لبنان-بوابة اللاجئين الفلسطينيين
من منا لا يتذكر "بوسطة عين الرمانة"؟ حيث أقدمت مجموعة من مسلحي "الكتائب اللبنانية" بإطلاق النار على حافلة مليئة بالفلسطينيين مارة بالمنطقة الشرقية من بيروت، فأشعلت حادثة "البوسطة" هذه أتون الحرب الأهلية اللبنانية عام 1975.
شكلت تلك الحافلة منذ ذلك الوقت رمزاً للدماء والحرب. ولكن وبعد 40 عاماً من الحادثة، قامت جمعية سعادة السماء "غير الحكومية"، تحت عنوان للسلام والسعادة، بإعادة ترميمها وتزيينها بألوان أعادت الحياة لها، إذ حولتها إلى مطعم مجاني يقصده عشرات الأشخاص يومياً. وهذه القافلة موجودة شرقي بيروت، مكان وقوع حادثة عين الرمانة. إذ يقدم هذا المطعم وجبات غداء وعشاء مجاناً.
وأفاد أنطوني أبو زيد، المسؤول عن مشروع إنشاء المطعم "الهدف من المشروع هو إلغاء الجوع الذي هو أخطر من الحرب والسلاح والإرهاب". وأضاف "البوسطة كانت رمزًا للحرب التي هجّرت وقتلت وجوّعت وأفرزت انحرافات في المجتمع تتحوّل اليوم إلى بوسطة بيضاء لتلغي الجوع".
كما أعرب أبو زيد أنه سيكون هناك مشروعاً آخر لاحقاً وهو إنشاء بوسطة متنقلة ستنطلق في ختام كل أسبوع وتجول في كافة المناطق اللبنانية لإطعام الفقراء والمهمشين وسكان المخيمات من اللاجئين السوريين والفلسطينيين. ويوجد كذلك مطعم مجاني مخصص للمسنين ومقره حديقة عين الرمانة، يضم كراسي وطاولات خصصت لتوفير الراحة للمسنين من مختلف الجنسيات العربية والذي يقدم الوجبات من الساعة الرابعة عصراً إلى العاشرة مساءً.
ويصرح أبو زيد عن مصادر تمويل الجمعية، إذ قال "هناك فريقا من المتطوعين يضم 40 شابا جميعهم طلاب جامعات، يعملون من الساعة الرابعة عصرًا حتى الحادي عشرة ليلًا، مهمتهم تتوزع على تحضير الطعام، فيما آخرون يقومون بتقديم الطلبات للزوار، والبعض الآخر يهتم في تنظيف المكان". وأضاف "بالنسبة لكيفية تأمين المواد الغذائية وأدوات التنظيف والصحون وغيرها، نعتمد في ذلك على المساعدات العينية فقط التي يتم التواصل مع المتبرعين بها عبر صفحات الجمعية على مواقع التواصل الاجتماعي".
وذكر أبو زيد أن الجمعية خصصت يومي السبت والأحد من كل أسبوع لتحتفل بأعياد ميلاد الأطفال والمسنين.