الذكرى الـ 37 لمجزرة نادي الحولة في مخيم برج الشمالي

الجمعة 07 يونيو 2019
النصب التذكاري لشهداء مجزرة نادي الحولة في مخيم برج الشمالي
النصب التذكاري لشهداء مجزرة نادي الحولة في مخيم برج الشمالي

لبنان- مخيم برج الشمالي 

قبل سبعة وثلاثين عاماً في مثل صباح يوم السابع من حزيران/يونيو عام 1982،  كرّرت القوات الصهيونية نداءاتها بالاستسلام وبخروج المقاتلين الفلسطينيين من مخيم برج الشمالي في مدينة صور ، إبان اجتياحها للبنان،  وقامت طوال خمس ساعات (من 8 صباحاً حتى 1 ظهراً) بقصف جوي ومدفعي تدميري لمداخل المخيّم، لتتقدم الدبابات بعدها نحو المداخل، إلا أن المجموعات الفلسطينية المقاتلة تصدّت لها ومنعت اختراقها.

عند الخامسة عصراً من ذلك اليوم، ركز جيش الاحتلال في قصفه الجوي والبحري والبري لمخيم برج الشمالي على الملاجئ والمغاور.

وإبان هذا القصف، استهدف طيران الاحتلال نادي الحولة بالصواريخ والقنابل الفسفورية الحارقة، ليدمر النادي بالكامل بمن فيه من أطفال ونساء وشيوخ.

واستشهد بذلك 97 شخصاً كانوا مختبئين داخل النادي، ولم ينج سوى ثلاث نساء هن: أم العز وسعاد ولمعة.

كما دمرت ملاجئ أُخرى كمغارة علي الرميض "أبو خنجر" التي استشهد فيها 21 شخصاً، وملجـأ روضـة النجـدة الاجتماعيـة، الذي وجد فيه 7 شهداء، ؛ ومغـارة حي المغاربة التي استشهد بداخلها 3 أشخاص.

تحول نادي الحولة إلى مقبرة جماعية، ويوجد نصب تذكاري محفور عليه أسماء الضحايا.

قبل ذلك بيوم وصلت المجنزرات الإسرائيلية إلى مشارف المخيم وهي ترفع الأعلام الللبنانية، فظنها المقاومون الفلسطينيون أنها تابعة لجيش لبنان العربي بقيادة "أحمد الخطيب" حينها، إلا أنهم سرعان ما تأكدوا من هويتها وبدؤوا بالتصدي لها.

حاولت الدبابات التقدم إلى المدخلين الجنوبي (وهو المدخل الرئيسي) والشمالي الشرقي للمخيم، وتمكن الفدائيون بأسلحة (آر بي جي) وأسلحة خفيفة، تدمير جرافة و4 دبابات ما أجبر القوة الصهيونية على الإنكفاء ،بحسب شهادة  أحد المقاتلين الذين شاركوا في التصدي لمجلة الدراسات الفلسطينية.

يقول المقاتل الفلسطييني: "تمكنــت مجموعاتنــا المقاتلــة خــلال نهــارذلــك اليــوم مــن أســر 4 مــن أفــرادالجــيشالإسـرائيلي عنـد المـدخل الجنـوبي: اثنـان مـنهم كانـا أصـيبا بجـروح، كمـا استشـهد أحـد مقاتلينا،وهو الشهيد أبو خلدون"

يتابع: "ســمعنا نحــو الثامنــة لــيلاً أصــوات انفجــارات وإطــلاق نــارداخــل المخيم في اتجــاه مدرســة الصــرفند، فتحركت بعض المجموعات في هذا الاتجاه فوجدت دبابات إسرائيلية داخل المدرسة، وفــوق ســطح الملجــأ الــذي يــؤوي عــدداً مــن الأهــالي، وكــان في محــيط المدرســة مجموعــة مقاتلــة قــررت عــدم التصــدي للــدبابات خوفــاً علــى الأهــالي داخــل الملجأ"

 يضيف: "شنت القوات الإسرائيلية نحو الثالثة فجراً هجومـاً آخـر مـن ناحيـة الجنـوب،فتصـدت لها مجموعاتناودمرت دبابةواحدة قرب بستان أبو خليل .

تحركــت دبابــات إســرائيلية، نحــو الرابعــةفجــراً، صــوب المــدخل الشــمالي الشــرقي للمخيم (منطقة الرمالة)، في محاولة لشن هجوم آخر،فتصدت لها مجموعاتنـا وأوقفـت تقدمها "

ثم بدأ القصف المكثف الذي أحدث مجزرة في صفوف المدنيين .

يقول الباحث الفلسطيني جابر سليمان في ذات البحث: مهما تكن التسمية،فإن مـا حـدث في بـرج الشـمالي يـوم الســــابع مــــن حزيــــران/يونيــــو 1982 يفضــــح مقولــــة"طهــــارةالســــلاح" الإســرائيلي،ولا يقلــل في الوقــت ذاتــه مــن هــول المأســاة التي تعرض لها سكان المخيم، الذين لا يعتبرون ما حدث أنه أقل من مجزرة.

لا أحد يذكر هذه المجزرة سوى ضحاياها الذين فقدوا أحبتهم، ففي يوم واحد استشهد 125 مدنياً في مسلسل مجازر ونكبات لم تنته بحق الشعب الفلسطيني .

المصادر:

  • موسوعة المخيمات الفلسطينية
  • جابر سليمان، 15 عاماً على حزيران/ يونيو 1982: شهادات عن معركة برج الشمالي، مجلة الدراسات الفلسطينية، العدد 32، خريف 1997.
خاص - بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد