"، وتراجع "يسرائيل بيتينو" بمقعد واحد، في حين استعادت القائمة المشتركة المقعد 13، في توزيع مقاعد غير نهائي إلى حين استكمال فرز المغلفات المزدوجة.

وبذلك، ارتفعت مقاعد حزب غانتس إلى 33، فيما حصل "ليكود" على على 31 مقعداً، والقائمة المشتركة على 13 مقعداً، و"شاس" 9 مقاعد، "يسرائيل بيتينو" 8 مقاعد، و"يهدوت هتوراه" 8 مقاعد، و"إلى اليمين" 7 مقاعد، و 6 مقاعد لـ"العمل – غيشر"، و5 مقاعد لـ"المعسكر الديمقراطي".

 

نتنياهو إلى خارج المشهد السياسي؟

وسيكون من الصعب تشكيل حكومة وحدة بقيادة نتنياهو، خصوصاً عقب استبعاد غانتس المشاركة في حكومة مع نتنياهو إذا ما أدين الأخير بتهم الفساد، فيما قال ليبرمان، إنه لن يشارك في ائتلاف يضم الأحزاب الدينية المتطرفة، والتي تعتبر شريك نتنياهو الرئيسي.

وربما، بحسب وكالة "رويترز"، يعمد حزب نتنياهو إلى عزله لتجنب أي اهتزاز في استقرار الحزب ويمهد السبيل لتشكيل ائتلاف بين ساسة آخرين في "ليكود" وحزب غانتس بما يدفع نتنياهو إلى خارج المشهد السياسي
.

هل يلجأ نتنياهو إلى اعتداء عسكري؟

ووفق هذه المعطيات، فإن صحف الاحتلال عبرت عن مخاوف من نوايا نتنياهو التي تحملها دعوته، لتشكيل حكومة وحدة، تضم أحزاب "اليمين" والحريديين وكتلة "أزرق أبيض"، بأنها تتمثل بالتوجه إلى انتخابات ثالثة، بسبب عدم إمكانية جمع هذه الأحزاب في حكومة واحدة، ومن جهة أخرى، وبسبب تمسك نتنياهو بمنصبه للتهرب من المحاكمة، فإن التحذير الثاني هو من احتمال تسخين نتنياهو للوضع الأمني، والمبادرة إلى اعتداء على لبنان أو قطاع غزة.

وقال المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، إن: "تسخيناً متعمداً لإحدى الجبهات، مقابل إيران وحزب الله في الشمال، أو ضد حماس والجهاد الإسلامي في قطاع غزة، يمكن أن يخلط أوراق المفاوضات بشكل يسرع تشكيل حكومة طوارئ برئاسة نتنياهو أو حتى، في سيناريو متطرف، يتم استغلاله لتبرير انضمام فارين معدودين من كاحول لافان أو حزب العمل، فظروف أمنية طارئة شكلت أكثر من مرة سياقاً مريحاً لتشكيل ائتلافات غير متوقعة، وهكذا أنشأ تسخين في قضية النووي الإيراني، في العام 2012، فرصة لنتنياهو كي يضم لحكومته حزب كديما برئاسة، شاؤول موفاز".
 

غرينبلات يبحث توقيت نشر الشق السياسي من "صفقة القرن"

إلا أن حسابات الإدارة الأمريكية تبدو مختلفة نوعاً ما، إذ أنها قد تستخدم ضرورة تحقيق تنفيذ واسع لخطتها من أجل التسوية المسماة "صفقة القرن" كفرصة أمام نتنياهو للبقاء في المنصب، لا سيما وأن الأخير حقق بضوء أخضر أمريكي خطوات واسعة في ذلك، وربما من أجل هذا وصل المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي إلى الشرق الأوسط، جيسون غرينبلات، الذي استقال مؤخراً، إلى الكيان الإسرائيلي، اليوم الخميس، بهدف لقاء نتنياهو وغانتس، من أجل التباحث معهما حول "صفقة القرن".

غير أن وسائل إعلام إٍسرائيلية أشارت إلى أن غرينبلات سيبحث في ما إذا كان التوقيت الحالي، بعد انتخابات الكنيست وقبل تشكيل حكومة، ملائم لنشر خطة ترامب، حيث تدرس الإدارة الأمريكية نشر الخطة قبل تشكيل الحكومة، من أجل التأثير على المفاوضات الائتلافية وضمان موافقة من أجل نشرها.

وكان غرينبلات أعلن عن استقالته، قبل أسبوعين، كمبعوث خاص، إلا أنه سيواصل مرافقة "صفقة القرن" في الفترة المقبلة، وذلك على الرغم من تعيين، أفي بركوفيتش، وهو مساعد، غاريد كوشنير، مستشار وصهر ترامب، خلفاً لغرينبلات.

وكالات

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد