بيروت- بوابة اللاجئين
عاش فلسطينيو سورية بعد بداية العام 2011، المعاناة بكل تفاصيلها من تشريد وقتل واعتقال وحصار وغرق، فمن أصل (560) ألف لاجئ فلسطيني في سورية، نزح قرابة الـ(280) ألف لاجئ فلسطيني عن أماكن إقامتهم  داخل سورية، ولجأ نحو (150) ألف إلى خارج سورية، إذ لجأ (42) ألف إلى لبنان، و(17) آلاف إلى الأردن، و(6) آلاف إلى مصر، و(8) آلاف إلى تركيا، ونحو (215) عائلة إلى قطاع غزة، وما يزيد عن الـ(75) ألف إلى أوروبا.

بينما بلغت أعداد الذين قضوا من أولئك اللاجئين نحو (3312) حتى تاريخ 2016/8/22، وتفاوتت أسباب وفاتهم بين "قصف وجوع وتعذيب وقنص وإعدام وتفجير"، كما أنه غرق ما يقارب الـ"60" لاجئا بعد محاولتهم اللجوء إلى أوروبا هربا من ويلات الحرب عبر قوارب الموت في البحار.

أما المعتقلون فوصل عددهم إلى أكثر من ألفي معتقل موثقين بالاسم لدى بوابة اللاجئين، في حين تم توثيق (286) حالة اختفاء، وهذه الأرقام والإحصائيات تشمل اللاجئون الفلسطينيون في شتى أماكن إقامتهم على امتداد الجغرافيا السورية.

لقد كان الجزء الأكبر من مأساة فلسطيني سورية، هو تعرض عدد من مخيماتهم وتجمعاتهم للحصار، فمخيم اليرموك جنوب دمشق، تحاصره قوات النظام السوري منذ تموز/يوليو 2013 وإلى الآن، وقضى من أبناء المخيم (1250) لاجئ، من بينهم (187) لاجئ جلهم من الأطفال وكبار السن قضوا جوعا وبردا ونتيجة النقص في الرعاية الصحية. إضافة إلى اغتيال  أبرز الناشطين الإغاثيين داخل المخيم على يد تنظيمي "داعش" الذي يسيطر على المخيم منذ 1/4/2015 و "فتح الشام" جبهة النصرة سابقًا والتي ساهمت في دخول "داعش" إلى المخيم، وقد اعتقل عدد كبير من أبناء مخيم اليرموك خلال الأحداث وقضى بعضهم تحت التعذيب في سجون النظام السوري.

بينما فرض على مخيم خان الشيح جنوب دمشق حصار شبه كامل لم ينتهِ حتى الآن منذ 2013/3/13، أدى الحصار لانقطاع كافة الطرق الرئيسية للمخيم، ولم يترك للمخيم سوى طريق واحد للدخول والخروج، بيد أن الطريق معرض للقنص والقصف، وهو طريق ترابي فرعي بين المزارع يصل المخيم ببلدة زاكية. ويتعرض مخيم خان الشيح منذ نهاية شهر أيار/مايو 2016 للقصف الروسي بشكل دائم، بينما قضى من أبناء المخيم نحو (200) نتيجة القصف المستمر على المخيم.

فيما يرزح اللاجئون الفلسطينيون الذين نزحوا منذ العام 2012 إلى منطقة قدسيا في شمال غرب العاصمة دمشق، أيضًا تحت الحصار، نتيجة فرض قوات النظام لحصار على المنطقة منذ 23 تموز/ يوليو 2016، ويبلغ تعدادهم قرابة (20000) ألف لاجئ.

جانب آخر من المعاناة للاجئين الفلسطينيين كان في أن تعرضت مخيمات أخرى للتفريغ من السكان بشكل كامل، مثل مخيم سبينة جنوب دمشق حيث هُجّر معظم سكانه بعد اشتداد المعارك بين قوات المعارضة وقوات النظام، ولم يسمح للسكان بالعودة إليه حتى الآن، رغم إعادة سيطرة قوات النظام عليه في تشرين الأول/ نوفمبر 2013، ووثق قضاء (67) لاجئ من أبناء المخيم. ومخيم حندرات في حلب ونتيجة للأعمال العسكرية في المخيم وقربه، نزح سكانه منذ 2013/7/26 إلى الآن، أما مخيم درعا فلم يبقى جراء القصف والحصار سوى (500) شخص في المخيم من أصل (6500) لاجئ.

في مخيم الحسينية، لم يسمح النظام السوري لجميع سكانه بالعودة إليه، فقد فُرِضَ عودة عائلات محددة من ذوي الضحايا الذين شاركوا القتال إلى جانب قوات النظام، أو عائلات الميليشات الفلسطينية الموالية له، وبعض ممن يعملون في مؤسسات الدولة، فيما بلغت نسبة الدمار نحو 75% من بنية المخيم.

بينما بقيت المخيمات والتجمعات الفلسطينية الأخرى حبيسة الظروف القاسية التي تعيشها سورية رغم عدم تعرضها للحصار، إلا أنها تعاني جراء الأزمات الاقتصادية والوضع الأمني السيئ والقصف المتقطع لهذه المخيمات، فمخيم النيرب في حلب إلى الآن ما تزال العائلات تنزح منه هربًا من المعارك العنيفة قربه، وسقوط القذائف في محيطه.

أما مخيم حمص فيشهد أكثف عملية اعتقال من بين المخيمات، حيث بلغ عدد المعتقلين أكثر من (220) لاجئ من أبنائه، ومما يشهده المخيم أيضًا هجرة عدد كبير من أبنائه، نتيجة تعرضهم لمضايقات أمنية وكثرة المداهمات للمخيم.

مخيم جرمانا الذي يبعد ثمانية كم عن دمشق والذي لم يشهد حصار أو دمار جراء الأعمال العسكرية، إلا أنه يعاني مشاكل لا تقل خطورة عن ذلك، منها عملية تجنيد الأطفال وزجهم في القتال لصالح النظام السوري دون أن تبلغ أعمارهم الـ15 عامًا، مع العلم أن من يسيطر على المخيم أمنيًا، عدة فصائل فلسطينية موالية للنظام السوري.

       

خاص بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد