مخيم درعا _ خاص
يعاني اللاجئون الفلسطينيون في محافظة درعا جنوبي سوريا، من الفقر المدقع والبطالة التي بلغت نسبتها قرابة 75% وفق تقديرات غير رسميّة أفادنا بها مراسل " بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، حيث يتجنّب الشبّان التنقل داخل المدينة للعمل أو البحث عن فرصه، خوفاً من الاعتقالات التي تشهدها المحافظة سواء لأسباب أمنيّة أو كيدية، أو لغرض السوق إلى الخدمة العسكريّة الإلزاميّة في صفوف "جيش التحرير الفلسطيني".

وأشار المراسل، إلى أنّ النسبة الأقل من اللاجئين الفلسطينيين تسكن داخل المخيّم، وهم من العائدين عقب اتفاق التسوية الذي أوقف الحرب في درعا في حزيران/ يوليو 2018، والذين تبلغ أعدادهم قرابة 580 عائلة، وتعاني الشريحة القادرة على العمل منهم من البطالة، نظراً لكون غالبيتها من الشبان الذين يتوجب عليهم الخروج من المخيم للعمل، الأمر الذي يتجنوبنه للأسباب آنفة الذكر، حيث تكثر الحواجز الأمنية خارج المخيم.

ولفت المراسل، إلى أنّ بعض الشبّان ممن كانوا يعتاشون من الأعمال الحرّة خارج المخيّم، أو يزاولون مهن كالتمديدات الصحيّة والدهان وبعض الأشغال المتعلّقة بأعمال البناء أو تصليح السيارات وورش الحدادة والنجارة وسواها، باتوا يتجنّبون الخروج إلى أشغالهم، بسبب تزايد حملات الاعتقال التي باتت تطال أشخاص لم تكن لهم أي أنشطة سابقة إبان الصراع بين النظام والمعارضة.

وشنّت دوريات من الأمن السوري قبل نحو أسبوع، حملة اعتقالات عبر حاجز المخابرات الجويّة على الطريق الواصل بين المخيّم ومنطقة درعا البلد، طالت عدداً من الشبّان، الأمر الذي أثار المزيد من مخاوف التنقّل والخروج من المنازل.

أمّا داخل المخيّم، أوضح مراسلنا أنّ فرص العمل شبه معدومة، وتقتصر على بعض الدكاكين وبسطات بيع الخضار، التي تعتاش منها بضعة عائلات، في حين تعتمد غالبية الأسر على ما تقدمه وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين " أونروا" كل 3 أشهر من معونات مادية، وبالكاد تكفي لحاجيّات الطعام والشراب في ظل الارتفاع الكبير بالأسعار، ومعونات غذائية فقط لمن تصنفهم الوكالة الأسر الأكثر عوزاً وفقراً، فيما الفقر ظاهرة يعاني منها كافة أبناء المخيم.

وأضاف مراسلنا، أن جمعية الهلال السوري سللاً غذائية كل ستة شهور فقط، تحتوي على طحين وسكر ومعكرونة وزيت وأرز وعدس وحب مجروش وحمص.

هذا الواقع المعيشي السيء ينسحب حتى على وضع البيوت في المخيم، حيث يتوجب على كل أسرة تعود إليه ترميم بيتها على نفقتها، فيما البيوت المهدمة بالكامل لا يمكن إعمارها لارتفاع التكاليف، ما جعل بعض اللاجئين يعيشون في بيوت جيرانهم وأقاربهم الذين هاجروا خارج سوريا.

الجدير بالذكر، أنّ انعكاسات هذا الواقع لا تقتصر فقط على أبناء مخيّم درعا، رغم أنّها الأكثر قسوة عليهم، حيث سجّلت أرقام وكالة "أونروا" حيث صنّفت وكالة " أونروا" في تقرير النداء الطارئ الصادر عنها لعام 2019، نحو 126 الف لاجئ فلسطيني في سوريا على أنّهم ضعفاء للغاية، في حين يحتاج 95% من مجموع اللاجئين إلى مساعدات إنسانية مستمرة.

 

خاص - بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد