لبنان - بوابة اللاجئين الفلسطينيين
تقرير: زينب زيّون
عند دخولك المخيّمات الفلسطينية في لبنان، والمرور بأزقتها الضيقة، غالباً ما تجد أطفالاً هنا وهناك منسجمين في ألعاب متنوّعة، يركضون بين الأزقة أو يرسمون مربعات صغيرة بالطبشورعلى الأرض ويقفزون فوقها على قدم واحدة، أما أو يمارسون هوايتهم المفضلة ألا وهي كرة القدم، وغيرها من الألعاب التي يختلقها الطفل للتسلية وتمضية الوقت، فلا خيارات أخرى داخل تلك المساحة الصغيرة المخنوقة بزحمة البيوت المتلاصقة والأزقة الضيقة التي يمنع بعضها أشعة الشمس من التسلل إليها.
اللعب داخل تلك الأزقة بالنسبة للطفل الفلسطيني، يختلف عن ما يختبره أي طفل خارجه، فلا مساحات عامة أو ملاعب لكرة القدم حتى إنك نادراً ما تجد شجرة داخل المخيم. هي المساحة التي استحالت حتى على الطفل الفلسطيني ليلعب أو ليركض بحرية. فيصطدم بجدران البيوت المتلاصقة والزواريب الضيقة، ويقع في حفر مياه ناتجة عن الاهمال في صيانة البنى التحتية للمخيم وغالباً ما تكون مياه آسنة.
ففي مخيّم شاتيلا، تضيق المساحات المخصّصة للعب الأطفال، سنة بعد أخرى، بحسب خالد أبو النور عضو اللجنة الشعبية في المخيّم، إن "ضيق هذه المساحة ناتج عن الاكتظاظ السكاني والعمران العامودي الذي يقضم الأزقة، والعتمة التي تزداد حُلكة".
خالد فياض، طفل من مخيّم شاتيلا، يقول لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" إنّه "لا مجال للّعب داخل المنزل لأنّه صغير، وزواريب المخيّم المجاورة لمنزلنا لا تتسع لألعب مع أصدقائي كرة قدم".
أما محمد شحادة فيقول: " لا مكان قرب المنازل حتى نلهو، فالدراجات النارية لا تتوقف عن التجوال داخل المخيّم، بالإضافة إلى حركة المرور الكثيفة للأهالي داخل الأزقة، فلا نستطيع اللعب قرب منازلنا، مما يضطرنا للذهاب إلى قاعة الشعب الموجودة على أطراف المخيّم لقضاء بعض الوقت مع أصدقائنا".
محمد حزينة، مدير مسرح بيلسان في مخيّم شاتيلا قال: "أنّ أوضاع الأطفال الفلسطينيين في لبنان تتناقض مع كل الحقوق الواردة في اتفاق الأمم المتحدة لحقوق الطفل، خصوصاً فيما يتعلق بحقّه في اللعب. مضيفاً: "في مخيّمنا مساحة واحدة يقصدها أطفال المخيّم للعب فيها والترفيه عن أنفسهم، فالطفل بحاجة ماسة إلى الراحة ووقت فراغ لمزاولة الألعاب والأنشطة المتنوّعة. فالبيوت والأزقة الضيقة والبنى التحتية الهشّة، إلى جانب غياب أدنى مقوّمات الحياة كالكهرباء والمياه والبيئة الصحيّة، والكثافة السكانية وضيق مساحات اللعب، كلّها عوامل تؤثّر سلباً على البناء النفسي للأطفال وتُهدّد مستقبلهم".
إذن الطفل الفلسطيني هو ضحية اللجوء بالدرجة الاولى والسياسات المجحفة بحقه وغياب الدعم من المسؤولين خاصة على الصعيد السياسي ثانياً، وهذا الواقع ينسحب على باقي المخيمات الفلسطينية في لبنان، فالمعاناة واحدة والاحتياجات كذلك والمسؤول غير آبه.
شاهد الفيديو►