الصحة في غزة: ظروف النزوح مواتية لانتشار فيروس شلل الأطفال

الصحة العالمية ترسل أكثر من مليون لقاح ضد "شلل الأطفال" إلى قطاع غزة

السبت 27 يوليو 2024

أعلنت منظمة الصحة العالمية، إرسالها أكثر من مليون لقاح ضد مرض "شلل الأطفال" الذي اكتشف حديثاً في عينات من مياه الصرف الصحي أخذت من قطاع غزة. 

يأتي ذلك، وسط تحذيرات أطلقتها وزارة الصحة في غزة، اليوم السبت 27 تموز/ يوليو، من انتشار فيروس شلل الأطفال وغيره من الأمراض؛ بسبب "زيادة أعداد النازحين وتكدسهم دون ماء وبين أماكن جريان مياه الصرف الصحي وحيث النفايات المتكدسة ودون توفر مواد النظافة الشخصية".

وفي بيان صحفي أكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية "تيدروس أدهانوم غيبريسوس"، أنه سيتم إعطاء اللقاحات للأطفال في الأسابيع المقبلة، مشيرا إلى أنه لم يتم تسجيل أي حالة إصابة بشلل الأطفال حتى الآن.

وأشار إلى "أن الأمر مجرد مسألة وقت قبل أن يصل إلى آلاف الأطفال الذين تركوا دون حماية".

وفي مقال رأي نشره "غيبريسوس" في صحيفة "ذا غارديان" البريطانية أمس الجمعة، حذّر من استمرار موت كثيرين في قطاع غزة من جرّاء أمراض الوقاية منها ممكنة، ومن جرّاء جروح حرب يمكن علاجها، ما دام وقف فوري لإطلاق النار لم يُنفَّذ ولم تُسرَّع العمليات الإنسانية، بما في ذلك حملات تحصين هادفة تركّز على الأطفال الصغار.

وأضاف: بينما لم تُسجَّل أيّ حالة شلل أطفال (في قطاع غزة) حتى الآن، فإنّها مسألة وقت قبل أنّ يصل (المرض) إلى آلاف من الأطفال غير المحصّنين، في حال لم تُتَّخذ إجراءات فورية" في هذا الخصوص.

وبالتزامن مع أوامر الإخلاء العسكرية الجديدة التي أصدرها جيش الاحتلال لمناطق غرب وجنوب خان يونس، صباح اليوم، حذرت وزارة الصحة في غزة، من أن "زيادة أعداد النازحين وتكدسهم دون ماء وبين أماكن جريان مياه الصرف الصحي وحيث النفايات المتكدسة ودون توفر مواد النظافة الشخصية يجعل الأمور مواتية تماما لانتشار فيروس شلل الأطفال وغيره من الأمراض".

وأكدت أنه "لم يعد بالإمكان إعادة تشغيل المستشفى الأوروبي رغم الحاجة الماسة لذلك"، محذرة من مغبة توسيع مناطق النزوح الإجباري بخان يونس، الأمر الذي"قد يطال مستشفى ناصر الطبي، وهو الوحيد الذي لا يزال يعمل، رغم كل التحديات والمعيقات وخروجه عن الخدمة يعني الوصول إلى كارثة صحية محققة" وفق بيان الوزارة.

كما أشارت الوزارة إلى "خروج عدد من مراكز الرعاية الأولية الصحية عن الخدمة (مركز بني سهيلا، ومركز جورة اللوت، ومركز عبسان، ومركز القرارة)، بالإضافة لعدة نقاط طبية ميدانية، جراء عمليات الاحتلال العسكرية في خان يونس جنوبي قطاع غزة.

وأمس الجمعة، أكد المفوض العام لوكالة "أونروا"، "فيليب لازاريني": أنه وفقاً لمنظمة الصحة العالمية تم رصد ست عينات لفيروس شلل الأطفال من النوع الثاني في أجزاء من قطاع غزة، ولم يتم اكتشاف أي حالة شلل حتى الآن.

واعتبر "لازاريني" في منشور عبر حسابه في منصة (X) إن هذا تطور خطير آخر في رحلة البؤس التي لا تنتهي، مشيراً إلى أن مرض شلل الأطفال يظهر بسبب النظام الصحي المتداعي، ونقص المياه النظيفة ومواد النظافة، واكتظاظ الملاجئ وسوء الصرف الصحي.

وتعالت التحذيرات الدولية والأممية من إمكانية انتشار فيروس شلل الأطفال، بخاصة في ظل الظروف الصحية والمعيشية الكارثية التي يعيشها سكان القطاع، وأعرب عاملون في المجال الإنساني عن قلقهم العميق بشأن تأثير حالة الطوارئ المحتملة لمرض شلل الأطفال في غزة، وسط ظروف صحية كارثية تميزت بتفشي التهاب الكبد (A)، وعدد لا يحصى من الأمراض الأخرى التي يمكن الوقاية منها، لو توفر الوصول إلى الرعاية الصحية.

وفي 23 يونيو/حزيران الماضي، أخذت عينات من مناطق متفرقة في دير البلح وخان يونس عولجت في مختبرات عالمية مخصصة للكشف عن فيروس "شلل الأطفال"، ليتبين وجود النوع الثاني من الفيروس في 6 عينات من أصل 7.

يأتي ذلك، بينما كشفت الأمم المتحدة الأسبوع الفائت، عن زيادة كبيرة في حالات الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي (أ) والدوسنتاريا والتهاب المعدة والأمعاء مع تدهور الظروف الصحية في غزة؛ بسبب تسرب مياه الصرف الصحي إلى الشوارع القريبة من بعض خيام النازحين.

 

بوابة اللاجئين الفلسطينيين/وكالات

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد