لندن - بوابة اللاجئين الفلسطينيين
رحل رجل الأعمال الفلسطيني عبد المحسن القطان، الاثنين 4 كانون الأول، عن عمر يُناهز (86) عاماً، بعد معاناة مع المرض، ويُشيّع جثمانه يوم الأربعاء في العاصمة البريطانية لندن.
وكان القطان رئيس للمجلس الوطني الفلسطيني في نهاية ستينات القران الماضي، وأحد أبرز رجال الأعمال الوطنيين، علاوةً على دوره البارز في دعم الثقافة والمثقفين والإبداع الفلسطيني.
ووُلدَ القطان في مدينة يافا المحتلة عام 1929، وبدأ دراسته في المدرسة الأيوبية فيها، ثم التحق بكلية النهضة في القدس، التي كان يرأسها المُربّي خليل السكاكيني، وفي عام 1951 تخرّج من الجامعة الأمريكية في بيروت بدرجة بكالوريوس في إدارة الأعمال.
وانخرط القطان في السياسة الفلسطينية والعربية، فمثّل الفلسطينيين في زيارات دولية عديدة، حيث رافق أحمد الشقيري إلى الصين عام 1964، ودعم منظمة التحرير الفلسطينية في الكويت عام 1969، وانتخب متحدثاً باسم المجلس الوطني الفلسطيني خلال اجتماع المجلس في القاهرة.
كما شارك القطّان في العمل الاجتماعي والخيري والتنموي على مستويات مختلفة منذ أوائل الثمانينيات، فكان أحد مؤسسي مؤسسة التعاون، ومحافظ فلسطين في الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي، وعضو مجلس أمناء الجامعة الأمريكية في بيروت.
وقدّم القطان منح للعديد من الطلاب الفلسطينيين والعرب في دراساتهم الجامعية، ووفّر الدعم والمساندة للعديد من المؤسسات مثل مركز دراسات الوحدة العربية، ومؤسسة أحمد بهاء الدين، ومؤسسة الدراسات الفلسطينية، وجامعة بيرزيت وغيرها.
وفي نهاية عام 1993، أطلق مؤسسة عبد المحسن القطان في لندن، التي أصبحت بحلول عام 1998 نشطة تماماً في فلسطين، من خلال مجموعة من البرامج والمشروعات في مجالي الثقافة والتربية. وفي أيار عام 1999، عاد إلى فلسطين وزار لأول مرة منذ عام 1948 مسقط رأسه يافا، ومُنح شهادة الدكتوراه الفخرية من جامعة بيرزيت.
وفي آذار 2011، أعلن القطان عن قراره تخصيص ربع ثروته لإنشاء صندوق لضمان استدامة واستقلالية المؤسسة التي تحمل اسمه، واستمرارها في إحداث التغيير المجتمعي المطلوب، كما أعلن عن دعم تأسيس معهد دراسات استراتيجية مستقل، يقدّم دراسات في زوايا متعددة ذات علاقة بالقضية الفلسطينية.
وأصبحت مؤسسة عبد المحسن القطان اليوم إحدى أهم المؤسسات التعليمية والثقافية في العالم العربي، مجمل مصاريفها مموّل ذاتياً من قِبل صندوق عائلة القطَّان الخيري.
وعلى مدى الأربعين سنة الفائتة، قدّم عبد المحسن القطَّان كذلك دعماً لعدد من المؤسسات الأخرى، منها: مؤسسة التعاون، ومؤسسة الدراسات الفلسطينية، والجامعة الأمريكية في بيروت، ومركز دراسات الوحدة العربية، وجامعتا بيرزيت والنجاح، ومؤسسة أحمد بهاء الدين.