ارتفاع أسعار المواد الغذائية هم جديد يضاف إلى اللاجئين الفلسطينيين في لبنان

الخميس 14 نوفمبر 2019

 

دعاء عبد الحليم – مخيم برج البراجنة
 

في ظل الأحداث المتوترة التي يشهدها لبنان، تراجع الوضع الاقتصادي بشكل كبيرة، وبدأت تطفو على السطح أزمات كانت مخبأة كازمة السيولة النقدية من العملة الأجنبية، وعدم قدرة البنوك على إعادة أموال المودعين، ما رفع سعر الدولار الذي بدوره على أسعار كافة السلع لا سيما الغذائية منها.

حالة ارتفاع الأسعار هذه انسحبت إلى داخل مخيمات اللاجئين الفلسطينيين، ورغم أن نتائجها السلبية لم تظهر بشكل كبير سوى في حالات محددة، إلا أن القدرة الشرائية لدى اللاجئين الفلسطينيين في هذا البلد تقلصت، متأثرة بعدة عوامل تضاف إلى ارتفاع سعر المواد الغذائية، كالبطالة والفقر الذين سجلا معدلات عالية في أوساط الفلسطينيين بلبنان، لا سيما مع تاريخ طويل لهم بالحرمان من العمل في أكثر من 36 مهنة أساسية. 

وخلال جولة قام بها فريق بوابة اللاجئين الفلسطينيين في مخيم برج البراجنة جنوبي بيروت، كان واضحاً أن حالة من عدم الارتياح المعيشي تسود بين الأهالي.
 

أعادت ما اشترت إلى الدكان!

اللاجئة الفلسطينية ياسمين قاسم قالت والحسرة تأكلُ ما تبقّى من عمرها: إن الأسعار ارتفعت بشكل جنونيّ وفجائي يفوق قدرتها الشرائية حيث أوضحت أن الأسعار تغيّرت بين ليلة وضحاها ما اضطرها إلى إعادة الأغراض التي اشترتها لأنها ثمنها باهظ، فالحال توضح قاسم ضيّقة ولا يوجد أعمال في المخيم تمكّن المستهلك من تحمّل هذه الأعباء الإضافيّة.

كذلك قالت اللاجئة، ناهدة الحسيني، إن التّجار استغلّوا الأوضاع الراهنة في لبنان، غير مبالين للحالة الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي تعصف بأهالي المخيم مشيرة إلى أنّ هناك الكثير من العائلات باتت تنام بدون عشاء وأنّ ربّ الأسرة أصبح عاجزا عن تلبية احتياجات عائلته.
 

مؤسسات معطلة غير قادرة على ضبط إيقاع حركة السوق

 ما شكى منه الأهالي لم ينكره التجّار الموزعون في المخيم، لكنّهم قالوا إن الأزمة الرئيسة هي بورصة أسعار السلع التي تتأثر بصرف الدولار، والسبب يعود بشكل مباشر أنّ الشّركات المصنّعة للمواد الغذائية والاستهلاكية تتعامل فقط بالدولار، وسعر صرفه يختلف من شركة إلى أخرى، وأشار التاجر غسّان الأشوح إلى أنّه اتصل بجمعية حماية المستهلك وقدّم شكوى رسمية للمعنيين لمحاسبة الشركات التي اختلف تسعير الدولار فيها خلال اليوم ذاته إلا أن استغاثته باءت بالفشل ولم تلق أذاناً صاغية، موضحا أن الضحية الأولى لارتفاع الأسعار هو المستهلك ويشاركه بذلك التّجار أيضا.

صاحب فرنٍ للمعجنات اشتكى أيضًا من ارتغاع أسعار المواد الأوليّة كالطحين والخميرة والحليب إضافة إلى الغاز، لكنه أشار إلى أن الأوضاع الاقتصادية المزرية في المخيم دفعتهم إلى إبقاء سعر العجين والخبز على ما هو عليه، لكنّه أبدى تخوّفه من هذا الارتفاع الذي بالتأكيد ان استمر سيسبب خسارة لصاحب العمل في حال لم يرفع الأسعار، وإن تم ذلك فهذا سيهدد الأمن الغذائي لأهالي المخيمات، خاصة وأنهم يعتمدون في كثير من الوجبات على المعجنات نظراً لانخفاض سعرها نسبة إلى الوجبات الأخرى.

أما بالنسبة لأسعار الخضار، فقد أشار صاحب سوق الخضار في مخيم برج البراجنة محمود أبو عرب لبوابة اللاجئين الفلسطينيين إلى أن ارتفاع الأسعار في هذا الموسم طبيعي لكن الحركة التجارية شبه ميتة، وذلك لتراكم الهموم والمتطلبات على كاهل اللاجئ.

ارتفاع الأسعار جاء في وقت يمرّ فيه الاقتصاد في مخيمات الشتات في لبنان في أصعب مراحله، فاللاجئ الفلسطيني محاط بقوانين عنصرية تمنعه من العمل في أكثر من 36 مهنة، وإن عمل فلا يملك ضمانة قانونية تحميه من الطرد التعسفي وعليه فإن هذه الأزمات الاقتصادية قد تودي إلى انفجار لا يحمد عقباه بحسب خبراء.

 

شاهد الفيديو

 

 

خاص

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد