أكَّدت منظمة العفو الدولية "امنستي"، أنّ سلطات الاحتلال الصهيوني يجب أن تضع حداً لعمليات القتل والإصابات المتعمدة، والاعتقالات التعسفية، والتعذيب وغيره من ضروب المعاملة السيئة والاضطهاد، والعقاب الجماعي ضد الفلسطينيين.

وبيّنت المنظمة في بيانٍ لها تعقيباً على استشهاد الصحفية شيرين أبو عاقلة، أن فلسطينيين قُتلوا أو أصيبوا نتيجة استخدام القوات "الإسرائيلية" للقوة المفرطة أثناء سيطرتها على التظاهرات أو أثناء قيامها بمداهمات تفتيش واعتقال، ويبدو أن بعض الفلسطينيين قد قُتلوا في أعمال ترقى إلى الإعدام خارج نطاق القضاء، وهو جريمة بموجب القانون الدولي.

بدوره، قال نائب مديرة برنامج الشرق الأوسط وشمال افريقيا في منظمة العفو الدولية صالح حجازي، إنّ مقتل الصحفية المخضرمة شيرين أبو عاقلة تذكير دامٍ بالنظام القاتل الذي يحاصر الفلسطينيين، فـ"إسرائيل" تقتل الفلسطينيين في كل مكان من دون عقاب، مُتسائلاً: كم شخصًا بعد يجب أن يُقتل قبل أن يتحرّك المجتمع الدولي لمحاسبة "إسرائيل" على جرائمها المستمرة ضد الإنسانية.

وتابع: تتحمّل الدول في جميع أنحاء العالم مسؤولية أخلاقية وقانونية لاتخاذ إجراءات فورية لوضع حد للجرائم المستمرة التي ترتكبها "إسرائيل" ضد الفلسطينيين كي تحافظ على نظام الفصل العنصري (الأبارتهايد) الكارثي، ويجب على المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية أن يمهد الطريق لتحقيق العدالة والكشف عن الحقيقة، وتقديم التعويض لوضع حد للإفلات من العقاب الذي يشجع على استمرار هذه الجرائم.

وشدّد حجازي أنّ الهجمات ضد المدنيين أمر مروع، ويتم إدانتها من قبل المتحدثين الرسميين في جميع أنحاء العالم، ويقع على عاتق "إسرائيل" واجب حماية كل شخص تحت سيطرتها وتقدير حياة الجميع، من خلال معالجة الأسباب الجذرية للعنف، والعمل على وضع حد للفصل العنصري (الأبارتهايد)، كما أثبتت "إسرائيل" مراراً وتكراراً أنّها لا تكترث بالقانون الدولي، وبالتالي فإنّ من واجب الدول في جميع أنحاء العالم اتخاذ إجراءات ومحاسبة "إسرائيل" على الفور، وتفكيك نظام الفصل العنصري ضدّ الفلسطينيين.

ويوم أمس، رفضت السلطة الفلسطينيّة إجراء تحقيقٍ مشترك في جريمة الاغتيال مع قوات الاحتلال، إذ قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ: لقد رفضنا طلباً "إسرائيلياً لتحقيقً مشترك بشأن اغتيال الصحفية شيرين أبو عاقلة.

وأوضح الشيخ في تغريدة على "تويتر": رفضنا تسليم الرصاصة التي اغتالت شيرين وسنكمل تحقيقنا بشكلٍ مستقل، وسنطلع عائلتها وأميركا وقطر وكل الجهات الرسمية والشعبية على نتائج التحقيق.

وأكَّد الشيخ أنّ كل الشهود والمؤشرات والدلائل تؤكد اغتيال شيرين أبو عاقلة من قبل الوحدات "الإسرائيليّة" الخاصة.

وفي تحقيقٍ نشرته صحيفة "هآرتس" العبرية نقلاً عن الجيش، فقد بيّن أنّ شيرين أبو عاقلة كانت على بعد 150 متراً لحظة استهدافها وقد أطلقت وحدة "دوفدوفان" عشرات طلقات الرصاص نحوها، وكشف التحقيق أنّ الرصاصة التي أصابت شيرين من عيار 5.56 ملم وأطلقت من بندقية طراز M16" وهي البنادق التي يستخدمها جيش الاحتلال.

كما أكَّد التحقيق أنّ بعض رصاصات جنود وحدة "دوفدوفان" أطلقت باتجاه الشمال حيث كانت توجد شيرين أبو عاقلة.

يأتي استشهاد مراسلة قناة الجزيرة شيرين أبو عاقلة في سياق استهداف الصحفيين، حيث وثّق المركز الفلسطيني لحقوق الانسان خلال العام الماضي، (150) انتهاكاً بحق الصحفيين والطواقم الإعلامية العاملة في الأرض الفلسطينية المحتلة، بينها استشهاد صحفي جراء قصف منزله بمدينة غزة، خلال العدوان الأخير على غزة، كما أصيب خلال العام (40) صحفياً خلال تغطيتهم الأحداث.

وباستشهاد الصحفية أبو عاقلة اليوم، يرتفع عدد الصحفيين الذين قتلوا برصاص الاحتلال في الأرض الفلسطينية المحتلة منذ سبتمبر عام 2000 إلى (25) صحفياً، (23) منهم فلسطينيون واثنان أجنبيان، فيما قتل في الضفة الغربية (8) صحفيين، بينهم صحفي إيطالي، وقتل في قطاع غزة، (17) صحفياً، بينهم صحفي بريطاني، حسبما أفاد المركز الفلسطيني.

متابعات/بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد