أكّدت رشا السايح زوجة الصحفي والفنان الفلسطيني المعتقل في سجون "الأمن الوقائي" التابع للسلطة الفلسطينية عبد الرحمن ظاهر، تردي الحالة الصحيّة لزوجها جسديّاً ونفسيّاً في السجن، مع استمرار منعها والمُحامي المكلّف بمتابعة قضيّته من زيارته.
وقالت السايح لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين": إنّ زوجها يُعاني مشاكل صحيّة في الصدر والمعدة، وقد تعرّض لوعكة في السجن، نقلوه على إثرها إلى المستشفى خلال التحقيق، مشيرةً إلى تقديم العلاجات له داخل المعتقل حسبما أبلغوها.
كما عبّرت عن خشيتها، من تفاقم الوضع الصحّي لعبد الرحمن، نظراً لما يعانيه من مشاكل صحيّة قد تؤدي إطالة فترة توقيفه إلى تفاقمها، ولفتت إلى أوضاعه النفسيّة التي بدت ظاهرةً عليه بشكل حاد خلال الجلسة.
"لم أكن بعيدة عنه سوى متر إلا أنه لم يلحظ وجودي"
وأشارت السايح، إلى أنّ زوجها كان في حالة نفسيّة غير طبيعية، لدرجة أنّه لم يلحظ وجودها معه في جلسة المحكمة، وقالت :" لم أكن بعيدة عنه سوى متر واحد إلّا أنّه لم يلحظ وجودي، وبدا عليه وكأنّه مشوّش وتًعِب" وأضافت: "حين تحدث معي عبر الهاتف ليلاً، وقال لي ( لم أراك اليوم في الجلسة) وهو ما صدمني وأثار تخوفاتي على حالته الصحيّة والنفسيّة".
وكانت محكمة الصلح في نابلس قد مددت الثلاثاء 25 آب/ أغسطس توقيف ظاهر لأسبوع، وهو التمديد الثاني من نوعه منذ اعتقاله قبل 11 يوماً بتهمة "ذم السلطة".
كما رفضت المحكمة، طلب إخلاء سبيل تقدم به مُحامي الدفاع عن ظاهر، مهند كراجلة، الأربعاء، واعتبرت مجموعة "محامون من أجل العدالة" توقيف ظاهر "مخالف للقانون الأساسي الفلسطيني الذي كفل حرية الرأي والتعبير".
ويُواصل جهاز الأمن الوقائي، منع زوجة ظاهر ومحاميه وأصدقائه من زيارته لليوم الحادي عشر على التوالي، وأشارت زوجته رشا السايح إلى أنّ مبرر المنع يعود لإجراءات الوقاية من فايروس "كورونا" بحسب ما أخبرتهم الأجهزة الأمنيّة، مبديةً استغرابها من هذا المبرر، وقالت: إنّ المنع بسبب "كورونا" مفهوم ومقدّر للزيارات الجماعيّة، ولكن لماذا يُمنح المُحامي من رؤيته والحديث معه؟ حسبما تساءلت خلال حديثها لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين".
حسونة: من غير المستبعد أن يكون قد تعرض للتعذيب
من جهتها، عبّرت الصحفيّة الفلسطينية مجدولين حسونة عن خشيتها من إمكانية أن يكون عبد الرحمن ظاهر قد تعرّض لمضايقات نفسيّة وجسديّة من قبل جهاز "الأمن الوقائي" حيث يتواصل توقيفه.
وقالت حسونة لـ بوابة اللاجئين الفلسطينيين" : "من خلال مشاهدتي له، خلال حضوري جلسة المحكمة يوم الثلاثاء، كانت تبدو عليه علامات التعب والإرهاق، ومؤكد أنه مريض، لأن الأمن قدم ورقة للقاضي أكدت أنهم نقلوه إلى المشفى خلال التحقيق".
وأشارت إلى أنّه من غير المستبعد أن يكون ظاهر قد تعرّض للتعذيب، وخصوصاً أنّ الأجهزة الأمنية تمنع أي أحد من مقابلته بمن فيهم مُحاميه، لافةً إلى خشية حقيقية بين ذويه وأصدقائه من احتماليّة تعذيبه ودعت إلى إطلاق سراحه بشكل فوري.
وكان عناصر من جهاز الأمن الوقائي في نابلس، قد اعتقلت ظاهر يوم الاثنين 17 آب/ اغسطس، دون علم عائلته.
وكان المُحامي مُهنّد كرجلة قد أشار في تصريح صحفي سابق، إلى أنّ تجمّع " محامون من أجل العدالة" لم يستطع الاطلاع على ملف القضيّة، مشيراً إلى أنّ تهمة " ذم السلطة التي علمنا أنّها وجهّت إليه، عادة ما تكون بسبب عمل صحافي أو منشور على الفيسبوك".
وكان الفنان والصحافي ظاهر، قد كتب منشوراً على صفحته في فيسوك، علّق من خلاله على مسألة التطبيع بين الإمارات والكيان الصهيوني، يرجّح أنّه السبب الأبرز لاعتقاله، و جاء فيه:" تعليقي بخصوص التطبيع الإماراتي الإسرائيلي أحتفظ به لنفسي، لكن آخر من يحق له التعليق "السلطة الفلسطينية" وأي دولة شقيقة تقيم علاقات سلام أو علاقات تجارية مع الاحتلال، وحتى جماعة "نحتفظ بحق الرد".