تواصل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" اليوم الثلاثاء 7 آذار/ مارس، إغلاق مدارسها في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين لليوم السابع على التوالي، إثر استمرار التوتر في المخيم، على خلفية الإشكال الذي أسفر عن مقتل أحد عناصر الأمن الوطني الأربعاء الفائت.
فيما تتواصل جهود نزع فتيل الأزمة القائمة، وعدم الانزلاق مجدداً إلى دوامة العنف، تتعطل الأعمال والحياة العامة للاجئين الفلسطينيين في منطقة الشارع الفوقاني، وكذلك في حي الصفصاف حيث يقطن المطلوب بموجب قرار "هيئة العمل الفلسطيني المشترك" خالد جمال علاء الدين الملّقب بـ "الخميني."
وكانت وكالة "أونروا" قد قصرت عملياتها الخدمية البيئية، في منطقة الشارع التحتاني، وعيادتها الكائنة في منطقة جبل الحليب، نظراً لحالة التوتر، وخوفاً من تجدد المعارك، وسط إصرار عشيرة "الزبيدات" التي ينتمي إليها عنصر الأمن الوطني المقتول "محمود زبيدات" على تسليم الجاني لعودة الهدوء للمخيم .
رابطة "عرب زبيد" في المخيم، أصدرت بياناً، طالبت فيه تنظيم "عصبة الأنصار" الإسلامي، الذي ينتمي له المدعو " الخميني" إلى تسليم الجاني للقضاء اللبناني.
وأكدت الرابطة، على علاقات الأخوة والقرابة التي تربط "عرب زبيد" بمنطقة الصفصاف، وثمنت موقف أهالي الصفصاف الذي اعتبر ما حصل بحق ابنهم محمود، جريمة نكراء.
هل اختفى القاتل وغادر مخيم عين الحلوة؟
مصدر أمني في مخيم عين الحلوة، أفاد لـ بوابة اللاجئين الفلسطينيين اليوم الثلاثاء، أنّ اتصالات تجري مع تنظيم "عصبة الأنصار" سواء رسمية أم على المستوى الأهلي، للتوصل إلى حل للأزمة عبر تسليم الجاني " الخميني"
وأشار المصدر، إلى أنّ "تنظيم العصبة، ينفي صلته بالعمل الذي أقدم عليه المدعو الخميني رغم انتماء الأخير للتنظيم، فيما أدانت العصبة الجريمة وتبرأت منها ووصفتها بالعمل الفردي." معتبراً أنّ ذلك يعقد الموقف، ويضعه في حالة ركود. وفق المصدر.
المصدر الأمني الذي طلب عدم ذكر اسمه، أشار لـ بوابة اللاجئين الفلسطينيين، إلى احتمالية هروب الجاني من المخيم بطريقة ما، واختفائه عن الأنظار إلى أجل غير مسمّى.
وكشف المصدر، إلى أنّ العديد من المؤشرات تشير إلى أنّ المدعو " الخميني" لم يعد موجوداً في محل سكنه في حي الصفصاف. نظراً لكون الجاني ليس لديه نية لتسليم نفسه، فيما تبرأ تنظيم " العصبة" منه ولا يمكن لأهالي حي الصفصاف احتضانه والدفاع عنه، وهو ما يعني أنه في حال بقي في الحي لجرى تسليمه." وفق قوله.
واعتبر المصدر الأمني، أنّ العديد من الأحداث السابقة في المخيم، عولجت بطريقة مشابهة، بأن يختفي المتسبب، وبذلك "يخرج التوتر من المخيم" نظراً لـ "عدم وجود قدرة لفرض قرار سياسي وأمني، في ظل حالة المربعات الأمنية والتوازنات بين الأحياء والمناطق في المخيم." حسبما أضاف.
وكانت معارك عنيفة اندلعت ليل الأربعاء 2 آذار/ مارس في مخيم عين الحلوة، إثر إشكال فردي في حي البركسات سقط خلاله جريح، سرعان ما تحول إلى معارك عنيفة، إثر إقدام المدعو " خالد الخميني" على إطلاق النار باتجاه عضو الأمن الوطني "محمود زبيدات" خلال إسعاف الجريح، ما أدى إلى مقتله، فيما سجّل وقوع 7 جرحى آخرين.
Figure 1إشعال الإطارات المطاطية في مخيم عين الحلوة
فيما سادت حالة من الاستنفار بين منطقتي البركسات وحي الصفصاف، وماتزال مفارق الأحياء والمناطق الواقعة على امتداد الشارع الفوقاني، وسوق الخضار، تشهد حالة من الترقب الحذر، فيما قام افراد من عائلة "زبيدات" بإشعال الإطارات المطاطية خلال اليومين الفائتين ضمن الاحتجاجات المطالبة بتسليم القاتل إلى السلطات اللبنانية.
وهو ما أكدت عليه لجان القواطع والأحياء في المخيم، في بيان لها، على ضرورة رفع الغطاء عن أي قاتل من قبل أي جهة ينتمي إليها، دون استثناء أحد، وتحريم الاقتتال الداخلي، والعمل على تسليم المتورطين إلى القضاء اللبناني.
وتأتي هذه المعارك، في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين، بعد إشكالين كبيرين وقعا في الأشهر الأخيرة من العام 2022 الفائت، الأول في شهر أيلول سبتمبر، بين عائلتي البحتي والقبلاوي في المخيّم، نتج عنه خسائر مادية كبيرة، فضلاُ عن قتيل و9 إصابات. تبعه إشكال آخر في تشرين الثاني نوفمبر، تسبب في سقوط جريحين وخسائر مادية في ممتلكات الأهالي.