الأراضي المحلتة عام 48 – وكالات
 

لا تزال وتيرة جرائم إطلاق النار في الداخل الفلسطيني المحتل في تصاعد ينبئ بكارثة جد خطيرة بين أبناء الشعب الواحد.

الاحتلال، الذي يقف موقف المغتبط المتفرج على هذه الجرائم، لا تقوم شرطته أو عناصره "الأمنية" بأي روادع، ما يستلزم مبادرات فلسطينية محلية تقف شلال الدماء الجاري.

خلال الليلة الماضية وفجر اليوم السبت (12 تشرين الأول/أكتوبر 2019) فقط، قتل شاب وأصيب ثلاثة آخرون، اثنان منهم في حالة حرجة، جراء جرائم إطلاق نار.

 

مقتل شاب أمام منزله في عارة

ففي قرية عارة، قتل الشاب محمد عدنان ضعيف (21 عاماً)، عقب إطلاق الرصاص عليه قرب منزله، صباح اليوم.

 

(الشاب محمد عدنان ضعيف – 21 عاماً)


ووصلت طواقم الإسعاف إلى مكان الجريمة، إلا أن ضعيف كان قد فارق الحياة متأثراً بإصابته.

وعقب وقوع الجريمة، أضرم مجهولون النيران في أحد المنازل، في حين قال شهود عيان إنهم سمعوا أصوات إطلاق رصاص خلال الليل الفائت لمدة تزيد عن ساعة، كما تبادلت مجموعتان إطلاق النار، قبل يومين، نتيجة صراعات بينهما.

وأكدوا أنه على الرغم من أن مركز شرطة الاحتلال ليس بعيداً عن المكان، إلا أنها لم تحرك ساكناً.

 

دعوة إلى إيقاف شلال الدم الفلسطيني

وقال عدنان ضعيف، والد الضحية: "أوجه كلمتي إلى جميع أبناء الشعب العربي، يجب علينا إيقاف شلال الدم، هذا القتل حرام علينا وعلى أولادنا الذين يموتون بعمر الورد، كل شخص يقتل شخص بدون ذنب عقابه عند رب العالمين".

وأضاف: "بالنيابة عن جميع أقاربي وعائلتي، إذا كان دم ابني محمد فيه صلاح للمجتمع أنا مسامح بدم ابني دنيا وآخرة، والحمد لله رب العالمين على كل شيء حصل".

يذكر في هذا السياق أن ابن عم القتيل، مؤمن ضعيف (25 عاماً) كان قد قتل، في أيلول/ سبتمبر عام 2018، في جريمة إطلاق نار أيضاً.

 

إصابة مسؤول الحركة الإسلامية في الرملة

 وفي جريمة أخرى، أصيب مسؤول الحركة الإسلامية في مدينة الرملة الشيخ، علي الدنف، بجروح خطيرة عقب تعرضه لإطلاق نار، فجر اليوم السبت.

وتعرض الدنف لسبع رصاصات بينما كان يركن مركبته لأداء صلاة الفجر في الجامع الكبير في الرملة، ما أدى إلى إصابته في البطن والقدم.

 

(الشيخ علي الدنف)

 

ونقل الدنف بحالة خطيرة إلى مستشفى "أساف هروفيه" لتلقي العلاج.

بدورها، حمّلت الحركة الإسلامية حكومة الاحتلال وما تسمى وزارة الأمن التابعة لها مسؤولية ما يحصل في المجتمع الفلسطيني داخل الأراضي المحتلة عام 1948.

وأكدت في بيان أن مدينة الرملة تقف "وقفة رجل واحد ضد الجريمة والعنف، وتدين أعمال العنف والجريمة المستشرية، وتؤكد ضرورة نبذ المجرمين".

كما دعت إلى المشاركة في المظاهرة التي أعلنت عنها لجنة المتابعة، عند الساعة الخامسة من مساء الثلاثاء المقبل، أمام مركز شرطة الرملة.
 

إصابة مهندس بلدية رهط

وفي جريمة ثالثة، أصيب إبراهيم أبو صهيبان، مهندس بلدية رهط بالنقب، بإصابة متوسطة إثر تعرضه لإطلاق نار عند خروجه من صلاة الفجر.

ونقل المهندس، الذي أصيب بثلاث رصاصات في قدمه، إلى مستشفى "سوروكا" في بئر السبع.

وكان شجار كبير وقع، مساء أمس الجمعة، في شارع صلاح الدين بمدينة رهط، أصيب فيه 5 شبان، بينهم 3 قاصرين.

وذكرت شرطة الاحتلال أن إصابة أبو صهيبان هي امتداد للشجار، مشيرة إلى أنها اعتقلت المشتبه به في إطلاق النار ويبلغ من العمر 25 عاماً.

 

حيفا.. إصابة شاب بجروح خطيرة

وفي جريمة رابعة وقعت، خلال ساعات الليلة الماضية، أصيب شاب فلسطيني (22 عاماً) بجروح حرجة في مدينة حيفا المحتلة.

ونقل المصاب إلى مستشفى "رامبام" في المدينة، وقدمت الإسعافات الأولية له، ونقل إلى المستشفى وهو بحالة خطيرة ومستقرة.

وفي الأربع جرائم السابقة، لم تعتقل شرطة الاحتلال أي مشتبه بهم، سوى واحد في مدينة رهط، ما يثبت، بشكل صارخ، تواطؤها المباشر في هذه الحوادث.

يذكر أن 13 شخصاً قتلوا، خلال الشهر الماضي، في الداخل الفلسطيني المحتل نتيجة إطلاق النار، بينما بلغ عدد القتلى منذ مطلع العام الجاري 69، بينهم 11 امرأة.

وكان عضوا الكنيست، أيمن عودة وأحمد الطيبي، حمّلا رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، مسؤولية انتشار الجريمة.

وقبل يومين، انطلقت قافلة مركبات من مجد الكروم نحو القدس احتجاجاً على تواطؤ حكومة وشرطة الاحتلال في استفحال الجريمة في البلدات الفلسطينية.

وقال رئيس لجنة المتابعة، محمد بركة، في تصريح سابق: "إن هناك تواطؤاً من قبل الشرطة الإسرائيلية، وليس قضية إهمال أو خلل في عملها، وهي عقلية متأصلة عبر عنها وزير الأمن الداخلي، غلعاد إردان، عندما قال إنه يتعامل مع المجتمع العربي كمجتمع متوحش وعنيف".

وكالات

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد