نشر نادي الأسير الفلسطيني، اليوم الأربعاء 22 يناير/ كانون ثاني، شهادة من الأسرى حول الجريمة الممنهجة المتمثلة بسياسة الإهمال الطبي (القتل البطيء)، والتي ارتكبت بحقّ الأسير المريض ناصر أبو حميد اللاجئ الفلسطيني من قرية السوافر الشمالية المهجرة عام 1948.
وجاء في شهادة تقدم بها رفاق ناصر في الأسر، أنه عانى بداية شهر كانون الثاني / يناير 2021 أي قبل عام من آلام حادة في الصدر وصعوبة في التنفس، وكان تشخيص طبيب السجن لا يستند على أية فحوصات مخبرية، وشخّص الحالة حينها أن ما يعانيه أبو حميد هو التهاب عادي لا يحتاج أكثر من مضاد حيوي، واستمرت حالة ناصر المذكورة مدة شهرين، زار خلالها عيادة السجن مرات عدة، إلا أن وضعه الصحي ازداد سوءاً، وبدأ يشكو من التقيؤ مع رائحة كريهة، فيما استمر طبيب السجن بتزويده بالمسكنات فقط.
يتابع الأسرى: بعد ما يقارب ثلاثة شهور، بدأ ناصر يعاني من صعوبة في تناول الطعام، يرافق ذلك تقيؤ باستمرار، وانخفض وزنه بشكل سريع، عندها قام الأسرى في عسقلان باتخاذ خطوات ضاغطة على إدارة السجن لإجراء فحوصات جادة ومعمقة في المستشفيات الخارجية، وألا يتم الاكتفاء بالفحوصات الروتينية، وعلى إثر الضغوط التي مارسها الأسرى على إدارة السجن، تم نقل ناصر لإجراء تصوير أشعة في سجن "عيادة الرملة" وليس في مستشفى مدني خارجي، وكان التشخيص وجود كتلة على الرئة اليسرى، ومع ذلك استمرت عيادة السجن بصرف كميات كبيرة من المضاد الحيوي على اعتبار أن الكتلة يمكن أن تزول بالمضاد الحيوي.
ولفت الأسرى إلى أنّ إدارة سجون الاحتلال واصلت المماطلة المتمثلة بعدم تحويل ناصر بشكل مبكر إلى طبيب مختص في مستشفى مدني، الأمر الذي تكرر في جميع حالات الإهمال الطبي (القتل البطيء)، وهذا يعود إلى أن الطواقم الطبية في السجون هي جزء من طاقم السجانين الخاضعين لنظام إدارة السجون التي تستخدم حق الأسير بالعلاج كأداة تنكيل وبشكل ممنهج، ومع تدهور حالته الصحية واستمرار مطالبات الأسرى، تم نقله إلى مستشفى "برزلاي" وهناك أجريت له فحوصات وصور أشعة أكثر دقة أظهرت أنه مصاب بورم تقرر استئصاله وأخذ خزعة منه، وقد تقرر على ضوء ذلك أن الخزعة غير سرطانية، وتم استئصال ما يقارب 10 سم من الرئة، ولأن احتجازه في مستشفى مدني يستدعي حراسة، أعيد ناصر قبل شفائه إلى السجن، وبعد فترة زمنية، ما يقارب الشهر، تبين أن الورم سرطاني غير حميد، وهذا وفقا لتشخيص نفس الأطباء الذين أكدوا في البداية أن الورم حميد، الأمر الذي لم يكن دقيقاً حيث عادت الخلايا السرطانية للانتشار، وقد تقررت له جلسات علاج كيماوية استغرق البدء بها ما يقارب الـ20 يوماً حتى الشهر بعد العملية الجراحية.
يقول الأسرى: إنّه بعد أن تلقى الجرعة الكيماوية الأولى، شعر ناصر بضغط في الرئة صاحبته آلام حادة، وأعيد على إثرها إلى المستشفى لمدة ثلاثة أيام، قاموا خلالها كما يدعي الطاقم الطبي في "برزلاي" بإفراغ الرئة من الهواء بواسطة إدخال أنبوب إلى الرئة، "وهنا نود التأكي على أن المعلومات التالية التي أدلى بها أحد الأطباء في المستشفى وهي كما نعتقد السبب الرئيسي في تدهور حالة ناصر الصحية، حيث قال لنا الطبيب: إن الأنبوب الذي أدخل إلى الرئة كان بحجم ثلاثة أضعاف ما تحتاجه رئة ناصر، لذلك صاحبت العملية آلام شديدة، ومرّد هذا الخطأ أن المختص بمثل هكذا عمليات كان منشغلا، ومن قام بالعملية هو متدرب، وأصيب ناصر بجرثومة في الرئة كان قد تلقاها خلال الأنبوب المذكور، الأمر الذي فاقم حالته الصحية، ومع ذلك، أعيد إلى السجن وتلقى الجرعة الثانية من الكيماوي، وبعد أيام تم نقله إلى مستشفى "برزلاي" بعد أن وصلت حرارته الـ 40 درجة، وقد اعتقد الطبيب في السجن أن الحرارة وفقًا لتشخيصه أنها بسبب المادة الكيماوية التي تلقاها".
بدوره، أكَّد نادي الأسير في ذات البيان، أنّ كل هذه التفاصيل التي تعرض لها ناصر، تثبت حجم الجريمة التي ارتكبت بحقه.
ويُذكر أن الأسير أبو حميد معتقل منذ عام 2002، ومحكوم بالسجن المؤبد 7 مرات و50 عامًا، هو من بين خمسة أشقاء يواجهون الحكم مدى الحياة في سجون الاحتلال، وقد كان الاحتلال اعتقل أربعة منهم بالإضافة إلى ناصر عام 2002 وهم: نصر، وناصر، وشريف، ومحمد، إضافة إلى شقيقهم إسلام الذي اُعتقل عام 2018، ولهم شقيق سادس شهيد وهو عبد المنعم أبو حميد، كما أن بقية العائلة تعرضت للاعتقال، وحُرمت والدتهم من زيارتهم لسنوات، وفقدوا والدهم خلال سنوات اعتقالهم. كما وتعرض منزل العائلة للهدم خمس مرات، وكان آخرها عام 2019.
مناضل منذ الطفولة… مارسه دوره كلاجئ فلسطيني مُقـــ ا وم في انتفاضتي الحجارة والأقصى
— بوابة اللاجئين الفلسطينيين (@refugeesps) January 10, 2022
وقضى سنين من عمره في السجون.. يصارع المرض على مرأى من العالم أجمع #ناصر_يصارع_الموت#FREE_NASER_ABU_HAMEID#انقذوا_ناصر_ابو_حميد #SaveNasserAbuHumeid pic.twitter.com/vh1RJpUowQ