سوريا

عاد مشهد تجمّع الطلبة من أبناء مخيّم خان دنون بريف العاصمة السوريّة دمشق في انتظار وسيلة تقلّهم إلى العاصمة دمشق للبروز مجدداً مع اقتراب موسم الدوام الجامعي، حيث تتجدد في كل عام أزمة مواصلات   بدأ يختبرها الطلاب الذين بدأوا يتوجهون إلى العاصمة، للتسجيل بالجامعات والمعاهد المتوسطة، وسط  توقعات باستفحال الأزمة مع بدء الدوام الرسمي أواسط شهر أيلول/ سبتمر الجاري.

فإلى جانب قلّة وسائل النقل العاملة على الخط الواصل بين  منطقة المخيّم ومدينة  دمشق، تبرز مشكلة تحكّم سائقي "الميكروباصات" بخطوط سيرهم وفق أهوائهم، دون الالتزام بالخط المحدد لهم من قبل مديريّة النقل العام، الأمر الذي يجعل وجود تلك " الميكروباصات" على قلّتها، أمرٌ مشابهٌ لعدمه وفق ما يقول الأهالي.

"بوابة اللاجئين الفلسطينيين" رصدت شكاوى بعض أهالي مخيّم خان دنون، الذين ناشدوا بدورهم الجهات المعينّة، التدخل لحل أزمة المواصلات، والتي تمثّل عامل إرهاقٍ مضاف، الى جملة من العوامل المعيشيّة والخدميّة والأمنية التي يعانون منها منذ سنوات.

تقول إنعام،  ابنة مخيّم خان دنون، وهي طالبة في معهد دمشق المتوسط DTC ، إنّ معاناتها تتجدد في كل عام مع أزمة المواصلات، حيث تضطر للخروج من منزلها في الساعة الخامسة صباحاً، لتتمكّن من تحصيل مقعد في أحد الباصات، بعد انتظار قد يمتد لأكثر من ساعة ونصف وأحياناً لساعتين.

وتضيف إنعام، أنّ الأزمة هذا العام تتجه إلى مزيد من التفاقم، وذلك بسبب الازدياد الملحوظ في أعداد الطلبة الملتحقين بالجامعات، خصوصاً من الأخوة النازحين الى مخيّم دنون من المخيّمات المنكوبة الذين لم يعودوا إلى مخيّماتهم في درعا واليرموك حتّى اليوم.

ويشتكي أهالي المخيّم في كل عام، من إهمال الجهات الرسميّة لهذا الجانب، وعدم التعامل مع المخيّم أسوة بالمناطق المجاورة، كمنطقة الكسوة التي تخصص لها الجهات البلديّة العاملة فيها باصات مخصصة لنقل الطلّاب، والذريعة الدائمة التي لم تتوقف هي " الوضع الأمني غير المستقر" علماً أنّ الأوضاع الأمنية في محيط المخيّم مستقرة وتشابه أوضاع البلدات المجاورة وفق ما يؤكد السكّان.

إعادة تفعيل الحلول الفردية المكلفة

وعلى سبيل التخفيف من وطأة الأزمة على طلّاب المخيّم، كان ناشطون من أبناء مخيّم خان دنون، قد أطلقوا عبر صفحات مواقع التواصل الإجتماعي " فيسبوك"، عام 2017 الفائت، مبادرةً لتأمين حافلة من نوع "بولمان"، لنقل طلّاب المعاهد والجامعات من المخيّم، حتى منطقة اوتوستراد المزّة وسط العاصمة دمشق، وبدأ العمل على إعادة هذا الأمر مجدداً هذا العام رغم تكاليفها وصعوباتها.

وقال القائمون على المبادرة، أنّ انطلاق المشروع مرهونٌ بتأمين 40 راكباً يسجّلون أسماءهم ويلتزمون بالحضور بشكل يومي، وبتعرفة ركوب 500 ليرة سورية ذهاباً وإياباً.

المبادرة قوبلت أيضاً بالكثير من التحفظّ، رغم كونها الأولى من نوعها التي تُطرح في سياق أزمة المواصلات المتربصة بأهالي المخيّم، وذلك لغلاء تعرفة الركوب، التي قد يعادل مجموعها شهريّاً أكثر من نصف الدخل الشهري لأسرة متوسطة الحال.

إلى ذلك، أكّد العديد من أهالي المخيّم أنهم قد قدموا الكثير من الشكاوى إلى الجهات المعنية الحكوميّة والفصائل الفلسطينية ومنظّمة التحرير، إلا أن شكواهم ذهبت أدراج الرياح،  مضيفين أنّه لا مراعاة للأولويات الأشد إلحاحاً في التعامل مع الملف الخدمي، وهو تعامل طفيف وغير مثمر على كافة الأصعدة بطبيعة الحال.

يشار الى أنّ مخيّم خان دنّون، يعتبر الأشد فقراً من بين المخيمات الفلسطينية في سوريا، ويعتمد أهله  على المساعدات المالية والإغاثية الشحيحة، التي تقدمها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين " الأونروا" بين الحين والآخر.
بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد