اعتصم حشد من الطلبة والمعلمين في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" صباح اليوم الجمعة 7 تشرين الأول/ أكتوبر، أمام مقر رئاسة الوكالة في العاصمة اللبنانية بيروت، وذلك ضمن خطّة التصعيد لمعالجة إشكاليات العام الدراسي وعلى راسها اكتظاظ الصفوف ونقص الكادر التعليمي وسواها.
وشارك العشرات من الطلبة والمعلمين في الاعتصام، حيث أكّد الاتحاد على ضرورة ذهاب الوكالة بإجراء معالجات فورية وعاجلة وواقعية وجذرية لمشكلة اكتظاظ الصفوف، وعدم "الضحك على اللحى بالاقتصار على تشعيب الصفوف التي زادت عن 50 طالباً." حسبما أشار رئيس الاتحاد فتح الشريف في كلمة له.
وقال الشريف في كلمة باسم الاتحاد: "نوجه نداءنا الى هذه الإدارة، باننا جئنا بنموذج من بعض المدارس، ولكن كونوا على ثقة بأن كل الطلاب سيأتون إلى هذا المكان وستسمعون منهم، ولن نقبل بقراراتكم العشوائية وغير المسؤولة وعلب السردين."
وأشار شريف إلى أنّ اعتصام اليوم، هو صرخة عالية بوجه "السياسة العشوائية التي تنتهجها اونروا بحق الطلاب والطالبات" ودلل على ما وصفها بـ "العشوائية في بدء العام الدراسي والعجز وغياب التخطيط" وتمثّل في نقص كادر تعليمي واكتظاظ صفوف واحتوائها 40 الى 60 طالباً.
وتساءل الشريف:" كيف ستتحقق خطة التعافي التربوي، أو نحصل على تعليم جيد بهذا الشكل وإدارة الوكالة تتعامل معنا كأرقام صماء بكماء، وليس ادميين لدينا حقوق إنسانية، فأي بداية أكثر فوضوية أكثر من هذه البداية المتعثرة؟"
وانتقد الشريف، ما أسماها "الوعود الكاذبة" للإدارة، التي وعدت بمعالجة أزمات المدارس والتعامل بجدية معها ولكنها تنصلت من وعودها، الأمر الذي يطرح علامات استفهام حول النكث بهذه الوعود. وفق قوله.
كما عبّر عن رفض الاتحاد، لممارسات الإدارة بحق الأساتذة والكوادر التعليمية، وأشار إلى أن "أونروا" تقوم الوكالة بإرسال رسائل نقل عشوائي من موحلة الى أخرى ومنطقة إلى أخرى دون مسوغ اداري وقانوني.
وأضاف، أنّه في بعض الأحيان ترسل الوكالة رسائل تهديد بفصل معلمين من العمل في حال لم ينفذوا قرارات النقل، وتساءل:" أين حقوق المعلم والانسان والأمان الوظيفي." محذراً من أي خطوة تجاه المعلمين، وكذلك المساس بهم من الشمال الى صيدا وصور.
من جهته، اعتبر ممثل اللجان الأهليّة في الاعتصام مصطفى بركة، انطلاقة العام الدراسي الحالي، بأنها لا تنم إلا عن فشل الإدارة في مقاربة الملف التعليمي، وهذا الفشل انعكس على نتائج امتحانات البريفيه.
وأضاف بركة في كلمة له:" توقعنا من الإدارة بعد هذه النتائج بأنهم سيقومون بتوفير بيئة صفية في المدارس لا حشرهم في صفوف أربعينية وخمسينية - يوجد فيها 40 أو 50 طالباً- لا يستطيعون التعلم فيها ولا المعلمون يستطيعون التعليم."
وأكّد متابعة اللجان الأهلية في لبنان من موقعها التربوي، كافة التحركات التصعيدية في لبنان ضد الإدارة، "ولن نسمح لهذه الإدارة بالاستمرار في غيها وظلمها للطلبة." وفق قوله.
وكان الاتحاد قد دعا للاعتصام، كخطوة تصعيدية أعقبت إنهاء برنامج احتجاجي داخل المدارس خلال الأسبوع الفائت وأوضح سبب التصعيد بقوله: "لأنّنا بصدد قضيّة عامّة وذات أولويّة تُعنى بمستقبل أبنائنا وأبناء شعبنا، وبالأمن الوظيفيّ للمعلّمين، ومن أجل عمليّة تربويّة سليمة لطلّابنا."
ويعاني الطلبة والمعلمين في مدارس وكالة "أونروا" في لبنان، من اكتظاظ الصفوف، حيث يتواجد في الصف الواحد بمعظم المدارس بين 40 إلى 60 طالباً، وهو ما يعيق العملية التعليمية، ويجعل مدارس الوكالة في لبنان بيئة غير صحيّة للطلاب والمعلمين، حسبما أظهر تقرير نشره "بوابة اللاجئين الفلسطينيين."