سنى حمود – مخيم الرشيدية
 

مع ارتفاع معدلات الفقر والبطالة في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين بلبنان، تزداد الحاجة لدى كثير من الأسر الفلسطينية لا سيما خلال الشهرين الأخيرين حيث ارتفعت أسعار المواد الأساسية متأثرة بارتفاع صرف الدولار أمام الليرة اللبنانية.

ومع عدم اتخاذ وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" أو منظمة التحرير الفلسطينية وقوى التحالف الوطني أي خطوة للحد من استشراء الفقر، يكون الاعتماد الأساسي على مبادرات جماعية وطوعية.

منتسبو رابطة خريجي محمود عباس يرون أن العمل التطوعي يمنح الشعور بلذة العطاء ويعزز ثقة الإنسان بنفسه وبالمجتمع من حوله، فكانت مبادرة "بصمة عطاء" في مخيم الرشيدية جنوب لبنان.

المبادرة تقوم على تحويل جدار في أحد شوارع مخيّم الرشيدية إلى حائط خير، يمكن لأي شخص أن يترك بصمة عطاء عليه بوضع أيّ من مقتنياته التي لا يحتاجها كالملابس والأحذية والحقائب والكتب وحتى الألعاب..  فتغدو متاحة لمن هو بحاجة إليها.
 

يوسف الحصري أحد المتطوعين في الرابطة قال في حديث لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين": " نحن نعمل اليوم في مبادرة بصمة عطاء، استكمالاً للمبادرة الأولى التي أطلقناها تحت عنوان بسمة أمل".

وأضاف: "مبادرة بصمة عطاء عبارة عن حائط خير في مخيم الرشيدية يهدف إلى إعالة ومساعدة الأسر المتعففة عبر وضع الحاجات الضرورية من ملابس ومأكولات، من دون أي مقابل، على أن يأتي المحتاجون وقت ما شاؤوا ويأخذونها".
 

صلة وصل بين ميسوري الحال والمحتاجين

"بصمة عطاء" في مخيم الرشيدية لاقت اقبالاً واسعاُ وملحوظاً من أهل المخيم، الكثيرون منهم مدوا يد العون وتبرعوا بما هو فائض لديهم.

ميساء حسنين من سكان المخيم قالت في حديث لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين، إن "المبادرة فتحت الباب أمام ميسوري الحال للتبرع للمحتاجين من سكان المخيم"

وأضافت، "بصمة عطاء في مخيم الرشيدية كانت صلة وصل بين ميسوري الحال والمحتاجين".

التفاعل الكبير هذا شجع أصحاب المبادرة على تكرارها في باقي المخيمات في لبنان، وهو ما أكدته جنان عطوات إحدى المتطوعات في الرابطة في حديث لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين حيث قالت "هذه ليست المرة الأولى التي نأتي ونملأ حائط الخير، التفاعل الكبير مع المبادرة حفزنا على تكرارها في باقي المخيمات الفلسطينية في لبنان".

إذاً هي مبادرة تأتي ضمن سلسلة الأنشطة الهادفة لتقديم الخدمة والفائدة للمجتمع الفلسطيني، خاصة في ظل الأوضاع الصعبة التي يعيشها الفلسطينيون في المخيمات الفلسطينية في لبنان، وعدم قدرتهم على تأمين الحد الأدنى من مدخولهم اليومي لتسيير أمورهم الحياتية والمعيشية.

وفي مخيم الرشيدية تزيد نسبة الفقر عن 66 % وفق اللجنة الشعبية في المخيم الذي يعتمد كثير من سكانه على الأعمال ذات المردود اليومي (المياومين) كالعمل في البناء والحدادة والدهان وتصليح شبكات المياه و الصرف الصحي في ورشات لا تؤمن لهم أي ضمان صحي أو معيشي، نظراً لأنهم لا يملكون رخص عمل فرضتها عليهم القوانين اللبنانية دون أي اعتبار لتعريفهم كلاجئين، كما تعتمد 200 عائلة في المخيم على الزراعة في أراضي الجفتلك الملاصقة للمخيم، كما تعتمد عشرات العائلا على مهنة صيد السمك التي تتراجع في فصل الشتاء.

ويسكن مخيّم الرشيدية الواقع في مدينة صور الجنوبية، نحو 27 ألف لاجئ فلسطيني مسجّل لدى " أونروا"، إضافة إلى نحو 270 عائلة فلسطينية مهجّرة من سوريا، وتتولى الوكالة المسؤولية عن الخدمات الصحيّة في المخيّم.
 

شاهد التقرير

 

 

 

 

خاص

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد