أكَّد المركز الفلسطيني لحقوق الانسان، أنّ قوات الاحتلال الصهيوني قتلت الشاب عمار شفيق أبو عفيفة (19 عاماً) من سكّان مُخيّم العروب للاجئين الفلسطينيين شمال الخليل بالضفة المحتلة بشكلٍ متعمّد.
ولفت المركز في بيانٍ له، إلى أنّ جنود الاحتلال قتلوا الشاب أبو عفيفة بعد إطلاق النار على رأسه دون أي مبرر بالقرب من المدخل الغربي لبلدة بيت فجّار، جنوبي مدينة بيت لحم، وهو الفلسطيني الثالث الذي يقتل خلال أقل من 24 ساعة، بعد مقتل مواطنين أحدهما مدني برصاص الاحتلال في مُخيّم جنين.
وبحسب تحقيقات المركز، فإنّه وفي حوالي الساعة 5:00 مساء يوم الثلاثاء الموافق 1\3\2022، لاحقت قوات الاحتلال شابين أثناء اقترابهما من المدخل الغربي لبلدة بيت فجار، القريب من مستوطنة "مجدال عوز"، جنوبي مدينة بيت لحم، حيث تفاجآ بالقوة "الإسرائيلية"، فحاولا الهرب من المكان، وخلال ذلك، سقط أحدهما على الأرض فأطلق جنود الاحتلال النار تجاهه وأصابوه بعيارٍ ناري في رأسه أدى إلى مقتله على الفور، في حين تمكّن الآخر من الهرب، وتبيّن فيما بعد أنّ الشاب الذي ارتقى هو عمار شفيق أبو عفيفة من سكان مخيم العروب، وهو طالب جامعي في جامعة فلسطين التقنية في العروب، واحتجزت قوات الاحتلال جثمانه، ومن ثم قامت بتسليمه بعد ساعات منتصف الليل إلى مستشفى الأهلي في الخليل.
وادّعى جيش الاحتلال في بداية الأمر أنّ أبو عفيفة رشق الحجارة تجاه قوة من جيش الاحتلال كانت في المكان، ولاحقاً قال الناطق باسم جيش الاحتلال إن وسائل المراقبة للجيش رصدت شخصين اقتربا من "مرصد آرى بولد" قرب مستوطنة "مجدال عوز" بين الخليل وبيت لحم، على إثره هرعت قوة عسكرية إلى المكان، وشاهدت المشتبهين يهربان فطاردتهما، بعد ذلك أطلقت القوة النار تجاه الشخصين، ما أدى إلى "مصرع أحدهما"، على حد وصف جيش الاحتلال.
وبحسب التحقيقات الميدانية التي أجراها المركز، فإنّه لم تكن المنطقة تشهد أيّة مواجهات أو رشق حجارة بين الشبّان الفلسطينيين وقوات الاحتلال، ونشر أحد شهود العيان فيديو مصّور ظهرت فيه قوات الاحتلال وهي تطارد شبان عند مدخل بلدة بيت فجار وتطلق النار تجاه أحدهما.
وشدّد المركز في بيانه، على أنّ الحادث الأخير يعكس سياسة قوات الاحتلال في إطلاق النار تجاه فلسطينيين بهدف القتل دون وجود أي تهديد أو خطر على حياة تلك القوات، وهو يأتي في سياق تصاعد جرائم القتل التي تنفذها تلك القوات، وتساهلها في معايير إطلاق النار ضد المدنيين.
ولفت إلى أنّه ومنذ بداية العام 2022 قتلت قوات الاحتلال 11 فلسطينياً، بينهم طفلان، وأصابت عشرات آخرين، منهم نساء وأطفال، في الضفة الغربية.
وكرّر المركز دعوته المجتمع الدولي للتحرك الفوري لوقف جرائم الاحتلال، فيما جدّد مطالبته للأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة الوفاء بالتزاماتها الواردة في المادة الأولى من الاتفاقية والتي تتعهد بموجبها بأن تحترم الاتفاقية وأن تكفل احترامها في جميع الأحوال، كذلك التزاماتها الواردة في المادة 146 من الاتفاقية بملاحقة المتهمين باقتراف مخالفات جسيمة للاتفاقية، وضمان حق الحماية للمدنيين الفلسطينيين في الأرض المحتلة.