ميرنا حامد  - مخيم الرشيدية

 

يشتكي سكان مخيم الرشيدية للاجئين الفلسطينيين في مدينة صور جنوب لبنان من مشروع البنى التحتية الذي تم تنفيذه منذ نحو عامين تقريباً في أحياء المخيم.

وبحسب الأهالي، فإن المشروع الذي تبرع البنك الألماني بكافة تكاليفه سجل تقصيراً في متابعة المتعهدين بالتنفيذ الميداني في المخيم من قبل مهندسي وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" المكلفين بمراقبة المواصفات، الأمر الذي عكس أعمالاً غير مطابقة للمواصفات الأساسية للمشروع.

فالمنافذ التي تم فتحها لمياه الأمطار لم تفِ بالغرض المطلوب، وتفيض عند كل عاصفة، نتيجة خلل في مواصفات الصب في بعض الأحياء وعدم تدفق المياه الى القنايات المخصصة، ما ينتج عنها مستنقعات لمياه الأمطار في كل مكان.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين استمعت لشكاوى بعض أهالي مخيم الرشيدية حول تنفيذ المشروع، فوصف اللاجئ حسين فندي البنية التحتية بالفاشلة من أساسها،متهماً القائمين على المشروع بتنفيذه بطريقة خاطئة، ويؤكد: "في الشتاء تطوف المياه في كافة أحياء المخيم ونضطر للخروج بالجزمات".

أما اللاجئ عبد اللطيف دياب فقال:  "قاموا بالمشروع على أساس إنهاء أزمة طوفان المياه في الأحياء لكنه لم يشمل كافة أحياء المخيم، فحي الملعب مثلاً لم تشمله الإصلاحات ومازالت قنايات المياه تطوف"، متسائلاً: "ماذا سنفعل إذا كان هناك حالة طارئة تحتاج لنقلها إلى المستشفى؟".

بدروه، اعتبر اللاجئ الفلسطيني أيمن الصفدي  أن "الأشخاص الذين نفذوا المشروع لا يملكون أدنى خبرة في هذا المجال، فخلال فصل الشتاء هذه السنة ظهر الخلل في المشروع حيث طافت جميع قنوات المياه وظهرت النفايات فيها، وهذا يدل على عدم تنظيفها أثناء العمل بالمشروع".

وتابع: "مشروع البنية التحتية هو مشروع ضخم لكن المسؤولين عنه ليس لديهم أدنى مقومات الخبرة، فالمشروع الذي تبلغ كلفته 100 ألف دولار أمريكي، كان يأخذه متعهد بـ 20 ألف دولار أمريكي، ويتم التلاعب بأسعار المواد".

من ناحيتها، قالت اللاجئة دعاء قاسم: "تم تنفيذ المشروع أمام منزلي،أصلحوا شبكات الصرف الصحي، لكنهم لم يبنوا قنايات مياه فنضطر لشطف الحارة كلها كي لا تتجمع فيها المياه".

وأضافت: "أما مشكلة البحر الذي يطوف على المنازل المحاذية له فحدث ولا حرج، هذه السنة اجتاح البحر نصف المنازل، فاضطررنا إلى استئجار منزل بعيد عن شاطئ البحر حفاظاً على سلامتنا".

"بوابة اللاجئين الفلسطينيين" زارت مقر اللجنة الشعبية في مخيم الرشيدية، وحاورت أمين سر اللجنة في المخيم الحاج أبو كامل حول شكاوى الأهالي، فقال: "البنك الألماني تبرع قبل نحو عامين بكافة تكاليف مشروع تحسين الصرف الصحي في مخيم الرشيدية، تحت إشراف وكالة الأونروا التي عملت بمواصفات مطلوبة وفقاً لتوصيات المهندسين، والمشروع ناجح جداً".

وأضاف: "قبل القيام بالمشروع، كان لدينا جور صرف صحي في كل منزل، وكانت تخرج المياه إلى الطرقات بشكل مكشوف، لكن بعد القيام بالمشروع تغير الحال وأصبحت الطرقات تظهر بشكل أفضل وتنفيذ المشروع جيد جداً، حيث قاموا بتأهيل قنايات المياه لتستوعب أكبر قدر من المياه، وأصبحت البنية التحتية في المخيم شبيهة بالقرى المجاورة". 

وتابع: "المخيم الفوقاتي لم يطاله الإصلاح بسبب عدم وجود جورة مياه تضخ إلى الجورة الرئيسية، لكنه قيد الدرس وسيتم العمل به".

أزمة المياه تلاحق أهالي مخيم الرشيدية من كل حدب وصوب، فمن جهة البحر الذي يطوف سنوياً في فصل الشتاء على البيوت ويجتاحها بمن فيها، ومن جهة الشوارع التي تغرق بمياه الأمطار حاملة معها العشرات من أكياس النفايات.

وتبقى الأزمة قائمة ما دام القائمون على مشاريع التصليح يعتبرون أنها ناجحة .

 

شاهد التقرير

 
خاص

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد