بعد 69 عاماً.. التمسك بحق العودة يمتزج بالخوف على مصير المخيمات

الخميس 11 مايو 2017
صورة أرشيفية لإحدى المخيمات الفلسطينية في لبنان
صورة أرشيفية لإحدى المخيمات الفلسطينية في لبنان

لبنان - بوابة اللاجئين الفلسطينيين

إنتصار الدنان

تسع وستون سنة تمر، وما زال الشعب الفلسطيني لاجئًا في الشتات، يعاني مر اللجوء، ومر الحياة المعيشية في المخيمات الفلسطينية، وفي لبنان تحديداً.

كانت رموزُ النكبة في السابق فدائيّاً يرتدي بزته العسكريّة، ويحمل بندقيته على كتفه، ولا يهاب الموت، يتدرب حتى يدخل إلى الأراضي الفلسطينية، ليقوم بعملية ضد العدو الصهيوني،ولم يكن حينها يفكر بالموت، الهدف الأول بالنسبة إليه كان القضاء على أكبر عدد من الصهاينة، ليعود سالماً، ويعاود الكرة مرات.

أما اليوم، وبحسب ما يقول وليد عبد المجيد أحد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان: "لقد تغيرت المعادلة، ففي السابق كان الناس ينتظرون قدوم الفدائي للتبرك فيه، لأن بندقيته كان هدفها العدو الصهيوني، أما اليوم فصار المسلحون في المخيمات يوجهون سلاحهم إلى بعضهم البعض ،  إلى هنا وصلنا بعد مرور تسعة وستين عاما من اللجوء. لم تعد فلسطين الوجهة، صار التمسك بالمخيم الوجهة، لأنه مفتاح القضية الفلسطينية، وهم يريدون أن يقضوا على هذه القضية".

أما الطالبة آية المقدح، التي تدرس بجامعة الجنان، قسم التربية، وهي من سكان مخيم عين الحلوة، قالت: "لقد تربينا على حب فلسطين، وحب القضية الفلسطينية، لكننا جميعا نعيش حياة بائسة، ونعاني كثيراً، إن كنا في الشتات أم في الداخل الفلسطيني، فالذكرى تعود اليوم، ونحن في أسوأ حالاتنا، حلم العودة إلى فلسطين اقترن بحلم الشباب بالهجرة إلى أية دولة أوروبية، بحثًا عن حياة كريمة".

تتابع الطالبةُ الفلسطينية: " ربما فقدنا لكنتنا الفلسطينية، اعتقد بوجود مشروع ممنهج بخصوص ذلك، يريدوننا أن ننسى لكنتنا الفلسطينية، ويبعدوننا عن ثقافتنا، وتراثنا، فصرنا من النادر أن نرى امرأة ترتدي الزي الفلسطيني، سوى في المناسبات والاحتفالات الوطنية".

 تقول آية: "فلسطين صارت مقسمة، ورويدا رويدا يمحى اسمها عن خريطة العالم، هذا ما يؤسفنا كشباب لاجئ، ولا بد من العمل ضد مشروع الإلغاء الذي يستهدف الفلسطينيين جميعاً، في الداخل والشتات"

أما دعاء الحاج، وهي طالبة بجامعة الجنان قسم الإشراف الصحي الاجتماعي قالت:" نحن نتعلم من أجل العمل على نشر ثقافة المقاومة الفلسطينية ضد العدوالصهيوني ومجابهته، ولمحاربة ثقافة الاقتتال المسلح داخل المخيمات".

 تتابع دعاء : "بعد مرور كل هذه السنوات صار المخيم مقسّماً إلى مناطق وأحياء، فكيف يمكن أن نسترجع فلسطين في القريب العاجل، ونحن نتعرض إلى مخططات تضييع البوصلة، ونقل  الأولويات من الوطن فلسطين كحق أصيل ،إلى كيفية تأمين مستلزمات حياة كريمة".

بعد 69 عاماً على النكبة يتحدث اللاجئون في مخيمات لبنان عن الأمان المفقود، والمستقبل المجهول، تمسكهم بحق العودة، يمتزج بخوفهم على أمن المخيمات، و تفكيرهم بسبل الحفاظ عليها، حتى عودتهم إلى قراهم ومدنهم الفلسطينية.

خاص - بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد