طالبت فعاليات جنين ومُخيّمها وذوو الشهداء المحتجزة جثامينهم لدى الاحتلال، مساء السبت، المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية وأحرار العالم بالتدخل العاجل والضغط على سلطات الاحتلال للإفراج عن الأسير المريض ناصر أبو حميد والذي يعاني من وضع صحي خطير وهو أحد أبناء مُخيّم الأمعري للاجئين الفلسطينيين.
ودعا المشاركون في وقفة نظمت في المُخيّم بالضغط على سلطات الاحتلال لتسليم جثامين الشهداء التي تحتجزها في الثلاجات ومقابر الأرقام، مُؤكدين على ضرورة قيام كافة المؤسسات الدولية بالعمل على إنقاذ حياة الأسير أبو حميد، والإفراج الفوري عنه وعن كافة الأسرى المرضى الذين يعانون من سياسة الإهمال الطبي في سجون الاحتلال.
وفي نابلس، طالبت الفعاليات والقوى الوطنية المؤسّسات الحقوقية والإنسانية وعلى رأسها اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بالتدخّل لإنقاذ حياة الأسير المريض ناصر أبو حميد، خلال وقفة دعم وإسناد وسط المدينة.
كما تظاهر العشرات في مُخيّم الجلزون للاجئين الفلسطينيين شمال رام الله، وذلك تضامناً مع الأسـير المريض ناصر أبو حميد.
وفي غزة، دعت القوى الوطنية والإسلامية للاستنفار العام وإعلان حالة الطوارئ الوطنية للاشتباك المفتوح مع الاحتلال في كل مواقع التماس دفاعاً عن الأسير أبو حميد، فيما حمّلت سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة الأسير ناصر أبو حميد.
واعتبرت القوى خلال فعالية إسنادية مع الأسير في رفح، أنّ تعمد سلطات الاحتلال الواضح اتباع سياسة الاهمال الطبي لمعاناة أبو حميد من مرض عضال هو بمثابة إعدام للأسير.
ولفتت القوى إلى أنّ ذلك سيكون شرارة الانفجار الشامل في وجه الاحتلال على امتداد الأراضي المحتلة، والمقاومة لن تقف صامتة أمام هذه الجريمة وأن صبرها بدأ ينفذ.
ودعت القوى الشعب الفلسطيني وقواه الحية إلى تصعيد كافة أشكال الاسناد الكفاحي والشعبي والتعبير عن احتضانها السياسي والاجتماعي للأسير أبو حميد وجميع الأسيرات والأسرى، مُطالبةً مؤسّسات منظمة التحرير الفلسطينية لتحمّل مسؤولياتها السياسية والوطنية تجاه قضية الأسرى وطرح قضية الأسير أبو حميد وسياستي الاهمال الطبي والاعتقال الاداري في مختلف الهيئات ذي الصلة والعلاقة لإدانة هذه السياسات "الإسرائيلية".
يوم الجمعة، أكّدت عائلة الأسير ناصر أبو حميد ابن مخيّم الأمعري، والمحتجز في مستشفى "برزلاي" التابع لسلطات الاحتلال، أنّ ابنهم قد دخل في غيبوبة، جرّاء إصابة رئتيه بالتهاب جرثومي حاد، أدّى إلى انهيار عملها وتوقّف جهاز المناعة عن العمل.
وأبلغت العائلة بهذه التطورات من قبل الطبيب، وذلك خلال زيارة لها الجمعة 7 كانون الأوّل/ يناير، لابنها القابع في قسم العناية المركزّة، تحت حراسة مشددة من قبل شرطة الاحتلال.
ونقل نادي الأسير الفلسطيني عن العائلة، إنّها "وفي ساعات الصباح الباكر غادرت رام الله باتجاه عسقلان داخل الأراضي المحتلة عام ٤٨ من أجل زيارة نجلها ناصر، وقد أبلغت العائلة الصليب الأحمر أنها ستكون متواجدة في تمام الساعة الثامنة والنصف صباحًا في مستشفى "برزلاي"، وعليه كان الصليب الأحمر على اتصال مع العائلة بناءً على طلب من سلطات الاحتلال".
وتمّ تحديد لحظة الدخول إلى مدينة عسقلان للقيام ببعض الترتيبات من قبل الصليب الأحمر، "حيث كانت هناك قوة كبيرة من شرطة الاحتلال وأمن "مصلحة" السجون في المستشفى، حيث قاموا بإجراء فحص للتصاريح والهويات لمدة تصل الى نصف ساعة ومن ثم اقتادت العائلة لغرفة العناية المكثفة، وأبلغتهم قوات الاحتلال بأن الوقت المحدد للزيارة ١٠ دقائق فقط". حسبما نقل النادي.
وأشار النادي، إلى أنّ إدارة المستشفى لم تسمح للعائلة بالاقتراب من ابنها، بحجة فايروس "كورونا"، لكن العائلة رفضت وطالبت بأن تتأكد بأنه بالفعل نجلها وبعد أن سُمح لها بالاقتراب قليلاً.
يُشار إلى أنّ الأسير أبو حميد (49 عاماً)، من مُخيّم الأمعري في رام الله، وهو من بين خمسة أشقاء حكم عليهم الاحتلال بالسّجن لمدى الحياة، وكان الاحتلال قد اعتقل أربعة منهم عام 2002 وهم: نصر وناصر وشريف ومحمد، فيما اعتقل شقيقهم إسلام عام 2018، ولهم شقيق سادس شهيد وهو عبد المنعم أبو حميد، كما أن بقية العائلة تعرّضت للاعتقال، وحرمت والدتهم من زيارتهم لسنوات، وفقدوا والدهم خلال سنوات اعتقالهم، كما وتعرض منزل العائلة للهدم خمس مرات، كان آخرها عام 2019.