المركز الثقافي الفلسطيني مؤسسة في البرازيل بدعم من فلسطينيي سوريا

الأربعاء 26 أكتوبر 2016
المركز الثقافي الفلسطيني مؤسسة في البرازيل بدعم من فلسطينيي سوريا
المركز الثقافي الفلسطيني مؤسسة في البرازيل بدعم من فلسطينيي سوريا

ساوباولو - بوابة اللاجئين الفلسطينيين

أحمد أبو حسنة

تستقبل البرازيل اليوم عدة مئات من "فلسطينيي سوريا"، بعد أن وصلوا إليها ضمن برنامج "التأشيرات الإنسانية" الذي أقرته وزارة العدل البرازيلية بالتعاون مع وزارة الخارجية البرازيلية. والتي وفرت آلاف التأشيرات الإنسانية لـ "ضحايا الحرب في سوريا". لم ينتقل فلسطينيو سوريا إلى البرازيل نتيجة رغبة شخصية، أو تلبية لأحلام التمتع بجمال بلاد مخضرة في كل المواسم. ولكنه الاضطرار للبحث عن مكان آمن للعيش بعد ما تعرضت له مخيماتهم (مدنهم الفلسطيينة المصغرة). فقد انتقل هؤلاء اللاجئون إلى بلاد السامبا لتكون محطة إضافية في رحلة العودة إلى الوطن، بعد ما عايشوه من فصول الحرب في سوريا ومفاعيلها التي طاولتهم في دول الجوار.

بعيد وصولهم إلى البرازيل، بحث عديدون من فلسطينيي سوريا، عن مؤسسة فلسطينية تقدم لهم الدعم المعنوي على الأقل، لتكون لهم عوناً في هذه المرحلة من رحلة تهجيرهم المستمرة

بعيد وصولهم إلى البرازيل، بحث عديدون من فلسطينيي سوريا، عن مؤسسة فلسطينية تقدم لهم الدعم المعنوي على الأقل، لتكون لهم عوناً في هذه المرحلة من رحلة تهجيرهم المستمرة. ولتشكل لهم مرجعية وعنواناً يمثلهم، على غرار باقي الجاليات وتجمعات المهاجرين في البرازيل. حاول هؤلاء التوجه للمؤسسات والعناوين التي تمثل الفلسطينيين في البرازيل، إلا أنهم اصطدموا وصدموا بواقع هذه المؤسسات وما تعانيه. والذي يشكل امتداداً للمشاكل التي تعانيها المؤسسات الفلسطينية حول العالم. فقرروا أن يقوموا بتأسيس مؤسستهم الخاصة في البرازيل، رغم ما يعتري ذلك من صعوبات إجرائية وقانونية خاصة في ظل انعدام خبرتهم في هذا المجال.

تقاطعت حاجة فلسطينيي سوريا في البرازيل ورغبتهم في تشكيل مؤسسة أو جمعية تمثلهم، مع رغبة بعض النشطاء ذوي الخبرة بين صفوف الجالية الفلسطينية القديمة في البرازيل، وباتت المهمة أسهل بدعم هؤلاء وتشجيعهم وخبرتهم في هذا المجال. وبالفعل فقد أثمرت الجهود عن تشكيل المركز الثقافي الفلسطيني في ساوباولو مع انتهاء العام المنصرم. حيث تم تسجيله وإشهاره كمؤسسة ثقافية برازيلية في مدينة ساوباولو تهدف إلى دعم ونشر الثقافة الفلسطينية في البرازيل. والمركز خاضع للاجراءات والقوانين البرازيلية، له من الحقوق ما هو متاح للجمعيات الأهلية البرازيلية وعليه من الواجبات ما عليها. وهذا سيضمن للمركز التطور في المستقبل والحصول على الدعم من عدة جهات حكومية وأهلية في البرازيل. وبات المركز اليوم عنواناً ثقافياً فلسطينياً يمثل الجالية الفلسطينية والمتضامنين مع الحق الفلسطيني  في مدينة ساوباولو.

ورغم حداثة عهد المركز، إلا أنه تمكن من إحياء ذكرى يوم الأرض الفلسطيني في البرازيل للعام 2016. وقد حظي النشاط بحضور مميز ولافت سواء من الجانب الفلسطيني صاحب المناسبة أو من الجانب البرازيلي المتضامن.

وقد شهدت المناسبة في حينه، إلقاء قصائد شعرية لشعراء فلسطينيين من وحي المناسبة، وقام أطفال فلسطينيون بأداء أغانٍ وقصائد وطنية وشعبية فلسطينية، في سياق ما يسعى إليه المركز للحفاظ على التراث الوطني عبر الأجيال. حيث ينص دستور المركز في مادته الثانية على أن أهداف المركز تشتمل على "الدراسة والبحث والنشر في الثقافة والحضارة العربية والفلسطينية بالأخص" وكذلك على "الحفاظ على التراث العربي ودعم التراث الفلسطيني بشكل خاص". وشهدت المناسبة أيضاً، قيام فنانين من فلسطينيي سوريا بأداء بعض الأغاني الوطنية والتراثية الفلسطينية في المناسبة، وسط تفاعل من الحضور.

على صعيد آخر, يندرج ضمن أهداف المركز, العمل على "تعزيز التبادل الثقافي بين الجالية الفلسطينية وباقي الجاليات" في البرازيل. وبالفعل فقد شهدت مناسبة إحياء ذكرى يوم الأرض فقرات فنية بوليفية, رعتها مؤسسة ثقافية بوليفية. وهذه نقطة إيجابية ثانية تحسب للمركز, وتشير إلى الجهود التي بذلها المركز في سبيل التفاعل والتواصل مع باقي الجاليات ومراكزها الثقافية.

وقبيل موعد الاجتماع الذي عقده المركز الثقافي الفلسطيني في ساوباولو – البرازيل، على مستوى هيئته الإدارية، في وقت متأخر  (بتوقيت ساو باولو) من مساء يوم الأحد 23 تشرين الأول-أكتوبر الجاري؛ صرح لنا "السيد مروان العبد"، عضو الهيئة الإدارية للمركز  بأن الاجتماع سيعقد "بغرض تقييم أعمال المركز ومراجعة نشاطاته والتخطيط للفترة المقبلة، وإقرار بعض النشاطات الثقافية والفنية". فيما أكد الناشط "جاد الله صفا" المشارك في حضور الاجتماع، أن من بين النقاط المدرجة على جدول الأعمال والتي سيتم مناقشتها "التأكيد على دعم مجموعة من النشاطات التضامنية مع الشعب الفلسطيني التي تقيمها جهات ومؤسسات برازيلية شريكة، تدعم الحقوق الوطنية الفلسطينية”.

ورغم ما حققه المركز في هذا الوقت القصير، إلا أنه يوجد بين فلسطينيي سوريا من يرى ضرورة أن يقوم المركز بتوسيع نشاطاته، لتشمل نشاطات سياسية واجتماعية، وعدم الاقتصار على الجانب الثقافي فقط. الأمر الذي يتعارض مع دستور المركز وشروط ترخيصه، وفقاً لأحد المؤسسين، والذي يفضل أن يركز المركز على مهتمه في الجانب الثقافي والذي لا يقل أهمية عن باقي الجوانب.

شاهد فيديو فعاليات يوم الأرض في المركز الثقافي الفلسطيني في ساوباولو:

 

خاص بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد