فجّر ما يسمّى بوزير الثقافة والتراث "الإسرائيلي" "عميحاي الياهو"، قنبلة في وسائل إعلام عبرية، عكست التفكير الصهيوني في التعامل مع الشعب الفلسطيني، في إطار الإبادة والتطهير العرقي، واعتبر في تصريح له، أنّ أحد احتمالات التعامل مع الفلسطينيين في قطاع غزة هو "إسقاط قنبلة نووية على القطاع." قبل أن يتراجع عن تصريحاته اليوم الأحد 5 تشرين الثاني/ نوفمبر.
وقال الوزير "إلياهو المُنتمي" إلى حزب "عوتسما يهوديت" المتطرف بقيادة ما يسمى وزير الأمن القومي في حكومة "بنيامين نتياهو "ايتمار بن غفير"، في تصريح إذاعي له: إن "أحد خيارات إسرائيل في الحرب في غزة هو إسقاط قنبلة نووية على القطاع".
وعبّر الوزير المتطرف، عن رفضه إدخال أي شاحنة مساعدات إنسانية إلى القطاع، واعتبر أنّ شمال قطاع غزة " يجب ان يكون منطقة غير موجودة" وهو ما ينسجم مع ما تمارسه قوات الاحتلال، من سياسات التدمير الشامل لمناطق الشمال وتهجير أهلها، إذ يؤيد الوزير إعادة بناء مستوطنات في القطاع.
وحول مصير الفلسطينيين في القطاع، قال الوزير الياهو: "يمكنهم الذهاب إلى إيرلندا أو الصحاري، ويجب على الوحوش في غزة أن تجد الحل بنفسها" وأضاف: "إن شمال القطاع ليس له الحق في الوجود، وكل من يلوح بعلم فلسطين أو علم الفصائل لا ينبغي أن يستمر في العيش على وجه الأرض"، حسب قوله.
تصريح الوزير، أثار موجة من الانتقادات وردود الفعل الفورية على المستوى الدولي والعربي وحتّى داخل الكيان، حتى من قبل رئيس وزراء الاحتلال "بنيامين نتياهو" الذي يشن حرب الإبادة على غزة، إذ وصفها بـ " المنفصلة عن الواقع" فيما تراجع الوزير المتطرف عن أقواله وبررها بأنها كانت "على سبيل المجاز".
وزارة الخارجية في حكومة السلطة الفلسطينية، أدانت تصريحات وزير التراث "الإسرائيلي" ووصفتها بالهمجية والعنصرية، وأكدت أنّ تصريحات "إلياهو" إعلان صريح وإقرار واضح بما يقوم به كيان الاحتلال ضد شعبنا وتحديداً المذابح التي ترتكب يوميا ضد المدنيين في غزة.
الجدير ذكره، أنّ دعوة الوزير الياهو استعمال القنابل النووية ضد قطاع غزّة، ليست الأولى التي تخرج عن العقلية الصهيونية المبنية على إبادة الفلسطينيين والعرب، في سياق الحرب الجارية على القطاع.
وكانت المحامية "الإسرائيلية" والنائبة في الكينيست عن حزب "الليكود" "ريفيتال تالي جوتليف"، قد دعت يوم 11 تشرين الأوّل/ أكتوبر الفائت، لاستعمال الجيش "الإسرائيلي" صواريخ تسمّى " يوم القيامة" النووية ضد القطاع.
وتعكس التصريحات الصادرة عن شخصيات رسمية "إسرائيلية" بحسب مراقبين عمق التفكير الصهيوني تجاه الفلسطينيين والعرب والقائمة على فكرة الإبادة، ولا سيما ما يحمله اليمين المتطرف الذي يتسيّد المشهد في كيان الاحتلال منذ سنوات، ويشكل العمود الفقري لحكومة "بنيامين نتنياهو"، التي تخوض حرب إبادة على قطاع غزة منذ 29 يوماً، أوقعت أكثر من 10 آلاف بين شهيد ومفقود، 70% منهم من النساء والأطفال.
خارجية السلطة الفلسطينية، وضعت تلك التصريحات في إطار المواقف السياسة "الإسرائيلية" التي تنكر وجود الفلسطيني على أرضه وترفض الاعتراف بحقوقه وتترجم حرب الإبادة التي تشنها "إسرائيل" على قطاع غزة منذ 30 يوماً.
واعتبرت عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب المصري أسماء الجمّال، في تصريح لها اليوم الأحد، أنّ تصريحات الوزير الصهيوني توضع في إطار مسلسل الهمجية التي تقوم بها "إسرائيل" بدعم من القوى الدولية.
وتساءلت "الجمال" عن دور المجتمع الدولي إزاء ما يحدث في فلسطين، مؤكدة أن صمت المجتمع الدولي تجاه جرائم الاحتلال الإسرائيلي هو السبب الرئيسي وراء استمرار جيش الاحتلال في القيام بمثل هذه الجرائم الخطيرة والتي وصلت إلى التهديد بضرب قطاع غزة بـ"النووي".
ويواصل كيان الاحتلال "الإسرائيلي" حرب الإبادة الفعلية والمعلنة التي يشنها على أهالي قطاع غزة، حيث تجاوزت أعداد الشهداء 10 آلاف، إضافة إلى آلاف آخرين مفقودين وتحت الأنقاض، فيما يواصل الاحتلال جرائم القتل الجماعي منذ 4 أسابيع، بدعم امريكي وغربي كامل، ووسط رفض إتمام هدن إنسانية مؤقتة، والسير في مساع تهدئة ومفاوضات لوقف الحرب.