صابر حليمة – مخيم نهر البارد
 

مع انتهاء الحرب في مخيم نهر بالبارد، بين الجيش اللبناني وعناصر "فتح الإسلام"، في عام 2007، وُعد الأهالي المهجرون، وخصوصاً أولئك القاطنين في المخيم القديم، الذي دمر بشكل كامل، بالسكن في بركسات لحين الانتهاء من عملية إعادة الإعمار، التي قيل لهم: إنها ستستغرق نحو ثلاثة أعوام.

وهاي هي السنة الثالثة عشر على الأبواب، وعملية إعادة الإعمار لم تتجاوز 70%، ومأساة القاطنين في البركسات، خصوصاً المعدنية منها، في تفاقم متواصل.

وتنقسم البركسات في مخيم نهر البارد إلى ثلاثة: بركسات باطون، بركسات باطون مسقوفة بألواح زينكو وبركسات حديد.

يسكن في بركسات الحديد في مخيم نهر البارد 88 عائلة، بينها 24 عائلة فلسطينية هُجرت إبان الحرب من المخيم القديم.

أجبرت الأوضاع المادية المزرية هؤلاء الأهالي، على تحمّل الأوضاع المعيشية غير الإنسانية في هذه البركسات، على أمل العودة إلى منازلهم المعاد بناؤها، والذي طال انتظاره.

وقال عضو اللجنة الشعبية في المخيم، أبو نزار خضر، إن البركسات لا تليق بالحياة البشرية.

وأوضح في حديث مع "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، أن من يعيش فيها ليست لديه القدرة على الاستئجار، خصوصاً عقب إلغاء وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" برنامج الطوارئ من جانب واحد.

وأضاف أن البركسات تفتقر للبنية التحتية، واللجنة الشعبية ليست لديها الإمكانيات لتقوم بأي شيء يخفف من معاناة ساكنيها.

وقالت إحدى اللاجئات الفلسطينيات اللواتي يسكنّ في البركسات: إنهم يعانون من الثعابين والجرذان والفئران، مشيرة إلى أنها غير راضية على المعيشية في بركسات الحديد، لكن ليس لديها أي حل آخر.

وأشارت لاجئة أخرى، إلى أن هذه البركسات حارة جداً في الصيف، وباردة جداً في الشتاء، كما أنها صغيرة جداً تفتقر لمقومات الحياة الدنيا.

لاجئ فلسطيني أكد أيضاً، ألّا أحد يسأل عن معاناة ساكني البركسات، بالرغم من تجاوز مأساتهم الـ 12 عاماً.

وترتبط هذه المأساة بشكل مباشر بعملية إعادة إعمار المخيم، التي، وكما أكد مسؤول ملف إعادة الإعمار عن حركة فتح، أبو فراس ميعاري، أنها لم تتجاوز الـ 70%، وأن إتمام العملية لا يزال يحتاج إلى 80 مليون دولار من الدول المانحة.

وأشار ميعاري، في حديث مع "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، إلى أن 1425 عائلة لم تتمكن من العودة حتى الآن إلى منازلها الأصلية.

وطالب ميعاري بإصدار قرار بإلغاء تجمعات البركسات وإيجاد حل فوري ينهي مأساة القاطنين فيها، وذلك عبر تأمين مساكن لائقة لهم، مشدداً على ضرورة الضغط على جميع الجهات الرسمية في سبيل التسريع بإعادة إعمار نهر البارد.

يذكر أنه بين أيار/مايو وأيلول/سبتمبر 2007، اندلعت المعارك بين مجموعة "فتح الإسلام" والجيش اللبناني، ما أدى إلى تدمير مخيم نهر البارد بشكل كامل، ما أجبر 26 ألف لاجئ فلسطيني على ترك منازلهم.

وعقد المجتمع الدولي في 23 حزيران/يونيو عام 2008، مؤتمراً خاصاً في في العاصمة النمساوية فيينا خاصا لإعادة إعمار مخيم نهر البارد، حيث رُصد لعملية إعادة الإعمار مبلغ 445 مليون دولار تعهدت الدول المانحة بدفعها لإعادة بناء المخيم وتسهيل عودة أهالي المخيم المهجرين والتعويض عما خسروه معنوياً ومادياً، بالإضافة إلى مساعدات تُقدم لجوار المخيم المتضرر، واتخذت "أونروا" قراراً أدخلت فيه المخيم في برنامج الطوارئ وهو ما يستدعي إهتماماً خاصاً يشمل تغطية كافة احتياجات اللاجئين الفلسطينيين من الإستشفاء والتعليم والإغاثة ودفع بدل إيواء بنسبة 100% إلى حين عودة جميع اللاجئين المهجرين، إلا أن الوكالة، وفي قرار من طرف واحد، قررت إلغاء برنامج الطوارئ في عام 2013، ما أثار سخطاً فلسطينياً واسعاً، استمرت آثاره حتى اليوم.

ويقع مخيم نهر البارد على مسافة 16 كيلومتر من طرابلس، بالقرب من الطريق الساحلي في شمال لبنان.

وقد تم تأسيس المخيم في الأصل من قبل عصبة جمعيات الصليب الأحمر في عام 1949 لإيواء اللاجئين الفلسطينيين من منطقة بحيرة الحولة شمال فلسطين، فيما بدأت "أونروا" بتقديم خدماتها للاجئين في عام 1950.

 

شاهد الفيديو

خاص

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد