يوم الثالث من شهر ديسمبر/ كانون الأول الجاري مرّ اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة، بيس ككل عام، فهذا العام تواجه هذه الفئة من المجتمكع تداعيات الإغلاق والحجر الناتجين عن تفشي فايروس "كورونا"، ما خلّف عدداً ممن يعملون منهم دون عمل، كمحمود أبو ناموس اللاجئ الفلسطيني في مدينة غزة.

محمود كان يعمل في مطعم، لكن المطعم أغلق بعد تفشي الوباء في قطاع غزة، فصار دون عمل، وبدأ يبحث عن مصدر رزق ليعيل أسرته.

  أبو ناموس المنحدر من مدينة بئر السبع المحتلة عام 1948،  واحدٌ من 48 ألف شخص لديهم احتياجات خاصة في غزة,

شابٌ يواجه الواقع الصعب بالإرادة

وبالرغم من أنّ محمود أبو ناموس يُعاني من عدم القدرة على السمع والتكلّم، إلّا أنّه اختار مشروعه الخاص لكسب رزقه كمدربٍ للإشارة من المنزل.

يقول محمود لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، أنّه كان منذ صغره يُحب أن يعمل كمدربٍ للغة الإشارة، لكن الظروف في غزّة صعبة للغاية، ولم يستطع تحصيل المال من هذا العمل، ما جعله يتراجع عن حلمه ويفكر بعمل آخر في ظل الوضع المادي الصعب.

وتابع محمود حديثه، حيث أوضحت لنا زوجته فاطمة ما يقول وهي التي تُساعده في عمله: أنا كنت بفكر في الفكرة من زمان، ورأيت أن جمعية "أطفالنا" للصم بتعمل دورات مختلفة فلازم أنا أختار شيء فأنا اخترت إني أعمل في مطعم، وبالفعل أخذت دورة عند جمعية "أطفالنا" للصم وتفوّقت فيها ثم بحثوا لي عن مكان حتى أعمل فيه بعقد 3 شهور، وكانوا يطمحون أن أعمل مع المطعم لأُثبّت فيه لاحقاً، بعد أنّ كانت الجمعية هي من تدفع الراتب في البداية، ولكن للأسف انتشر فيروس "كورونا".

محمود أبو ناموس وزوجته.png

تحدّياتٌ جمّة

عقب ذلك أخذ محمود بالتفكير: كيف سأدير أمور منزلي وكيف سأدير حياتي جرّاء حالة الإغلاق بعد انتشار الفيروس؟ فقرر أن يحقق حلمه الأول ويبدأ بتعليم لغة الإشارة عن بعد، مستفيداً من التكنولوجيا الحديثة.

وأضاف محمود أنّه كان مهتماً بحضور المؤتمرات والدورات وأي شيء يُعزّز فكرة دعم الصم والتواصل بين السامعين والصم ويحقق مفهوم معنى الدمج في المجتمع.

مواجهة التنمر

أمَّا فاطمة التي ترافق محمود كظلِّه لتُساعده في عمله وتذلّل بعض الصعوبات التي يواجهها، فبيّنت لموقعنا أنّهما تعرّفا على بعضهما خلال دورة في وزارة الثقافة، إذ كان يعمل محمود كمدربٍ، وكما تصف لنا: بمجرّد ما فتت -دخلت- القاعة صار سبحان الله ألفة بيننا.

ابتسامة فاطمة خلال حديثها عن محمود توضّح وتتحدّث أكثر عن علاقتهما ومساعدتهما لبعضهما البعض في هذه الحياة، إذ لا يخفى على أحدٍ حجم التحديّات التي تواجّه الشباب في مقتبل العمر في غزّة، لا سيما بفعل الحصار الصهيوني المفروض منذ قرابة 14 عاماً وبفعل تدني فرص العمل وارتفاع نسب البطالة والفقر بين صفوف اللاجئين والسكّان عموماً.

تُتابع فاطمة حديثها بعد تذكّر لقائها الأوّل بمحمود: بعد هيك محمود اقترح عليّ إنه يصير ارتباط، لكن الأمر تأخّر خمس سنوات حتى أقنع من هم حولي بهذا الارتباط.

كما أكَّدت فاطمة أنّ "الناس جداً سلبيون يعني أنا ولا يوم بطلع مع محمود إلّا الشخص الذي يرانا يقول: زوجك؟ كيف تزوجتيه؟ ليس تزوجتيه؟ الله يصبرك، وكثير كثير نتعرّض لمشاكل في الطريق واحنا طالعين واحنا نازلين كثير ناس بتفكرني صم زيه وتقعد تتهزأ"، وما إلى ذلك من تنمّر بعض أفراد المجتمع تجاه الأشخاص ذوي الإعاقة إنّ صح التعبير.

وتُضيف فاطمة أيضاً: يعني لو إنتِ بتتعاملي مع شخص صُم بالإشارة وإنتِ مش عارفة بتلجأي لفكرة الكتابة والقراءة معه، كثير بيريحك وبيساعدك".

وفي ختام حديثها تساءلت فاطمة بأنّها لا تعرف من أين الخلل على وجه التحديد "لكن الصم بشكلٍ عام كتابتهم مختلفة تماماً فأي شخص بيراسل محمود كلام محمود ما بيفهم شو بيقله، فأنا أخذت الحسابات وبرد على الناس وبتواصل معهم باسم محمود".

يُشار إلى أنّ هناك 48 ألفاً أي بمعدل 2.4% من سكّان قطاع غزّة المُحاصر لديهم إعاقات متنوّعة حسبما تفيد منظمة هيومن رايتس ووتش، إلّا أنّ معظمهم لا يستطيع الحصول على الأدوات والتكنولوجيا المُناسبة والمعينة لهم لخوض غمار الحياة التي هي صعبة بالأساس بسبب الحصار وآثاره على سكّان القطاع المُحاصرين منذ عام 2007.

شاهد الفيديو

 

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد