سوريا - بوابة اللاجئين الفلسطينيين

تُعدّ أزمة المواصلات، التي يعاني منها سكّان مخيّم خان دنون للاجئين الفلسطينيين جنوب دمشق، عاملاً إضافيّاً لتفاقم حالة الإرهاق المادي والمعنوي، الذي يستوطنهم نتيجة للازمات المعيشيّة والاقتصاديّة، العاصفة بحياتهم منذ ستّ سنوات.

حيث بات من المألوف يوميّاً، مشهد تجمعّات الموظفين والطلّاب، وهم ينتظرون لساعات طوال، وسيلة نقل تقلّهم الى مكان عملهم ومدارسهم. والى جانب قلّة وسائل النقل، يُضاف غلاء تعرفة الركوب، التي تستهلك  مصروفاً يكاد يصل إلى ربع الراتب أو أكثر، فضلاً عن استغلال السائقين قلّة عدد ( الميكروباصات) وتحكّمهم بخطوط سيرها وفق أهوائهم، دون مراعات حاجيّات الركّاب.

وينقل مراسل "مجموعة العمل لأجل فلسطينيي سوريا" شكاوى عدد من الأهالي، خصوصا الموظفين والطلّاب، جرّاء عدم توّفر حافلات النقل، التي تقل الطلّاب، ورفض السائقين التقيّد بخط سير الحافلة، وما يضيفه ذلك  من أعباء ماديّة اضافيّة، نطراً لاضرارهم، أخذ وسيلتي نقل أو أكثر للوصول إلى مكان عملهم ما يشكل عبئا مادياً ووقتاً طويلاً.

يقول أبو محمد وهو موظف حكومي أنّه "يضطر إلى دفع ما يقارب ربع راتبه أو أكثر شهرياً ليصل إلى عمله، وهو مبلغ كبير بالنسبة لدخله". أما هيام وهي طالبة جامعية فتدفع  أكثر من خمسة ألاف ليرة شهرياً، وتعلق أنها لا تعمل وهذا المبلغ يشكل عبء كبير عليها.

 في حين رأى يوسف أنّ رحلة أهالي المخيم تبدأ منذ الساعة الخامسة والنصف صباحاً عندما يغادرون منازلهم متجهين إلى عملهم أو جامعتهم، لينتظروا وقتاً طويلا لعل الحظ يحالفهم ويستحوذون على مقعد في “الميكرو”، وكل هذا يعود لمزاجية السائقين في التعامل مع الركاب الذين أصبحوا يتبعونه راضين بحكمه إن شاء فضّل عليهم ونقلهم لعملهم وإن شاء رفض مع إبتسامة لامبالية.

 من جانبهم أكّد  أهالي المخيّم أنهم قدموا العديد من الشكاوي،  إلى الجهات المعنية والفصائل الفلسطينية والحكومية، إلا أن شكواهم ذهبت أدراج الرياح،  مضيفين أن الكثير من مسؤولي الفصائل و القوى السياسية تأتي لحضور المهرجانات و إلقاء الكلمات المشيدة بصمود الأهالي.

 ويشدد الأهالي، على أنّه "كان من الأفضل أن يأتي المسؤولون ليشاهدوا معاناة الأهالي اليومية وإيجاد حلول سريعة لها.

ويعتبر مخيّم خان دنّون، الأشد فقراً بين المخيمات الفلسطينية في سورية، ويعتمد اهله  على المساعدات المالية والإغاثية التي تقدمها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) بين الفينة والأخرى. 

 

وكالات - بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد