لبنان

سامي حمود
ما إن تدخل بسيارتك إلى مخيم برج الشمالي شرقي مدينة صور من مدخل المخيم الوحيد، وإذ بك تنجذب للروائح العطرة التي تفوح في الأجواء والمشاهد الجميلة التي تزيّن شوارع وأحياء المخيم!.

للوهلة الأولى.. يصيب القارئ الدهشة والفضول.. هل حقاً هذا واقع مخيم برج الشمالي.. أم أنه مشهد خيالي يحلم به كاتب الخبر وأي إنسان يعيش في هذا المخيم الصامد المضّحي والمعطاء؟!

للأسف الشديد.. واقع الحال يقول إن حجم النفايات المكدّسة والمتراكمة في شوارع وأحياء المخيم منذ أربعة أيام ستبلغ ارتفاع المنزل، وبدأت تسد طرقات الناس وحتى السيارات في الشارع الرئيسي للمخيم.

 والمؤسف جداً أن النفايات تتراكم بجانب المرافق الحيوية في المخيم مثل مبنى عيادة الأونروا ومدارس الأونروا ومراكز المؤسسات مثل مجمع الكرامة وغيرها.. ناهيك عن انتشار الروائح الكريهة والمؤذية نتيجة تحلل بعض النفايات.

في المقابل، قسم الصحة في وكالة الأونروا رفع المسؤولية عن عاتقه متذرعاً بأن المكب الرئيسي مغلق! في حين أن أزمة النفايات لم يشعر بها سكان البلدات اللبنانية المجاورة للمخيم مثل بلدة برج الشمالي.

ولو سلّمنا جدلاً أن المكب مغلق، أليس من المفترض أن يتباحث قسم الصحة في الأونروا مع الجهات المعنية في المخيم من لجان شعبية وأهلية ومؤسسات لإيجاد حلول لهذه الأزمة الخطيرة؟! أم أن الوكالة تُريد من خلال هذه الأزمة إعادة برمجة ملف الموظفين في هذا القطاع ودراسة إمكانية تشغيله بالحد الأدنى من الموظفين والمصاريف أسوة بخطتها التقليصية في قطاع التعليم؟!

لا شك أن إحجام عمال قسم الصحة عن القيام بواجباتهم اليومية تجاه أزمة النفايات غير مبرر، والمسؤولية المباشرة تقع على عاتق إدارة قسم الصحة في المنطقة وإدارة الأونروا في منطقة صور، وهناك مسؤولية أخرى تتحملها اللجان الشعبية والأهلية لجهة عدم السكوت عن هذه الجريمة بحق صحة وحياة سكان مخيم برج الشمالي.
بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد