دعاء عبد الحليم – مخيم برج البراجنة
 

شاء الله إنقاذ حياة اللاجئ الفلسطيني إبراهيم الخطيب من كارثة كادت أن  تقضي على حياته أو حياة أفراد عائلته.

ففي ليلة من ليالي العاصفة (لولو) التي شهدها لبنان مؤخراً، طلب محمد الخطيب من ابنه ابراهيم عدم النوم في غرفة الجلوس والانتقال إلى غرفة أخرى بعد أن وقع بعض طلاء السقف، لتحل الكارثة في هذه الليلة بالذات، يقول الوالد محمد "ونحنا عمناكل فجأة ما سمعنا إلا زي صوت انفجار قمنا نركض لقينا سقف الصالون كله واقع الباطون والحديد بس قلنا الحمد لله إنه ابراهيم ما نام هون وإلا كان مات لأنه بنام بهاي المنطقة بالضبط، قدّر ولطف الحمد لله"!

 

 


عند وصول فريق بوابة اللاجئين الفلسطينيين إلى منزل العائلة المتضررة، كان ابراهيم يزيل الركام، بانتظار من يحلّ لهم مشكلة انهيار السقف، لا سيّما أن وضعهم الاقتصادي لا يسمح لهم بترميم الدمار، ويشير الوالد إلى أنه جريح ولا يستطيع العمل فقد تعيش عائلته من راتب بسيط لا يلبّي الاحتياجات الأساسية للحياة، وعليه ناشد وكالة غوث وتشغيل اللاجئين االفلسطينيين "أونروا" بتقديم المساعدة لهم.

ما عاشته هذه العائلة ، تخاف منه عائلة عزّام المكوّنة من ثمانية أفراد، يقول ابنها الكبير أحمد: إنهم في ترقّب وخوف دائم من أن يقع سقف بيتهم فجأة فوق رؤوسهم، فالمنزل غير صالح للسكن ولكن لا ملجأ آخر لهم، تحاول العائلة أن تبقى طيلة يومها في غرفة الجلوس لأنها الأقل تضرراً رغم شدّة الرطوبة الموجودة فيها، وأشار أحمد عزّام إلى أنّ أونروا رممت لهم سقف منزلهم قبل سبع سنوات، لكن لم يكن العلاج جذرياً ما تسبب بعودة التشققات في السقف والجدران، والوضع الآن أسوأ مما كان في السابق.

 


منزل آخر يعاني المشكلة ذاتها، تلفت ربّته سهام كرزومي الى أنّها سدّت باب غرفة النوم ولا يستخدمونها خوفا من انهيار الجزء المتبقي من السقف، مشيرة إلى أنها أبلغت "أونروا" بمشكلتها وقد تمّ الكشف عليه وحذرها المهندس من خطر النوم في هذه الغرفة، ومع هذا لم يتم إصلاحه، وما زالت تنتظر، موضحةً أنّ همها هذا تشترك به مئات العائلات في المخيم، حيث تعجز عن ترميم منازلها وتنتظر وعود "أونروا" لتطبّق على الأرض.

 


هي مشكلة قديمة تعود إلى الواجهة من جديد، تؤرق حياة أهالي مخيّم برج البراجنة، المخيم الذي يؤوي حوالي عشرين ألف لاجئ فلسطيني.

 وبحسب مدير المخيم بهاء حسون فإن هناك حوالى 700 وحدة سكنية آيلة للسقوط، وتحتاج الى الترميم الهندسي، كــــذلك هناك قائمة بأسماء أشخاص طلبت منهـــم "أونروا" مغادرة منازلهم كونها غير صالحة للسكن.

ويعزو أهالي المخيم أسباب تضعضع المنازل إلى مشروع البنى التحتية الذي أطلقته "أونروا" قبل عامين، مشيرين إلى أن البيوت لا تمتلك الأساسات المتينة وعليه فإنها لا تتحمّل عمليات الحفر، بينما يقول مهندسون: إن التمدد العامودي للمباني بسبب المساحة الأفقية المحددة للمخيم يؤدي إلى زيادة الأحمال والأوزان على الأعمدة والأساسات التي لم تنشأ أصلاً إلا لحمل طابقين أو ثلاثة، لكن البناء في الواقع يتجاوز خمس طوابق، مع ازدياد عدد سكام المخيم واضطرارهم للتوسع عمودياً، إذ إن الانتقال للسكن خارج المخيم أمر مكلف مادياً لا تقوى عليه معظم عائلات اللاجئين الفلسطينيين.
 

شاهد الفيديو
 


 

خاص - بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد