تعدّ قضية اللاجئين الفلسطينيين أطول قضية لجوء في التاريخ الحديث، حيث مرّ اليوم العالمي للاجئين هذا العام في العشرين من حزيران/ يونيو، في ظلٍ ظروفٍ قاسيّة يُعانيها اللاجئ الفلسطيني في كافة أماكن وجوده، داخل فلسطين المحتلّة وخارجها، فالمسبّب الرئيسي لكل هذه المآسي -الاحتلال الصهيوني- ما زال يرتكب أبشع الجرائم يومياً بحق الشعب الفلسطيني.

أم القضايا

يقول الناشط الفلسطيني في قضايا اللاجئين عبد الرحيم نتيل لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، إنّه في يوم اللاجئ العالمي إذا أردنا أن نتحدث عن اللاجئين يجب أن نتحدث عن اللاجئ الفلسطيني لأنّ قضية اللجوء الفلسطيني أم القضايا للاجئين والقضية الوحيدة عبر 73 عاماً التي لم يُعاد اللاجئ الفلسطيني إلى أرضه فيها، ولذلك قضية اللاجئ الفلسطيني قضية أعمق من كل قضايا اللاجئين في العالم.

2-1.png

 

قضية اللجوء الفلسطيني معقّدة

ورأى نتيل أنّ قضايا اللاجئين في العالم كانت نتاج إمّا ثورات إمّا صراع حدودي أو دولة تعادي دولة أو تهجم على دولة أخرى فيحدث عمليات لجوء، أمّا قضية اللجوء الفلسطيني فهي قضية معقدة، قضية قامت الإمبرياليّة العالميّة بإحلال شعبٍ مكان شعب آخر.

من جهته، قال د. منصور أبو كريم لموقعنا، وهو باحث في الشؤون السياسية والعلاقات الدولية: إنّ اللاجئ الدولي يختلف عن اللاجئ الفلسطيني من حيث التعريف ومن حيث القضية نفسها، لأن قضية اللاجئين الفلسطينيين أكثر تعقيداً من قضية اللاجئ العادي على المستوى الدولي.

2-2.png

 

قضية اللاجئين الفلسطينيين بحاجة إلى إصرارٍ دولي

وأوضح أبو كريم خلال حديثه، أنّ قضية اللاجئ الفلسطيني تحتاج إلى قرار دولي بإجبار "إسرائيل" على الالتزام بالقرار 194، خاصة وأنّ قرار 194 أكّد على ضرورة عودة اللاجئين وتعويضهم بناء على قرارات الشرعية الدولية، وبالتالي قضية اللاجئين (الفلسطينيين) تحتاج إلى جهود دولية تحتاج إلى إصرار دولي على إلزام "إسرائيل" بعودة اللاجئين.

وفي ذات الإطار، أوضح الكاتب والإعلامي الفلسطيني محمود روقة لموقعنا، أنّ معظم الشعب الفلسطيني عملياً هو لاجئ، فمثلاً في قطاع غزّة حيث يوجد 8 مٌخيّمات للاجئين الفلسطينيين، وهناك 70% من سكّان قطاع غزة لاجئين، وأيضاً في لبنان في سوريا في الأردن وأينما توجهنا نرى لاجئاً فلسطينياً متشرداً أو منفياً من وطنه فلسطين، وبالتالي ظلم كبير على مستوى الصحة على مستوى التعليم على مستوى المعيشة والمأكل والملبس والحماية والأمن وما إلى ذلك.

2-3.png

 

لا حل للصراع دون حل قضية اللاجئين

فيما قال المحلّل السياسي وأستاذ الأعلام د. أحمد الشقاقي لموقعنا، إنّ هناك 6 مليون لاجئ فلسطيني لا تزال قضيتهم عالقة منذ النكبة وحتى اليوم، وهذا يفتح آفاق الحديث عن الهجرة عن اللجوء عن المعاناة المستمرة في كل أماكن الشتات الفلسطيني وداخل الأرض المحتلة، لأن أكبر القضايا العالقة حتى الآن في تاريخ الصراع هي قضية اللاجئين.

وأشار الشقاقي إلى أنّه لا يمكن الحديث في كل المبادرات السياسيّة التي تقدّم عن أي حل للصراع دون أن يكون هناك حل جذري لقضية اللاجئ الفلسطيني تضمن عودته إلى أرضه وتعويضه عن الآلام التي تسببت بها سنوات الهجرة بعد عدوان الاحتلال وإقامة هذا الكيان على أنقاض الأرض الفلسطينية.

2-4.png

 

 

وكما تؤكّد الفعاليات الشعبيّة والفصائل الفلسطينيّة ومن قبلهم كل اللاجئين في مُخيّمات فلسطين ودول المهجر، أنّ قضيّة اللاجئين الفلسطينيين مقدّسة، أي لا مجال فيها للنقاش، وهي بكل تأكيد تحتاج إلى نضالٍ مستمر ليعود الحق إلى أصحابه ويعود اللاجئ إلى بيته المنفي منه منذ قرابة 73 عاماً من التشرّد.

 

خاص/بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد