فلسطين المحتلة

تواصلت ردود الفعل الدولية على مجزرة الاحتلال بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، أثناء مشاركتهم في مليونيّة العودة، الاثنين الماضي 14 أيّار/مايو، بالتزامن مع افتتاح السفارة الأمريكية لدى الاحتلال في القدس المحتلة كتأكيد على اعتبارها عاصمة للكيان الصهيوني، وذلك في عشيّة ذكرى نكبة الشعب الفلسطيني.

وفي إطار المواقف الداعمة للفلسطينيين والقضيّة الفلسطينية، والتي رفضت نقل خطوة نقل السفارة الأمريكية، قاطع (54) سفيراً أجنبيّاً الكيان الصهيوني من أصل (86) سفيراً، في احتفاليّة لخارجيّة الاحتلال في القدس المحتلة عشيّة نقل واشنطن لسفارتها إلى المدينة المحتلة.

فيما اتخذت عدة دول ومنظمات مواقف داعمة ومُتضامنة مع الفلسطينيين في قطاع غزة، في أعقاب المجزرة، ما بين استدعاء سفراء أو تصريحات مُنددة أو طرد سفراء الاحتلال ومطالبة بعضهم بالاعتذار.

ولا تزال الأصوات الداعمة للفلسطينيين والمُتضامنة معهم مُستمرة، في إطار ردود الفعل على المجزرة والعدوان الصهيوني، حيث أعرب بابا الفاتيكان عن حزنه العميق جراء وقوع شهداء وجرحى برصاص جيش الاحتلال، قرب السياج الأمني العازل شرقي قطاع غزة، مؤكداً تضامنه معهم.

وفي بيان نُشر على موقع "فاتيكان نيوز" الرسمي للفاتيكان، يوم الأربعاء، دعا البابا إلى إنهاء العنف في الأراضي المُقدسة وبدء الحوار، قائلاً "أنا قلق جداً حيال العنف المُتصاعد في الشرق الأوسط وفي الأراضي المُقدسة، والذي يؤدي إلى الابتعاد أكثر عن طريق السلام والحوار والتفاوض."

وأضاف "أشعر بحزن شديد لسقوط قتلى وإصابات، وأقف إلى جانب الذين يُعانون وأدعو لهم"، وأكّد أنّ "الحرب والعنف لا يُولّدان غير مزيد من الحرب والعنف"، داعياً جميع الأطراف المعنيّة والمجتمع الدولي لتجديد التزاماتهم من أجل تحقيق الحوار والسلام والعدالة في الشرق الأوسط.

من جانبه قال رئيس الوزراء الهولندي مارك روته الأربعاء، في رده على أسئلة نوّاب البرلمان الهولندي: "لقد صُدمنا من عدد القتلى الذين سقطوا في الحادثة المُروّعة على حدود غزة، ووجّهنا نداءً لإسرائيل كي تستخدم قوّة مُتناسبة."

هذا ونفت الخارجية الإثيوبيّة مشاركتها في حفل نقل السفارة الأمريكية الذي جرى الاثنين الماضي، بعد تداول بعض وسائل الإعلام خبراً عن مشاركتها ضمن الدول الإفريقية المُشاركة.
ووفقاً لإذاعة "فانا" المحليّة، أعربت اثيوبيا عن أسفها لقتل مُتظاهرين سلميين في غزة، وتمنّت الشفاء العاجل للجرحى والمُصابين."

وكانت اثيوبيا أعلنت في كانون الأول/ديسمبر الماضي، أنها لا تنوي نقل سفارتها إلى القدس، مُشددةً على أنّ موقفها من القضيّة يتماشى مع موقف الاتحاد الإفريقي الداعم لحل الدولتين.

فيما طالب رئيس الحكومة الكنديّة جاستن ترودو بإجراء تحقيق مُستقل في عمليات قتل أكثر من (60) فلسطينياً برصاص جيش الاحتلال، قائلاً "كندا تأسف وتشعر بقلق بالغ، بشأن العنف في قطاع غزة، الذي أسفر عن خسائر مأساويّة في الأرواح، وعدد لا يُحصى من الإصابات."

وأضاف "من الضروري تحديد ما جرى بالضبط في غزة، كندا تدعو إلى إجراء تحقيق مُستقل فوري، للتدقيق في حقائق الحادث، بما في ذلك أي استفزاز أو عنف أو استخدام مُفرط للقوة والذخيرة الحيّة.

وأكد ترودو على أنّ بلاده على استعداد لتقديم المساعدة للمجتمع الدولي في إجراء هذا التحقيق، مُشيراً إلى أنّ الطبيب الكندي طارق لوباني من بين الجرحى العُزّل عند حدود غزة.

بدورها قالت وزيرة الخارجية السويدية مارغو والستروم، أنّ مسؤولية كبيرة تقع على عاتق الولايات المتحدة في الأحداث الأخيرة التي شهدتها فلسطين، وتابعت "عدد القتلى والمُصابين على يد القوات الإسرائيلية خلال التظاهرات في غزة مروّع، والجميع كان قد حذّر أمريكا."

وفي تصريحاتها لوكالة الأنباء السويدية قالت "قُتل ما بين 50 إلى 60 شخصاً في الجانب الفلسطيني وأصيب آلاف الأشخاص، غير أنه لا توجد إصابة واحدة من الجانب الإسرائيلي، علينا التساؤل عن ذلك."
كما أشارت الوزيرة السويدية إلى ضرورة مناقشة الوضع في فلسطين في الاتحاد الأوروبي.

وفي ذات السياق، أعرب وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون عن رفض بلاده نقل السفارة الأمريكية لمدينة القدس، وعن تعاطفها مع الضحايا العُزّل الذين ارتقوا في قطاع غزة، مُشدداً على أنّ الدور الأمريكي كوسيط وحيد لم يعد مقبولاً، بعد إخراجها ملف القدس واللاجئين من طاولة المفاوضات.

كما وصف رئيس الوزراء الإيطالي الأسبق ماسيمو داليما الأربعاء، ما حدث في قطاع غزة مذبحة بربريّة ضد مدنيين عُزّل لا يحملون السلاح، مُضيفاً أنّ "هدف الجيش الإسرائيلي هو إذلال وترويع سكان غزة، وبالتأكيد ليس للدفاع عن إسرائيل."

وطالب داليما في مقابلة صحفيّة بوقف هذه المجزرة، مؤكداً أنه يجب على أوروبا أن تلعب دوراً نشطاً "لأنّ الكراهية التي تجتذبها إسرائيل والولايات المتحدة يُمكن أن تؤثّر على القارة الأوروبية فيما يتعلق بالهجرة والإرهاب."

وتُعتبر المواقف وردود الفعل الدوليّة المتواصلة على العدوان الصهيوني، مؤشراً واضحاً على طريق عُزلة الكيان دوليّاً، وذلك على الرغم من وجود دول وجهات تتخذ موقفاً مُسانداً له، فكان العالم شاهداً على مجزرة جيش الاحتلال التي جرت يوم الاثنين الماضي، والتي خلّفت (62) شهيداً وأكثر من (3000) جريح، بينهم أطفال ونساء ومُسنين وشباب، استمراراً للعدوان الصهيوني المُمتد.

 
وكالات - بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد