اقتراب موعد مؤتمر باريس للسلام مع تضارب أنباء حول المشاركين

السبت 10 ديسمبر 2016
اقتراب موعد مؤتمر باريس للسلام مع تضارب أنباء حول المشاركين
اقتراب موعد مؤتمر باريس للسلام مع تضارب أنباء حول المشاركين

باريس - بوابة اللاجئين الفلسطينيين

شهدت الأيام الأخيرة تضارب في الأنباء حول المشاركة في مؤتمر باريس للسلام الذي دعت له فرنسا، عقب نشر صحيفتي "لافيغارو" و"لوموند" الفرنسية أن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند وجّه دعوة لرئيس وزراء حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى الاجتماع في باريس بعد اختتام مؤتمر السلام المقرر عقده في هذه المدينة بعد حوالي أسبوعين.

وحسب ما تم نشره في "لافيغارو" فإن عباس استجاب للدعوة الفرنسية، فيما لم تتلقَ باريس رداً من جانب الاحتلال، وأضافت الصحيفة أن المؤتمر المقرر عقده على مستوى وزراء الخارجية وممثلين من خمسين دولة سيتناول التطورات الأخيرة لمبادرة السلام الفرنسية، وأن فرنسا ستطرح خلاله اقتراحاً لتسوية النزاع "الفلسطيني – الإسرائيلي" استناداً إلى حل الدولتين وقرارات مجلس الأمن الدولي.

وصرّح صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية لوكالة الأنباء الفلسطينية بأنه تم تحديد يوم 21 من كانون الأول الحالي لعقد المؤتمر، إلا أن المتحدث باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة خرج ليؤكّد في ذات اليوم أن السلطة الفلسطينية لم تتلقَ أي دعوة رسمية سواء لحضور المؤتمر الدولي المقرر عقده في باريس وفق المبادرة الفرنسية، أو أي لقاء آخر، وأضاف أن "القيادة الفلسطينية ترحب بأي جهد فرنسي يبذل لإنقاذ المسيرة السياسية المتعثرة"، مشيراً إلى أن الجانب الفلسطيني سيتعامل بإيجابية مع أي دعوة يتلقاها، كما كان إيجابياً مع دعوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، التي وافق عليها عباس ورفضها نتنياهو.

فيما عاد أبو ردينة الخميس 8 كانون الأول ليؤكد أن عباس تسلّم دعوة رسمية لزيارة باريس في الثاني والعشرين من كانون الأول الجاري، تزامناً مع مؤتمر وزراء الخارجية.

وقال أبو ردينة أن عباس سيُلبّي الدعوة حتى إذا لم يصل رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو إلى باريس، مضيفاً "إذا غيّر رأيه وقرر الوصول فلن يكون هناك ما يمنع الرئيس من التقاء نتنياهو".

جاء ذلك عقب ما نشرته صحيفة "هآرتس" العبرية أن دولة الاحتلال رفضت دعوة فرنسا في عقد لقاء قمة بين نتنياهو وعباس في باريس، وحسب مسؤول "إسرائيلي" فإن دولة الاحتلال ترفض اللقاء بناءً على معارضتها لمبادرة السلام الفرنسية بشكل عام، واللقاء مرتبط بقمة وزراء الخارجية المرتقبة في باريس، وبذلك يكون محاولة لدفع دولة الاحتلال لقبول إطار المبادرة الفرنسية.

وأضاف المسؤول: "إننا على استعداد لقاء عباس بدون شروط مسبقة، وليس كجزء من مبادرة السلام الفرنسية".

يُذكر أن دولة الاحتلال كانت أبلغت فرنسا قبل عدة أسابيع معارضتها لعقد قمة وزراء الخارجية، وأعلنت أنها لن تشارك فيها في حال انعقادها.

وكانت قد صرّحت وزارة الخارجية الفلسطينية أن "رفض نتنياهو وحكومته للجهد الفرنسي الهادف إلى عقد مؤتمر دولي للسلام، أو أية جهود إقليمية ودولية لإطلاق عملية سلام حقيقية وجادة، يأتي في إطار محاولات تكريس الاستفراد الإسرائيلي العنيف بالشعب الفلسطيني وحقوقه".

مشيرةً في بيان صحفي الخميس إلى "ان ما لم يفسره نتنياهو بادر وزير الحرب الصهيوني افيغدور ليبرمان إلى شرحه"، حين قال "من المستحيل وغير الواقعي التوصل إلى سلام نهائي مع الفلسطينيين خلال السنوات القريبة المقبلة"، داعياً إلى تأجيل الحل النهائي مع الجانب الفلسطيني إلى عدة سنوات، وبات واضحاً أن المستوطنات ليست هي العقبة أمام تحقيق السلام، حسب ليبرمان.

في حين أوضحت الخارجية الفلسطينية أن اليمين "الإسرائيلي" منذ صعوده إلى الحكم عام 2009 يعمل على تنفيذ استراتيجيته القائمة على سرقة الأرض الفلسطينية والاستيطان والتهويد، ولتحقيق هذا الهدف الاستعماري يسعى نتنياهو وحكوماته المتعاقبة إلى كسب المزيد من الوقت من خلال اتباع سلسلة طويلة من "التكتيكات" تخفي حقيقة مواقف نتنياهو وائتلافه المعادية للسلام، وتفشل في ذات الوقت وتعطل أي فرصة لمفاوضات جدية مع الفلسطينيين، وتقوم هذه التكتيكات على المماطلة والتسويف.

وحسب الصحيفتين الفرنسيتين، فإن فرنسا معنيّة بدعوة 30 إلى 50 من وزراء الخارجية للمشاركة في القمة، التي تتركّز حول الجمود في "عملية السلام"، وبلورة بيان مشترك يدعو إلى الحفاظ على حل الدولتين، والتذكير بقرارات الأمم المتحدة بهذا الشأن، والحاجة إلى التوصل إلى اتفاق على أساس حدود الرابع من حزيران 1967.

بالإضافة إلى أن فرنسا تنوي في القمة المرتقبة عرض نتائج ثلاث مجموعات عمل نشطت في الشهور الأخيرة في قضايا مثل محفزات اقتصادية لدولة الاحتلال والفلسطينيين بعد التوصل لاتفاق سلام، وتعزيز مؤسسات الدولة الفلسطينية، وتعزيز دور المجتمع المدني في "عملية السلام".

وكالات

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد