في شباط/ فبراير 2020 طالت سياسة التقليصات التي طبّقتها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" السلة الغذائية التي يعتمد عليها مئات آلاف اللاجئين في قطاع غزة، حيث كانت تُسلم وفق كابونتين: واحدة للأسر المحتاجة، وأخرى تُسمى بـ"الكابونة الصفراء" أي للأشد فقراً، أمّا الآن صارت "أونروا" تُسلّم اللاجئين كابونة موحّدة ولشريحةٍ محددةٍ من اللاجئين، كما طالت التقليصات محتويات الكابونة ذاتها.

سلة غذائية فقيرة وغير كافية

يقول اللاجئ الفلسطيني في مُخيّم الشاطئ عاطي النمنم لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: إنّ الكابونة لا تكفي لمدة أسبوع واحد فقط، وهذه التقليصات أثّرت على جميع اللاجئين، متسائلاً: من تُرضي هذه الحال؟ "تعالوا لتروا المأساة التي نعيشها هذه الكابونة التي آخذها لـ 12 شخص لا تكفي شخصاً واحداً"

تقول زوجته عبير النمنم: "كابونة الوكالة أصبحت هي وعدمها واحد، قلّصوها إلى حدٍ كبير، مثلاً السكر لا يكفي إلّا أسبوع واحد في ظل عدد الأفراد الكبير في أسرتها.

اللاجئ الفلسطيني من يافا محمد البلبيسي، يقول: إنَ الكابونة تحتوي على نصف كيلو سكر للفرد الواحد وتوزّع كل 3 شهور، وأيضاً العدس والحمص والسيرج (زيت القلي) والحليب والطحين هي مكونات أساسية، لكن العدس دائماً لا لزوم له والحمص أيضاً، وفي السابق كانت "أونروا" توزّع علب لحمة وقطعتها بعد ذلك هي وعلب السردينوأيضاً قطعتها.

وبحسب اللاجئ الفلسطيني أبو العبد صيام من مخيم الشاطئ فإن "الكابونة أصبحت مسيسة بعد أن كانت إعانة وإغاثة، وذلك للضغط على الفلسطينيين، لا سيما وأنّ التقليص ليس جديداً بعد أن كانت الكابونة للجميع الموظف وغير الموظف".

يتابع أبو العبد: حرم اللاجئون الفلسطينيون من خدمات عدة وخاصة الكابونة التي صارت لا تكفي عائلة واحدة، واليوم أصبحنا نشتري الطحين إلى جانب الكابونة الموزعة من وكالة "أونروا".

انقطعت الكابونة الغذائية عن اللاجئ الفلسطيني أديب الصاوي وتبيّن لاحقاً أنّ ذلك  بسبب امتلاكه لمكتب اتصالات صغير فقطعوها عنه، يقول: "الوكالة عشان تسلمنا الكابونة بدها ايانا شحادين، يعني أنا عندي مكتب اتصالات وبسبب الحصار أنا مش قادر ألبي احتياجات البيت".

توضيحات "أونروا"

يقول الناطق باسم "أونروا" في غزة عدنان أبو حسنة لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: إنّ الكوبونة الموحّدة ستبقى كما هي ولكن نحن نخطط لزيادة الأعداد من المستفيدين.

ويشير أبو حسنة إلى أنّ أعداد اللاجئين المستفيدين من الكوبونة قد يصل إلى مليون ومائتي ألف بدلاً مما هو عليه الآن مليون ومائة وثلاثين ألفاً، ولكن هذا مشروط بالقيام بعميلة فلترة.

وبحسب ما يقول: فإن هناك أناساً لا يستحقون تسلم الكابونة ويتسلمونها، لكن نحن نريد الداتا (المعطيات) والمعلومات من السلطة الفلسطينية وأيضاً من السلطة في غزة حتى نستطيع إخراج القادرين مادياً ونضمن عدم أخذهم لكابونة غيرهم.

ولفت أبو حسنة: إذا قمنا بكل هذه الأشياء بالتأكيد سنحسن من وضع الكوبونة الموحدة، ولكن هناك مشكلة الآن وهي زيادة أسعار المواد الغذائية بمعدل من 20 إلى 30 بالمائة بسبب "كورونا" وبسبب عمليات النقل، فهذا يزيد من الأعباء على وكالة "أونروا" وفي كل دورة من دورات التوزيع تكون "أونروا" بحاجة فوق المبلغ الأصلي حوالي 8 ملايين دولار لمواجهة غلاء الأسعار.

يُشار إلى أنّ قرار وكالة "أونروا" بتطبيق نظام "السلة الغذائية الموحّدة" وحجب المساعدات الغذائية عن آلاف الأسر اللاجئة من ذوي الدخل الثابت المحدود لقي رفضاً شعبياً واسعاً في صفوف اللاجئين في المُخيّمات، وسط مطالباتٍ بضرورة التراجع عن تطبيق هذا النظام.