نيويورك
تستمر مُشاورات الدول الأعضاء في الأمم المتحدة في اجتماع اللجنة الرابعة التابعة للأمم المُتحدة لليوم الثاني على التوالي، حول تجديد ولاية وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، وصولاً إلى التصويت النهائي المُرتقب الشهر الحالي والأول من كانون أوّل/ديسمبر المُقبل.
وبحث الاجتماع الذي بدأ الاثنين 11 تشرين الثاني/نوفمبر ويستمر أربعة أيام توصيات الدول المُشاركة بالتصويت الأوّلي لتجديد تفويض "أونروا" ورفع مُذكّرة بهذا الشأن في اللقاء المُقبل، وصولاً للتصويت النهائي الشهر المُقبل.
وفي غضون ذلك تستمر مُحاولات "أمريكية إسرائيلية" مُضادة لتقليص مدة تجديد تفويض "أونروا" من ثلاث سنوات وفقاً للمعمول به منذ تأسيسها، إلى عام واحد فقط، بالإضافة للمساس بتعريف اللاجئ الفلسطيني بهدف خفض عدد اللاجئين إلى بضع آلاف فقط وتمهيداً لشطب حق العودة وإنهاء عمل "أونروا" وتحويل مهام الخدمات المُوجّهة للاجئين التي تُقدمها الوكالة الأمميّة إلى الدول المُضيفة لهم أو هيئات أمميّة أخرى.
من جانبه، قال الباحث علي هويدي مدير عام "الهيئة 302" إنّه خلال الاجتماع الذي جرى في أروقة الأمم المتحدة يوم الاثنين، توجّهت كل من "قطر، الكويت، تونس، نيجيريا، جنوب افريقيا، سيريلانكا، الإمارات، السعودية، اليابان، مالديف، ناميبيا، كوبا، سوريا، اذربيجان، تركيا، الصين، السنغال، لبنان، العراق، الأردن، فلسطين، اندونيسيا، اكواتوربال جيني، باكستان، ماليزيا، لوكسمبورغ، تايلند، بنغلادش، الاكوادور، الكرسي الرسولي"، لدعم "أونروا" وتأييد عملها وضرورة استمرارية تقديم خدماتها لحوالي خمسة ملايين ونصف مليون لاجئ فلسطيني، إلى حين التوصّل إلى حل عادل للاجئين، باستثناء فلسطين ولبنان والعراق والأردن وسوريا الذي أضاف "إلى حين تطبيق القرار 194."
فيما أذربيجان باسم حركة عدم الانحياز (120 دولة) توجّهت نحو دعم "أونروا" والتأييد السياسي والمعنوي للوكالة وضرورة استمرارية تقديم الخدمات والتجديد لثلاثة سنوات، والمكسيك نحو دعم حاجات اللاجئين الفلسطينيين وعدم ذكر أي دعم لـ "أونروا."
أما "مصر، النرويج، الهند، الاتحاد الروسي، الجزائر" نحو دعم "أونروا" لاستمراريّة عملها وتأييد التجديد لثلاث سنوات، والسودان نحو الدعم والتأييد لتجديد التفويض للوكالة لعدة سنوات قادمة أو أكثر من العادة.
وجامعة الدول العربية نحو دعوة الدول التي جمّدت المُساعدات للعودة عن قراراتها ودعم "أونروا" إلى حين تطبيق القرار (194)، والدعوة إلى تجديد التفويض إلى ثلاث سنوات، والاتحاد الأوروبي باتجاه الدعم المعنوي والسياسي والمالي لـ "أونروا" والموافقة على التمديد لثلاث سنوات.
فيما كان موقف الكيان الصهيوني تكراراً لمواقفه السابقة من وكالة الغوث في استغلال لمزاعم الفساد في أروقة الوكالة وتعريف اللاجئ وغير ذلك من مزاعم سابقة.
ومن المُنتظر أن يجري التصويت على التجديد الأوّل يوم الجمعة القادم والتصويت الحاسم في مطلع الشهر القادم، والذي يُشارك فيه (193) دولة.
وسبق أن حذّر رئيس دائرة اللاجئين في منظمة التحرير أحمد أبو هولي من مُحاولة التأثير "الأمريكية الإسرائيلية" على تجديد تفويض ولاية "أونروا" واقتصاره على عام بدلاً من ثلاثة، لافتاً إلى أنّ بعثة فلسطين الدائمة في الأمم المتحدة تعمل على مدار الساعة مع المنظومة العربيّة لإحباط مسعى الإدارة الأمريكيّة وحكومة الاحتلال من المساس بصفة اللاجئ من خلال إعادة تعريفه أو تمرير مخططها لتصفية أونروا، حسب قوله.
وكان رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو قد دعا في حزيران/يونيو عام 2017 إلى تفكيك "أونروا" ودمج أجزائها ضمن مُفوضيّة الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، بحجّة أنها تُديم قضيّة اللاجئين الفلسطينيين، وسعى الاحتلال على الأرض بالفعل لعرقلة عمل وكالة الغوث بهدف إنهاء عملها، بالتعاون ومباركة الولايات المتحدة التي أوقفت مُساهماتها للوكالة الأمميّة وتحريضها على عليها.
يُذكر أنّ "أونروا" قد تأسست بقرارٍ من الجمعيّة العامة للأمم المتحدة عام 1949، وتم تفويضها بتقديم المُساعدة والحماية والخدمات الصحيّة والتعليميّة والإغاثة الاجتماعيّة، لأكثر من (5.4) مليون لاجئ فلسطيني مُسجلين لديها في مناطق عمليّاتها الخمسة، وهي الأردن وسوريا ولبنان والضفة المُحتلّة وقطاع غزة.