أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، عن بدء المرحلة الثانية من حملة التطعيم ضد مرض شلل الأطفال، اليوم الخميس 5 أيلول/سبتمبر، في جنوبي قطاع غزة، موضحة أن "فرقها العاملة موجودة منذ الصباح في خان يونس لإعطاء اللقاح للأطفال"، يأتي هذا فيما حذرت وزارة الصحة في رام الله وجهات أخرى من شائعات يروجها الاحتلال حول "عدم فعالية اللقاح".
ودعت الوكالة في منشور عبر صفحتها بمنصة (X) إلى وجوب احترام فترات التوقف المؤقتة لإطلاق النار في المنطقة لحماية العائلات والعاملين في المجال الإنساني.
The #polio vaccination campaign has moved to #Gaza southern areas today.@UNRWA teams are in Khan Younis this morning, working with partners to provide the vaccine to children.
— UNRWA (@UNRWA) September 5, 2024
At this critical time, area pauses must be respected to protect families and humanitarian workers. pic.twitter.com/NIGUFQhvYF
وكانت "أونروا" ومنظمة الصحة العالمية قد أعلنتا عن اكتمال المرحلة الأولى من حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في القطاع ضمن بعض المناطق بالمحافظة الوسطى، والتي تجاوزت هدفها بتطعيم 189 ألفاَ و551 طفلاً تم إعطاؤهم اللقاح في أربعة مراكز فقط في المحافظة الوسطى طوال فترة الحملة.
مخاوف من انتشار أمراض أخرى
ومع نجاح حملة التطعيم الواسعة ضد شلل الأطفال حتى اللحظة، حذر مسؤولون أمميون في مجال الإغاثة من أن الأطفال يعانون من أمراض أخرى وصدمات نفسية في ظل استمرار الحرب.
وقالت المتحدثة باسم "أونروا" في غزة " لويز ووتريدج": "حتى الآن تمكنا من تطعيم 187 ألف طفل، تنقلنا من خيمة إلى أخرى ومن مأوى إلى آخر، والواقع هو أن هذه التطعيمات تحدث وسط منطقة حرب، فيما تنتشر الكثير من الأمراض الأخرى مثل التهاب الكبد الوبائي (A)".
وأضافت "ووتريدج" أن معظم الأطفال الذين رأتهم مصابون بأمراض والتهابات جلدية، وقالت: "فيما نفعل كل ما نستطيع للتحصين ضد مرض واحد، تستمر الظروف غير الإنسانية التي تتسبب في ظهور تلك الأمراض الأخرى وانتشارها".
الأمين العام للأمم المتحدة "أنطونيو غوتيريش" أشاد بحملة التطعيم ضد شلل الأطفال في غزة، ولاسيما بعمال الإغاثة الذين وصفهم بـ "الرائعين" و الذين "يقودون ذلك الجهد". وأشار إلى أن "توقف القتال أثناء ساعات الحملة يعد شعاعاً نادراً للأمل والإنسانية" في ظل سلسلة الرعب التي يشهدها قطاع غزة.
تحذيرات من شائعات الاحتلال بشأن عدم فعالية اللقاح
ومن جهة أخرى، نفى وزير الصحة الفلسطيني ماجد أبو رمضان شائعات روجها الاحتلال "الإسرائيلي" حول عدم فعالية اللقاحات ضد شلل الأطفال التي يُطعَّمُ أطفال القطاع بها، مؤكداً أن هذا النوع من اللقاحات تلقاه مليار طفل في العالم ولم تُسجل له أي مضاعفات.
وقال أبو رمضان في بيان:" أن هذا الطعم آمن تماماً راجياً من الأهالي عدم الاستماع إلى الشائعات المغرضة التي هدفها ضرب النظام الصحي الفلسطيني ومنع الأطفال من الحصول على النصيب الذي من المفترض الحصول عليه من التطعيمات".
وأضاف: " دعونا نضع أطفالنا وهم مستقبلنا وحاضرنا وكل ما نملك وهم ذخرنا للمستقبل وأن نوفر لهم جميع الفرص وأن نقوم بتطعيمهم فقط التطعيم هو القادر على حمايتهم".
وأوضح وزير الصحة الفلسطيني أن حالة فيروس شلل الأطفال الأخيرة لم تنشأ في غزة وإنما أُدخلت من الخارج بطريقة ما، مشيراً إلى أن "إسرائيل" تحاول من الأبواب الخلفية ضرب النظام الصحي عبر منع التطعيمات.
ومن جانبه، حذر مركز "صدى سوشال" الحقوقي من تداول أي معطيات تتعلق بالشؤون الصحية دون العودة لمصادر طبية مختصة، مؤكداً أنه تلقى عشرات الشكاوى بشأن هذه المنشورات وإسهامها في نشر حملة ذعر.
مضيفاً أن هذه الشائعات تسهم في إلحاق أضرار بالنظام الصحي في قطاع غزة، وبالجهود المبذولة لاستكمال تطعيم الأطفال والتي تقوم بها منظمات صحية عالمية بالتعاون مع السلطات الصحية في فلسطين ووكالة "أونروا".
وأوضح "صدى سوشال" أن هذه الشائعات لم تصدر عن أي جهة طبية معتمدة داخل فلسطين، أو المنظمات الطبية الدولية المعنية بالوضع داخل فلسطين.
صدى سوشال يحذر من انتشار الشائعات حول لقاح شلل الأطفال
— صدى سوشال - Sada Social (@SadaSocialPs) September 3, 2024
رصد مركز صدى سوشال منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، وعبر قنوات ومجموعات اعلامية، تتداول شائعات مفادها أن لقاحات شلل الأطفال التي وصلت إلى قطاع غزة هي لقاحات غير فعّالة وستلحق ضرراً بالأطفال الذين سيتلقونها.
يوضح صدى… pic.twitter.com/dRqQCJYfzH
وتداولت منشورات وشائعات على مواقع التواصل الاجتماعي، وعبر قنوات ومجموعات إعلامية، تزعم أن لقاحات شلل الأطفال التي وصلت إلى قطاع غزة هي لقاحات غير فعالة وستلحق ضرراً بالأطفال الذين سيتلقونها.
وفي الوقت تدوالت وسائل إعلام عبرية ادعاءات حول مخاطر تحدق بلقاحات شلل الأطفال التي وصلت إلى قطاع غزة بزعم أنها ليست "آمنة" وقد تنشر المرض في "إسرائيل" وغزة بدلًا من القضاء عليه.