الطبيب النرويجي جيلبرت شاهداً على الجرائم الصهيونية بحق الفلسطينيين

الإثنين 12 ديسمبر 2016
الطبيب النرويجي جيلبرت شاهداً على الجرائم الصهيونية بحق الفلسطينيين
الطبيب النرويجي جيلبرت شاهداً على الجرائم الصهيونية بحق الفلسطينيين

غزة - بوابة اللاجئين الفلسطينيين

"الجيش الإسرائيلي لو كان حقاً يريد قتل المسلحين، لفتح الحدود وأخرج المدنيين ثم حارب المسلحين، لكن الحقيقة هي أن إسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة الأمريكية تريان في غزة أرضاً خصبة لتجربة الأسلحة الجديدة وعرض بعضها على العالم".. هذا ما قاله الطبيب مادس جيلبرت، الذي عايش حروب الكيان الصهيوني على قطاع غزة.

الطبيب النرويجي مادس جيلبرت مختص في التخدير وقسم الطوارئ، عاهد نفسه منذ بداية ممارسة الطب، على مساندة من لا حيلة لهم، ولذلك يسافر من بلد إلى آخر لدعم الفلسطينيين، فكان معهم في بيروت خلال اجتياح العدو الصهيوني عام 1982، وفي العدوان على غزة خلال أعوام 2006، 2009، 2012، و2014، منعه الاحتلال من دخول غزة نهائياً بحجة "أسباب أمنيّة".

يرى الطبيب جيلبرت أن سياسة الكيان الصهيوني لا تتغير، فهم يحاصرون غزة اليوم كما فعلوا قبل (34) عاماً حين حاصروا بيروت ومنعوا عنها مقومات الحياة، قبل البدء في القصف والتفجير والاغتيال.

أصدر كتاباً بعنوان "ليل غزة" وثّق فيه جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين خلال العدوان الأخير على قطاع غزة في صيف عام 2014، وكتب توثيقه كذلك في تقرير لمنظمة الأمم المتحدة راصداً آثار الحصار المدمّر وانعدام مقومات الحياة بغزة جراء الحروب المتلاحقة.

"كنت خلف شاشات التلفاز أرى كيف تستهدف إسرائيل سيارات الإسعاف وتقتل الأطباء والمسعفين، لعلها ترهب الناس فلا يدافعون عن حقوقهم".

يقول الطبيب جيلبرت أن الاحتلال ضاعف أوزان الأسلحة التي استخدمها على غزة خمسة مرات عام 2014 مقارنةً بعام 2009، أي نحو (502) طن من المتفجرات، مضيفاً "لم يعد باستطاعتي نسيان حالات وصلتنا برؤوس مقطعة وأشلاء وأطفال مصابين بحروق في الرأس والوجه والجسد"، ويرى أن الهجمات كانت متعمّدة، فلا مبرر لقصف (47) سيارة إسعاف خلال العدوان الأخير، ويقول أن "الإسرائيليين يعلمون أن ما يفعلونه يخالف المواثيق والأعراف الدولية، لكنهم يتمتعون بحصانة دولية من الملاحقة والعقاب".

يرى جيلبرت الذي عمل في مستشفى "دار الشفاء" خلال العدوان الأخير، أنه لا يمكن أبدا توقّع أوضاع مستشفيات غزة بعد قرابة عشرة أعوام من الحصار والتجويع، فربما أبسط معدات الجراحة والأدوية الأساسية غير موجودة، وهذه تعتبر كارثة إنسانية تستحق معالجة سريعة.

يعتبر جيلبرت نفسه ملتزماً بتلبية نداء الفلسطينيين في أي وقت، فهو التزام حياته، إذ شهد على إرادة الفلسطينيين خلال (51) يوماً من العدوان والتدمير للبنى التحتية كمحطة توليد الكهرباء وخزانات المياه والأبنية، وخلال ذلك تحوّل الشعب ككل إلى أسرة تساعد في إنقاذ الأرواح.

معتبراً أن البطولة الحقيقية هي في شعب غزة "فهم يصنعون الحياة من العدم"، وإصرارهم على العيش في بيئة تتآكل بفعل الحصار والحرب.

يتساءل الطبيب النرويجي "أين القوانين والأعراف والمواثيق الدولية؟ لماذا لم يتحرك العالم والمنظمات الحقوقية لمحاسبة إسرائيل على قصف وتدمير 70 مستشفى في غزة، ما دمّر نصف مستشفيات القطاع؟"

مشيراً إلى أن الاحتلال خلال عدوان 2014 على قطاع غزة، قام بقتل (2200) فلسطينياً من بينهم (21) طبيباً و(556) طفلاً (200) امرأة واستهداف (47) سيارة إسعاف، ولا يزال يحظى برعاية الولايات المتحدة والمجتمع الدولي.

ويرى أن واشنطن تدعم البطش الصهيوني وتغطي على جرائم الاحتلال في غزة والضفة المحتلة، وتتجاهل حق تسعة ملايين لاجئ فلسطيني في العودة إلى ديارهم.

فيما دعا إلى دعم عربي أكبر للفلسطينيين، قائلاً "العرب يشاهدون الازدواجية الأمريكية الفاضحة، فواشنطن مثلاً تدعم أوكرانيا لأن لها مآرب سياسية في مواجهة روسيا، بينما تدعم إسرائيل مع أنها ظالمة، واشنطن تقدم المصالح الاقتصادية والسياسية والعسكرية والتسليحية على الأعراف الإنسانية والقانونية، وهذا بظني كفيل بإشعال الغضب العربي".

يقول منتقداً أن من يصدّق قيام الاتحاد الأوروبي والدول الغنية ذات التاريخ الاستعماري، بفعل شيء لوقف إجرام حكومات الاحتلال المتعاقبة، أو على الأقل محاسبتها، هو مخدوع.

واختتم جيلبرت المقابلة قائلاً "أتمنى منح مليوني مواطن في غزة حق الحياة، وكذلك الأبرياء في سورية وليبيا والعراق، وعلى كل خيّر في هذا العالم الوقوف بجانب المشردين والمساكين، فمسؤوليتنا تحتّم علينا حماية ما بقي في هذا العالم من إنسانية، التاريخ سينبذنا حين نتخلى عن مبادئنا وعن نصرة القضايا العادلة، ومن العار واللاإنسانية أن تفرط الدول المسؤولة في إنسانيتها بسبب مصالح لا تدوم"

وكالات

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد