"أونروا" واللاجئون الفلسطينيون على طاولة اجتماع في الجامعة العربية

الأحد 20 أكتوبر 2019
اجتماع في الجامعة العربيّة حول وكالة الغوث والتعليم واللاجئين الفلسطينيين
اجتماع في الجامعة العربيّة حول وكالة الغوث والتعليم واللاجئين الفلسطينيين

القاهرة

يُعقد في مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربيّة، الأحد 20 تشرين أوّل/أكتوبر، الاجتماع المُشترك (29) بين مجلس الشؤون التربويّة لأبناء فلسطين في دورته (81)، والمسؤولين عن شؤون التربية والتعليم في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا."

يأتي الاجتماع بمُشاركة الأمين العام المُساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربيّة المُحتلّة سعيد أبو علي، ومدير قطاع التعليم في "أونروا" كارولين بونتفراكت، ومدير مكتب الوكالة في العاصمة المصرية القاهرة سحر الجبوري.

فيما يترأس وفد فلسطين في الاجتماع كل من وكيل وزارة التربية والتعليم بصري صالح، ومدير دائرة شؤون اللاجئين بمنظمة التحرير أحمد إسماعيل، والمستشار جمانة الغول من مندوبية فلسطين بالجامعة العربيّة.

ويُناقش الاجتماع في يومه الأوّل الجهود التي تقوم بها وكالة الغوث، وتقارير وفد "أونروا" فيما يتعلّق بقطاع التعليم بمناطق العمليات الخمس، ومن ثمّ مُداخلات الوفود والمنظمات العربية الأعضاء في مجلس الشؤون التربويّة، بالإضافة إلى مجالات التعاون المُشترك مع مجلس الشؤون التربويّة الفلسطينيّة وأوضاع المُعلّمين والعاملين، في وقت أنّ التعليم في فلسطين خاصة بمدينة القدس يُواجه استهدافاً شرساً للهويّة والتاريخ والثقافة الفلسطينيّة من قِبل الاحتلال، وهجمة غير مسبوقة على العمليّة التربويّة والمناهج الفلسطينية في المدينة المُحتلّة.

وأكّد أبو علي أنّ الاجتماع يأتي في ظل حرب شاملة يشنّها الاحتلال ضد الوجود والحقوق الفلسطينيّة، وإمعانه في مُحاولات فرض الأمر الواقع على الأرض، والتي كان آخرها ما جرى صباح اليوم من اقتحام نحو (400) مُستوطن لساحات المسجد الأقصى تحت حماية شرطة الاحتلال، حيث يشهد الأقصى تصاعداً خطيراً في وتيرة الاقتحامات، وسط قيود مُشددة تفرضها سلطات الاحتلال على دخول الفلسطينيين، في إطار مُحاولات طمس الهويّة الفلسطينيّة من خلال استهداف العمليّة التعليميّة للشعب الفلسطيني.

وأضاف أنّ سلطات الاحتلال تسعى بكافّة السُبل للعمل على تعطيل المسيرة التعليميّة الفلسطينيّة وتجهيل وإفقار المجتمع الفلسطيني، خصوصاً في المناطق المُصنّفة مناطق (ج) ولا سيّما مناطق الأغوار المُهددة بالمُصادرة والضم القسري اللاشرعي، وإلحاق هذه المنطقة التي تُمثّل ثلث مساحة الضفة المُحتلّة بالقدس استيطاناً وتهويداً.

وتابع أنّ ذلك بما يشمل استهداف مدارس وكالة الغوث في القدس، ومُحاولات النيل من التعليم في المدينة المُحتلّة وشطب جزء كبير من مُكوّنات الكُتب، ومُحاولة تغيير المنهاج الفلسطيني إلى "الإسرائيلي"، من خلال ربط تحويل ميزانيات مالية إلى مدارس في القدس المُحتلّة من أجل تنفيذ أعمال ترميم، وإنشاء وحدات تعليميّة جديدة، بتطبيق هذه المدارس للمنهاج "الإسرائيلي"، كما لا تزال سلطات الاحتلال تحول دون توفير الاحتياجات الأساسيّة للعمليّة التعليميّة في قطاع غزة المُحاصر، وخاصة على مُستوى إعادة إعمار المدارس وبناء أخرى جديدة بات يفرضها الواقع، بالإضافة إلى احتياجات الكُتب وغيرها كمُتطلبات أساسيّة وضروريّة في نطاق إمعان الاحتلال لتدمير العمليّة التعليميّة.

وأضاف، أنّ الدور الحيوي الذي تضطلع به "أونروا" في تقديم الخدمات للاجئين الفلسطينيين في مناطق عمليّاتها الخمس في إطار ولايتها وفقاً لقرار إنشائها، هو ما جعلها في مرمى المُحاولات المُتصاعدة لتصفيتها وإنهاء عملها، بدايةً من وقف الولايات المتحدة لتمويل الوكالة بهدف إحداث أزمة ماليّة طاحنة تؤدي لتوقّف عمل الوكالة، وبالتالي تقويضها على طريق استكمال تنفيذ مُخططات تصفية قضيّة اللاجئين جوهر القضيّة الفلسطينيّة، وهو ما أفشله التحرك العربي الدولي المُنسق والمُتكامل من خلال الدعم الذي حظيت به الوكالة من كافة دول العالم.

وتابع في حديثه، أنّ الخطوة الثانية المُتمثلة في قيام الإدارة الأمريكية والكيان كانت باستهداف إدارة الوكالة وإطلاق اتهامات بهدف التشويه في مُحاولة لمنع الدول من التبرع للوكالة، إلا أنّ مؤتمر المانحين الذي عُقد في نيويورك بتاريخ 25 أيلول/سبتمبر 2019، قد أسفر عن تقديم أكثر من (23) دولة لتبرعات بلغت أكثر من (110) ملايين دولار، ما يعكس ثقة المُجتمع الدولي ودعمه لـ "أونروا"، ورفضه لكل مُحاولات إنهاء دورها أو المساس بولاياته.

في ذات السياق قال "ذلك ما ندعو دول العالم إلى التعبير عنه مُجدداً في تصويت واسع النطاق من أجل تمديد ولاية أونروا وفق تفويضها الأصلي، ويحدونا الأمل والثقة بأنّ ذلك ما سيتحقّق حتى يتمكّن المُجتمع الدولي من تنفيذ قراراته الخاصة بحقوق اللاجئين الفلسطينيين وخاصة القرار 194."

هذا وأعرب الأمين العام المُساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربيّة المُحتلّة، أن يخرج الاجتماع الذي تستمر أعماله (3) أيام، بتوصيات هامّة لدعم صمود الطلاب الفلسطينيين في وجه انتهاكات الاحتلال المُستمرة.

بدوره، قال وكيل وزارة التربية والتعليم الفلسطيني بصري صالح، إنّ انعقاد الاجتماع هو رسالة تُجدد الاهتمام والمُتابعة والتأكيد على قضيّة هامّة، وهي الهجوم على "أونروا" ومُحاولة نزع شرعيّتها وإنهاء قضيّة اللاجئين التي هي صُلب القضيّة الفلسطينيّة، حيث أنّ التعليم في فلسطين يحتل المرتبة الثانية للفلسطينيين بعد زوال الاحتلال، وذلك وفق دراسة للجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، رغم انتهاكات وعراقيل الاحتلال.

وكالات - بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد