بيروت - بوابة اللاجئين الفلسطينيين
أعلنت لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني، صباح اليوم الخميس 21 كانون الأول، نتائج "التعداد العام للسكان والمساكن في المخيّمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان"، وهو الإحصاء الأوّل من نوعه الذي يستهدف اللاجئين الفلسطينيين في 12 مخيماً وأكثر من 156 تجمعاً، بالشراكة مع إدارة الإحصاء المركزي اللبناني، والجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.
وكشفت إدارة الإحصاء اللبنانية، أن عدد اللاجئين الفلسطينيين يبلغ 174 ألفاً و422 فرداً في لبنان. مضيفةً أنّ "114 ألفاً و206 فلسطينيين يعيشون في المخيّمات، أي ما نسبته 45.1%، بينما يعيش 54.9 من اللاجئين في تجمّعات أُخرى.
وبيّنت النتائج التفصيليّة للإحصاء، الذي بلغت نسبة التغطية فيه 97.7 % بنسبة تجاوب 96.7 % من المستهدفين بالمسح الإحصائي، أنّ عدد الأسر الفلسطينية في لبنان يبلغ 55.473 أسرة، يتركزون في المناطق التالية : 35.8 % في صيدا، 25.1 % في الشمال، 14.7 % في صور، 13.4 % في بيروت، 7.1 % في الشوف، 4.0 % في البقاع.
المؤتمر الذي أقيم برعاية رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، حضره سفراء عرب وأجانب، و ممثلين عن الاتحاد الأوروبي، وقادة كافة الفصائل الفلسطينية وممثلين عن وكالة "الأونروا"، والمنظمات الدولية العاملة في لبنان، بالإضافة إلى شخصيات رسمية سياسية واقتصادية وإدارية لبنانية وعربية ودولية وباحثين وإعلاميين.
وقال الوزيراللبناني السابق حسن منيمنة رئيس لجنة الحوار الفلسطيني اللبناني: "منذ عام أطلقنا التعداد للمخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان، وهو عملية بحثية تهدف إلى تطوير كافة السياسات العامة التي تخدم السكان".
وأضاف أنّ "قاعدة البيانات التي وفرها التعداد تمكن في إنجاز وإتاحة المعرفة لظروف هذه الفئة، وتسمح للباحثين، والمؤسسات، تنظيم برامج تخدم مصالحهم"، مشيراً إلى أهمية صياغة سياسات عامة لبنانية تجاه الفلسطينيين تتجاوز خلافات الماضي، وتستهدف ترجمة الفهم حول ما أقرته الكتل البرلمانية فيما يخص قضية اللاجئين الفلسطينيين، والذي أبرز الاستعداد لتوجيه مسارات العلاقات، والتعاون، وكسر المحرمات التي سادت في البلد خلال السنوات السابقة".
وأكد على "ضرورة إعطاء الفلسطينيين في لبنان كافة حقوقهم، ضمن الأطر الميثاقية، والقانونية".
من جهتها، قالت رئيسة الإحصاء المركزي الفلسطيني، علا عوض إنّ "هذا المشروع يُعد أول تعداد عام شامل يستهدف اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان، وذلك بهدف توفير قاعدة بيانات شاملة، وحديثة، حول ظروفهم المعيشية والاقتصادية والاجتماعية، والمساهمة في توفير نحو ألف فرصة عمل مؤقتة للشباب، من أبناء اللاجئين الفلسطينيين، وكذلك من اللبنانيين".
وأكدت عوض على أنّه "ومع انطلاق المشروع في شباط الماضي لم يكن لدينا ما يكفي من البيانات، والمؤشرات، التي تعكس الواقع الأليم الذي يعيشه اللاجئون في المخيمات، في ظلّ تضارب الأرقام، وتناقضها، وتعدد مصادرها، وعدم توفر إحصائيات رسمية دقيقة". مشيرةً إلى "اليوم تمكنا من امتلاك قاعدة بيانات تفصيلية شاملة حول الواقع الديمغرافي والاجتماعي والاقتصادي للاجئين، من شأنها أن تشكل أساساً واضحاً يستند إليه في رسم السياسات، والاستراتيجيات الهادفة، لتحسين الواقع المعيشي للاجئين، وتوفير سبل العيش الكريم لهم".
وأشارت عوض إلى أن "المشروع شكّل تحدياً كبيراً، لاسيما وأن تنفيذه تزامن مع ظروف سياسية صعبة"، معتبرة أنه "انجاز نوعي، ومشروع وطني بامتياز، جسّد نموذجاً للعمل المشترك، والذي تمّ التوافق على تنفيذه تحت مظلة لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني".
وأكدت عوض على أن "فلسطين ستبقى بوصلة والوطن الأم لكل فلسطيني نزح، أو هجر من أرضه، وأن وجود الفلسطيني في لبنان وغيرها من الدول العربية، ما هو إلا وجود مؤقت حتى تقرير مصيرهم، وعودتهم إلى ديارهم".