القدس المحتلة
 

كشفت القناة العبريّة السابعة، أمس الأربعاء 1 كانون الثاني/ يناير، عن مخطط صادقت عليه بلديّة الاحتلال في مدينة القدس المحتلّة، يهدف لإنشاء مجمّع مدارس تابع لوزارة التربية التعليم في حكومة الكيان الصهيوني في مخيّم شعفاط وعناتا للاجئين الفلسطينيين شرقي المدينة، ليكون بديلاً عن مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا".

ويستهدف المخطط، الذي تقدّم به عضو الكنيست، نير بركات، إنهاء تواجد مدارس " أونروا" شرق القدس المحتلّة، على أراضٍ محتلّة عام 1967  خلف ما يُعرف بـ "الخط الأخضر"، ولكنها تخضع لنفوذ بلدية الاحتلال، بميزانيّة قدّرت بمبلغ 7.1 مليون شيكل.

وتأتي هذه الخطّة، تنفيذاً للسياسات الرامية لتهويد مدينة القدس وإنهاء قضيّة اللاجئين الفلسطينيين، بترويج من رئيس بلدية الاحتلال، موشيه ليون، للحد من تأثير وتواجد وكالة "أونروا" شرقي القدس، بدعوى أنّ الوكالة تهدف إلى "إدامة قضيّة اللاجئين الفلسطينيين"، وفق المزاعم الصهيونية.

من جانبه، أثنى عضو بلديّة الاحتلال في القدس المحتلّة، وأحد المشتغلين في ملف تهويد المدينة، أرييه كينغ، على الخطّة، معتبراً في منشور عبر صفحته في "فيسبوك" أنّ المجلس البلدي "يفعل ولا يتحدّث" مقدّماً التحيّة لرئيس البلديّة.

وفي ترويجها للخطّة، اعتبرت بلديّة الاحتلال، قرابة 20 ألف لاجئ فلسطيني يسكنون مخيّم شعفاط شرق القدس المحتلّة، يحملون بطاقات الهويّة الإسرائيلية وبالتالي يستحقون "خدمات التأمين الوطني والتعليم والصحّة من بلدية القدس ودولة إسرائيل كونهم من سكّان القدس".

وزعمت البلديّة، أن "أونروا تشغل عددا من المدارس والعيادات في عدة أحياء في شرقي المدينة، وتعمل من دون تصريح إسرائيلي.
 

حرب مفتوحة واستكمالاً للتهويد

من جهتها، اعتبرت وزارة الخارجية والمغتربين في حكومة السلطة الفلسطينية، أنّ مصادقة مجلس بلدية الاحتلال في القدس على المخطط المذكور، امتداد لحرب الاحتلال المفتوحة ضد "الأونروا" وعملها شرق القدس المحتلة.

وأضافت الخارجية في بيان صدر عنها، اليوم الخميس، "أن قرار مجلس بلدية الاحتلال في القدس، خطوة جديدة على طريق فرض المنهاج الاسرائيلي على العملية التعليمية فيها، استكمالا لعمليات ومخططات تهويد المدينة المقدسة بشكل كامل".

وربطت الوزارة، خطّة الاحتلال، بقرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترمب، بنقل سفارة بلاده إلى القدس المحتلّة واعتبارها "عاصمة لإسرائيل" واعتبرته ترجمة عمليّة للقرار المشؤوم، "ولكن هذه المرة يتعلق الموضوع بهوية المدينة المقدسة وثقافة ووعي الأجيال الفلسطينية الناشئة، ومستقبل المسيرة التعليمية بما يخدم رواية الاحتلال الاستعمارية" وفق البيان.

كما أدانت الخطّة "التهويديّة الاستفزازيّة" معتبرة إيّاها تحدّياً ليس فقط للفلسطينيين إنّما للمجتمع الدولي، وتحدّ صارخ للأمم المتحدّة التي تعتبر وكالة " أونروا" إحدى مؤسساتها، مشددة على ضرورة مواجهة هذا القرار شعبيّاً.

وأكّدت الوزارة أنّ الحكومة الفلسطينية بكافة مؤسساتها ستواجه هذه الخطوة الاستعماريّة،  لكنها "تنتظر من رئاسة الوكالة ومن الأمين العام للأمم المتحدة، ومن مجلس حقوق الإنسان، من منظمة الامم المتحدة للتربية والعلم والثقافة_ اليونسيكو، ومن تلك الدول التي تؤمن بحق الإنسان في التعلم والحصول على العلم، وحقه في الاختيار، وتلك الدول التي صوتت لصالح تجديد ولاية أونروا"، أن تهب وترفع صوتها لمواجهة هذا الطاغوت الاسرائيلي الذي يتمدد ويهدد كل مقومات حياة أبناء شعبنا تحت الاحتلال" كما ورد في البيان.
 

جزء من صفقة القرن

من جانبه، وضع  رئيس دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير الدكتور، أحمد أبو هولي، محاولة الاحتلال حظر عمل وكالة " أونروا" واستهداف اللاجئين الفلسطينيين في القدس، في إطار مضامين "صفقة القرن"، مشيراً إلى خطط لدى الاحتلال ترمي لإنهاء عمل "اونروا" في القدس خلال العام الجاري، على أساس ما تمثّله الوكالة من جوهر التحدّي لإعلان القدس عاصمة للاحتلال.

وأكّد أبو هولي، أن الاتفاقيات والمعاهدات الموقعة بين "أونروا" و"إسرائيل" تبطل هذا المخطط قانونيا، مضيفاً "نحن أمام معركة قانونية لإفشال هذه المخططات".

كما دعا أبو هولي "أونروا" إلى "وضع موازنة كافية، لتحسين خدماتها التعليمية والصحية خاصةً، لمواجهة الإغراءات التي تروّج لها بلدية الاحتلال حول الخدمات التي تقدمها، في محاولة لإفراغ مؤسسات الوكالة".

من جانبه، اعتبر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني الدكتور، أحمد مجدلاني، أنّ القرار  يندرج في إطار محاربة كل ما هو فلسطيني في العاصمة القدس، وتحديا للمؤسسة الدولية ويهدف الى افراغ المدينة من  ابنائها.

وأضاف في تصريح صحفي له صباح اليوم الخمس، ان حكومة الاحتلال تعمل على إنهاء أي تواجد لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين في مدينة القدس، وتستهدف بشكل مباشر المدارس والعملية التعليمية، ضمن أهداف واضحة وصولا إلى الأسرلة والتهويد.

وشدد مجدلاني، على ضرورة مواجهة  تهديدات إغلاق مدارس "أونروا" في القدس قائلاً: "سنتحرك في كل الاتجاهات حفاظاً على الوجود الفلسطيني بالمدينة المقدسة، مبيناً أنه سيجري التنسيق في هذا الإطار ما بين المفوض العام للوكالة، ومنظمة التحرير، ودائرة شؤون اللاجئين".

 ومن الجدير بالذكر أنّ وكالة "أونروا" تُقدّم في القدس خدمات تعليميّة عبر (5) مدارس، تشمل شعفاط وصور باهر وسلوان ووادي الجوز، وتُقدّم خدمات طبيّة عبر مركزها الطبي الرئيسي داخل أسوار البلدة القديمة وخدمات طبيّة واجتماعيّة وإغاثيّة أخرى، وعدد اللاجئين المُسجّلين لدى الوكالة في القدس وضواحيها يبلغ (100) ألف لاجئ.

 

متابعات

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد