افتتحت دائرة شؤون اللاجئين بمنظمة التحرير الفلسطينيّة، واللجنة الوطنية العليا لإحياء ذكرى النكبة، مساء اليوم الأحد 8 مايو/ أيّار، على شاطئ بحر غزة الجدارية الفنية الرملية "نكبة فلسطين جريمة لا تسقط بالتقادم"، وذلك إيذاناً بانطلاق فعاليات احياء الذكرى (74) تحت شعار "كفى 74 عاماً من الظلم والكيل بمكيالين".
وحضر الفعالية حشد كبير من رجال السياسة والعشائر والشخصيات الاعتبارية وممثلي المنظمات الأهلية والمجتمع المدني والمراكز النسوية والشبابية ومراكز التأهيل المجتمعي وكادر دائرة شؤون اللاجئين وحشد كبير من اللاجئين الفلسطينيين، ولفيف من المهتمين.
بدوره، أكَّد رئيس دائرة شؤون اللاجئين د. أحمد أبو هولي خلال كلمة الفعالية المركزية، أنّ اللجنة الوطنية العليا لإحياء ذكرى النكبة، قررت أن تحيي الذكرى (74) للنكبة من خلال برنامج مزيج بين الفعاليات الجماهيرية والشعبية والفعاليات الفنية والثقافية والتي ستتوج في مسيرة العودة التي ستنطلق من ضريح الشهيد ياسر عرفات إلى دوار المنارة وسط مدينة رام الله، حيث المهرجان المركزي يوم الخامس عشر من أيار القادم، بالإضافة إلى مهرجان مركزي سينظم في قطاع غزة يوم السادس عشر من أيّار القادم.
وأشار أبو هولي إلى أنّ فعاليات ووقفات ومسيرات ستنظم على مداخل المُخيّمات الفلسطينية في لبنان وفي مُخيّمات الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة علاوة على وقفات ستنظمها الجاليات الفلسطينية بالتنسيق مع سفارات فلسطين، علاوة على فعاليات ثقافية وفنية ومعارض تراثية ضمن برنامج احياء ذكرى النكبة.
وبيّن أبو هولي أنّ الجدارية الرملية التي رسمها اليوم الرسّامون من جيل الشباب وتجسيدهم لعلم فلسطين بأجسادهم على ساحل البحر الذي سنرى فيه قريباً أسراب العودة القادمة منه إلى فلسطين، حملت رسائل عدة أكدت فيها أنّ جيل الشباب الذي راهن الاحتلال على نسيان النكبة، هم من يجسدون حلم العودة ويحيون الذاكرة ويعززون الانتماء الوطني وإثبات الهوية الفلسطينية وإيصال صوت شعبنا ونقل قضيته إلى كل ضمير إنساني من رغم كل محاولات الاحتلال لطمس هذه الهوية بطرق شتى.
ولفت إلى أنّ هذا الشاطئ على امتداه حدود قطاع غزة من أقصى شماله إلى أقصى جنوبه شارك آلام وآهات اللاجئين الفلسطينيين على مدار 74 عاماً حيث يمتد على طوله ثلاثة مخيمات فلسطينية ممتدة من مخيم الشاطئ مروراً بمخيم دير البلح، وانتهاءً بمخيم خانيونس، مؤكداً أنّ الرسالة التي نوجهها للقاصي الداني في الذكرى الرابعة والسبعين للنكبة التي تفصلنا عن ذكراها سبعة أيّام، بأن شعبنا الفلسطيني متمسك بحقه العادل والمشروع في العودة إلى دياره التي هجر منها عام 1948 طبقاً لما ورد في القرار 194 ورفض التوطين والوطن البديل.
وأشار أبو هولي إلى أنّ الرسالة الثانية للجدارية الرملية التي حملت شعار النكبة هي رسالة تجسّد "الظلم المزدوج الذي يشكّله كل من الاحتلال الصهيوني في جرائمه ضد شعبنا الفلسطيني، وظلم المجتمع الدولي والامم المتحدة التي تتعامل مع القضية الفلسطينية بسياسة الكيل بمكيالين وازدواجية المعايير والانتقائية في تطبيق قرارات الشرعية الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية، هذه القرارات التي باتت وكأنها مجرد رقم في ملف القضية الفلسطينية الأطول والأقدم في أروقة الأمم المتحدة والتي عرّتها الحرب الأوكرانية الروسية.
وقال أبو هولي: نعم هذه الحقيقة المرّة، فالعالم لا يعرف سوى سياسة الكيل بمكيالين، فهو يرى في أوكرانيا بطولة وفي فلسطين إرهاباً، ولا يجيز احتلال أوكرانيا ولكنه يجيز احتلال فلسطين منذ 74 عاماً. أربع وسبعون عاماً ولا يزال المجتمع الدولي يقف صامتاً أمام هذه الممارسات ويقف عاجزاً أمام تطبيق قراراته الصادرة عنه في مجلس الأمن والجمعية العامة في الأمم المتحدة التي تقر بحقوق شعبنا الفلسطيني في العودة إلى دياره وتقرير مصيره بإقامة دولته المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس.
كما أكَّد أبو هولي أنّ استهداف وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" سواء بتجفيف مواردها المالية أو بنقل صلاحياتها للمنظمات الدولية أو لحكومات الدول المضيفة هو استهداف لقضية اللاجئين الفلسطينيين وحقهم العادل في العودة إلى ديارهم التي هجروا منها عام 1948، مُشدداً على أنّ الشعب الفلسطيني بكل فئاته نهض من بين رماد النكبة ليحمي حقه في العودة إلى دياره ويسقط كافة المؤامرات التي تكالبت عليه على مدار سبعة عقود ولديه الاصرار العنيد لمواجهة كافة المؤامرات التي تستهدف قضيته وخاصة قضية اللاجئين وحقهم في العودة من خلال انهاء عمل وكالة "أونروا".
وطالب أبو هولي في ختام كلمته، المجتمع الدولي بوقف جرائم القتل والاعدامات الميدانية للأطفال والنساء على حواجز الاحتلال ووقف جرائم التطهير العرقي والتهجير القسري والفصل العنصري ضد الشعب الفلسطيني، لأنّ العدالة الدولية والقوانين الدولية لا تتجزّأ.