ردت جهات فلسطينية ودول عربية وإسلامية على المجزرة "الإسرائيلية" المروعة بحق نازحين فلسطينيين يلجؤون إلى مدرسة في حي الدرج بمدينة غزة، اليوم السبت 10 آب/ أغسطس، وراح ضحيتها أكثر من 110 شهداء حتّى اللحظة، ببيانات إدانة واستنكار.
الرئاسة الفلسطينية: الاحتلال يسعى لإبادة شعبنا عبر سياسة المجازر الجماعية
وأدان الناطق الرسمي باسم رئاسة السلطة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، المجزرة التي ارتكبها الاحتلال في مدرسة "التابعين"، محمّلاً الإدارة الأميركية المسؤولية عن المجزرة، جراء دعمها المالي والعسكري والسياسي للاحتلال.
وقال أبو ردينة، "إن هذه الجريمة تأتي استمرارا للمجازر اليومية التي يرتكبها الاحتلال في قطاع غزة وكذلك في الضفة الغربية، والتي تؤكّد مساعي دولة الاحتلال لإبادة شعبنا عبر سياسة المجازر الجماعيّة وعمليات القتل اليومية، في ظل صمت دولي مريب".
وحمل الناطق باسم رئاسة السلطة الفلسطينية، الإدارة الأميركية المسؤولية المباشرة عن هذه المجزرة، وعن "تواصل العدوان الإسرائيلي السافر على قطاع غزة في شهره العاشر"، وأضاف: "في الوقت الذي تعلن فيه الإدارة الأميركية الإفراج عن 3.5 مليارات دولار لصالح إسرائيل، لإنفاقها على أسلحة وعتاد عسكري أميركي، تقوم فورا بارتكاب جريمة نكراء ومجزرة بحق أهلنا في غزة، النازحين في مدرسة بمدينة غزة".
فتح: المجزرة ذروة الإرهاب "الإسرائيلي"
كما أدان رئيس المجلس الوطني الفلسطيني، روحي فتوح، المجزرة ، قائلاً: إن هذه الجريمة تشكل إهانة للمجتمع الدولي وصمة عار على جبين الإنسانية.
وأكد فتوح أن "إسرائيل"، التي تمتلك الإحداثيات الكاملة للمدرسة، تعمدت ارتكاب هذه المجزرة كرسالة للعالم بأن حكومة اليمين المتطرفة ماضية في سياسة الإبادة الجماعية.
وأشار فتوح إلى أن الدعم الأميركي غير المشروط لـ "إسرائيل، والذي يشمل صفقات أسلحة وصواريخ، يجعل الولايات المتحدة شريكة في هذه الجرائم. وطالب المجتمع الدولي بالتوقف عن الإدانة الضعيفة واتخاذ خطوات عملية لوقف هذه الحرب ومعاقبة المسؤولين عن هذه الجرائم الفظيعة.
من جهتها، أكدت دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير، أن هذه الجريمة تأتي في سياق حرب الإبادة الجماعية التي تمارسها "إسرائيل" ضد الشعب الفلسطيني، بهدف تفريغ الأرض من سكانها الأصليين ودفعهم نحو التهجير القسري خارج وطنهم.
وطالبت دائرة شؤون اللاجئين، المجتمع الدولي بضرورة محاسبة "إسرائيل" في المحافل الدولية على هذه الجرائم، كما دعت إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة ونزيهة للتحقيق في الاستهداف المتعمد لمراكز الإيواء والمدنيين، بما في ذلك الاعتداءات المتكررة على منشآت وكالة "أونروا" وموظفيها.
وأدانت حركة فتح أيضاً المجزرة، معبرة أنها تمثل ذروة الإرهاب والإجرام لدى الحكومة "الإسرائيلية" الفاشية، وأكدت أن هذه المجازر تهدف إلى إبادة الشعب الفلسطيني عبر سياسة القتل التراكمي والمجازر الجماعية.
وأضافت فتح: أن الشعب الفلسطيني سيظل متجذراً في أرضه، متمسكًا بحقوقه الوطنية المشروعة، وعلى رأسها حق إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، مطالبة المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لوقف حرب الإبادة الممنهجة على الشعب الفلسطيني، ومشددةً على أن بيانات الإدانة وحدها لن تجفف الدماء النازفة.
حماس: تواطؤ أمريكي في الجرائم
ووصفت حركة حماس مجزرة مدرسة "التابعين" بأنها جريمة مروعة وتصعيد خطير في سلسلة الجرائم التي ترتكبها "إسرائيل" في قطاع غزة، وأكدت الحركة في بيان لها أن هذه المجازر تأتي في سياق الإبادة النازية الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني، محملةً الإدارة الأميركية المسؤولية عن التواطؤ في هذه الجرائم من خلال دعمها المستمر لحكومة الاحتلال.
وأشارت الحركة إلى أن استهداف المدنيين والمدارس والمستشفيات يعكس نية الحكومة "الإسرائيلية" في مواصلة حرب الإبادة، مطالبةً الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي بالتحرك العاجل لوقف هذه المجازر المتصاعدة.
أبو الغيط: استمرار الحرب رخصة لـ "إسرائيل" بالقتل المتواصل
وأدان الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، المجزرة، مشدداً على أن استمرار حرب الإبادة ضد الفلسطينيين في غزة هو رخصة لـ "إسرائيل" بالقتل المتواصل والإفلات من العقاب.
داعيا المجتمع الدولي لبذل ضغوط حقيقية على "إسرائيل" للتفاوض بشكل جاد، من خلال الوسطاء، من أجل وقف فوري لإطلاق النار في غزة.
"لازاريني": يوم آخر من الرعب في غزة
ووصف المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" "فيليب لازاريني"، وقوع المجزرة بـ "يوم آخر من الرعب في غزة".
وقال لازاريني في تصريح مقتضب عبر صفحته على منصة "إكس": إن المطلوب من جميع الأطراف حماية المدنيين والبنية التحتية في جميع الأوقات، مشدداً على أن المدارس ومرافق الأمم المتحدة والبنية التحتية المدنية ليست أهدافاً.
وأضاف "لازارايني": "حان الوقت لوضع حد لهذه الأهوال والفظائع التي تتكشف أمام أعيننا، فلا يمكننا السماح لهذه الأحداث أن تصبح أمرا واقعا عاديا، فكلما تكررت، فقدنا إنسانيتنا الجماعية".
مصر تطالب بموقف دولي حازم
في بيان صدر عقب المجزرة، أدانت وزارة الخارجية المصرية قصف مدرسة "التابعين"، معتبرةً أن استمرار مثل هذه الاعتداءات على المدنيين في قطاع غزة يعد استخفافاً غير مسبوق بالقوانين الدولية.
واعتبرت مصر استمرار ارتكاب الجرائم واسعة النطاق وإسقاط أعداد هائلة من المدنيين، خاصة كلما تكثفت جهود الوسطاء للوصول إلى وقف لإطلاق النار، دليل على غياب الإرادة السياسية لدى الجانب "الإسرائيلي" لإنهاء الحرب، واستمراراً في تعميق المعاناة الإنسانية للفلسطينيين.
وقال البيان: إن مصر "عازمة على مواصلة جهودها الدبلوماسية واتصالاتها المكثفة مع جميع الأطراف الدولية لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، والعمل على التوصل إلى وقف لإطلاق النار رغم الصعوبات".
الأردن: خرق فاضح للقانون الدولي
وأدانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية، في بيان لها، قصف "إسرائيل" لمدرسة "التابعين" معبرة بأنه خرق فاضح لقواعد القانون الدولي وإمعان في الاستهداف الممنهج للمدنيين ومراكز إيواء النازحين.
وأكد الناطق الرسمي باسم الوزارة، السفير سفيان القضاة، استنكار المملكة المطلق لاستمرار "إسرائيل" في انتهاك القانون الدولي، مشيرًا إلى أن غياب موقف دولي حازم يشجع على المزيد من العدوانية "الإسرائيلية".
وأضاف القضاة أن توقيت الهجوم الذي يتزامن مع محاولات الوسطاء لاستئناف المفاوضات حول وقف إطلاق النار، يعكس نية الحكومة "الإسرائيلية" لعرقلة هذه الجهود، وطالب المجتمع الدولي، وخاصة مجلس الأمن، بضرورة التحرك الفوري لوقف العدوان "الإسرائيلي" ومحاسبة المسؤولين عنه.
قطر: جريمة مروعة وتعدٍ سافر على مبادئ القانون الدولي الإنساني
وعبّرت قطر يأن جريمة استهداف الاحتلال للمدنيين النازحين في مدارس الإيواء جريمة وحشية بحق المدنيين العزل وتعد سافر على المبادئ الأساسية للقانون الإنساني الدولي، وقرار مجلس الأمن الدولي 2601.
وطالبت الخارجية القطرية في بيان لها بتحقيق دولي عاجل يتضمن إرسال محققين أمميين مستقلين، لتقصي الحقائق في استهداف قوات الاحتلال "الإسرائيلي" المستمر للمدارس ومراكز إيواء النازحين.
وفي ذات الوقت دعت المجتمع الدولي لتوفير الحماية التامة للنازحين، ومنع قوات الاحتلال من تنفيذ مخططاتها الرامية لإجبارهم على النزوح القسري من القطاع، وإلزامها بالامتثال للقوانين الدولية.
السعودية تستنكر تقاعس المجتمع الدولي عن محاسبة "إسرائيل"
ومن جهتها، أدانت وزارة الخارجية السعودية في بيان لها استهداف الاحتلال للنازحين مؤكدة على ضرورة وقف المجازر التي يرتكبها الاحتلال بحق الفلسطينيين في مراكز اللجوء.
وقالت الخارجية السعودية:" قطاع غزة يعيش كارثة إنسانية غير مسبوقة بسبب انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني".
واستنكرت المملكة السعودية استمرار تقاعس المجتمع الدولي عن محاسبة "إسرائيل" على جرائمها المتكررة بحق الفلسطينيين والانتهاكات لحقوق الإنسان.
لبنان: يجب وضع حد للكارثة الإنسانية المستمرة بحق الفلسطينيين
وقالت الخارجية اللبنانية في بيان يدين مجزرة الاحتلال بحق النازحين الفلسطينيين:" إن القصف العشوائي المُمنهج لجيش الاحتلال الإسرائيلي وقتل الأطفال والمدنيين دليل واضح على استخفاف الحكومة الإسرائيلية بأحكام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني".
وعبرت بأن استمرار ارتكاب الجرائم بحق الفلسطينيين، وتعمد إسقاط هذه الأعداد الهائلة من المدنيين العُزّل، كلما تكثفت جهود الوسطاء الدوليين لمحاولة التوصل إلى صيغة لوقف إطلاق النار في القطاع، يعطي الدليل القاطع لنية "إسرائيل" إطالة الحرب وتوسيع رقعتها.
ودعت المجتمع الدولي والدول المعنيّة إلى اتخاذ موقف دولي موحد وجدي وفعال، لتوفير الحماية للشعب الفلسطيني في قطاع غزة ووضع حد لهذه الكارثة الإنسانية.
العراق: انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني
بدورها أدانت وزارة الخارجية العراقية، الاعتداء "الإسرائيلي" على مدرسة "التابعين" مؤكدة على أنه انتهاك صارخ لجميع الأعراف والمواثيق الدولية، بما في ذلك القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني. كما تُظهر تجاهل الاحتلال للمبادرات الدولية الهادفة إلى وقف العدوان على غزة.
وجددت الخارجية العراقية تضامنها مع الشعب الفلسطيني مطالبة المجتمع الدولي والدول الإسلامية خاصة، باتخاذ موقف حازم وموحد لإيقاف هذه الجرائم المستمرة وتوفير الحماية الفورية للشعب الفلسطيني الأعزل.
البرلمان العربي: عمل إرهابي واستخفاف بالقوانين الدولية
ووصف البرلمان العربي في إدانته لمجزرة الاحتلال "الإسرائيلي" بحق النازحين الفلسطينيين بأنها "عمل إرهابي" و"غير الإنساني" موضحاً أنه يمثل انتهاكاً صارخاً واستخفافا بكافة القوانين والأعراف الدولية.
وأكد البرلمان العربي في بيان له أن هذه المجزرة تأتي في الوقت الذي تتضافر فيه الجهود من أجل التوصل إلى وقف نهائي ودائم لإطلاق النار في قطاع غزة، لافتاً إلى أن ذلك يعكس الطبيعة الإجرامية لهذا الكيان الذي لا يعرف للسلام والاستقرار سبيلا، ويصر على عدم الانصياع لأي اتفاقيات، والمضي في استكمال جرائم الإبادة الجماعية، ضاربا بالقوانين والقرارات الشرعية والدولية عرض الحائط.
ودعا البرلمان، المجتمع الدولي ومجلس الأمن إلى التحرك الفوري لوقف هذه الانتهاكات الجسيمة وضمان حماية الشعب الفلسطيني، مجددا مطالبته بمحاسبة قادة الاحتلال على الجرائم التي يرتكبونها بحق المدنيين الأبرياء.
التعاون الإسلامي: على مجلس الأمن إلزام "إسرائيل" باحترام القانون الدولي
وأدانت منظمة التعاون الإسلامي، جريمة استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي مدرسة "التابعين" معبرة أنها تمثل امتداداً للمجازر الوحشية وجريمة الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال طوال أكثر من عشرة شهور في قطاع غزة.
وبينت المنظمة الإسلامية خلال بيان لها أن ما ارتكبه الاحتلال يمثل مجدداً انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وأوامر محكمة العدل الدولية وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة.
وحملت المنظمة قوات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم المتواصلة، مجددة دعوتها إلى مساءلة "إسرائيل"، قوة الاحتلال، على كل جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها مدينة القدس المحتلة.
كما طالبت المنظمة المجتمع الدولي، خاصة مجلس الأمن الدولي، يإلزام "إسرائيل"، قوة الاحتلال، باحترام واجباتها بموجب القانون الدولي الإنساني وفرض وقف إطلاق النار الفوري والشامل في قطاع غزة وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.
الاتحاد الأوروبي: صور المجزرة مرعبة ونشعر بالفزع
وقال الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية "جوزيب بوريل": "إن الصور التي التقطت من مدرسة إيواء في غزة تعرضت لضربة إسرائيلية، مع عشرات الضحايا الفلسطينيين، مرعبة".
وأضاف "بوريل" في منشور على منصة "اكس"، أنه تم استهداف ما لا يقل عن 10 مدارس في الأسابيع الماضية، ولا يوجد أي مبرر لهذه المجازر، وإننا نشعر بالفزع إزاء العدد الإجمالي الرهيب للوفيات.
وتابع: لقد قُتل أكثر من 40 ألف فلسطيني منذ بداية الحرب، مؤكدا أن وقف إطلاق النار هو السبيل الوحيد لوقف قتل المدنيين وتأمين إطلاق سراح الأسرى.
واستفاقت مدينة غزة فجر اليوم على مجزرة جديدة ارتكبها جيش الاحتلال "الإسرائيلي" مع دخول حرب الإبادة يومها 310، حيث ارتفع عدد ضحايا القصف الذي استهدف مدرسة التابعين في حي الدرج وسط مدينة غزة إلى أكثر من 110 شهداء، بالإضافة إلى عشرات المصابين والمفقودين.
وفي تفاصيل المجزرة، ألقى جيش الاحتلال 3 صواريخ يزن كل واحد منها 2000 رطل على المدرسة التي تؤوي أكثر من ألفي نازح، هربوا من جحيم القصف بحثاً عن ملاذ آمن، ما أدى إلى وقوع هذا العدد الكبير من الشهداء والمصابين، وما تزال فرق الدفاع المدني تبحث عن أشلاء الضحايا بين الأنقاض، فيما يزال عداد الشهداء في ارتفاع متواصل.
اقرأ/ي الخبر: أكثر من 100 شهيد في مجزرة مروعة بحق النازحين أثناء صلاة الفجر في مدرسة