لبنان

نشوى حمّاد

زار المتضامن والناشط السويدي، بنيامين لادرا، مخيّم شاتيلا بالعاصمة اللبنانيّة بيروت ، صباح  الثلاثاء 13 حزيران / يونيو، لمتابعة مسيرته، اللتي بدأها من السويد تجاه أراضي فلسطين المحتلة، منذ نحو عشرة  أشهر.

جال لادرا ضمن زيارة نظمها له  فريق "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، في أزقة مخيّم شاتيلا، ، حيث عمد إلى توثيق معاناة الأهالي داخل المخيّم وشهاداتهم، عبر فيديوهات قصيرة نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، وعند سؤاله عن إصراره وإلحاحه على تصوير كل تلك التفاصيل ونشرها، قال متحمساً: "لدي آلاف المتابعين على مواقع التواصل الإجتماعي، وهم من مختلف المناطق حول العالم، ومشاركتي لهذه التفاصيل، عبر فيديوهات قصيرة، ستعرفهم على معاناة الفلسطينيين داخل هذه المخيّمات ويزيد من الوعي لديهم حول القضية الفلسطينيّة".

تعرّف لادرا، على العديد من مشاكل مخيّم شاتيلا، كان منها أزمة الأسلاك الكهربائية التي أزهقت الكثير من الأرواح بسبب تشابكها مع مواسير المياه بارتفاع منخفض، والمنازل الآيلة للسقوط والبنية التحتيّة السيئة، إضافة للمشاكل الأمنية من تفلت سلاح وغيرها، وبشعور من الاسى والحزن قال: "هذه حياة صعبة جداً، أنا لا أقدر أن أتخيل أو أفهم قدرة الناس هنا على العيش بهذه الطريقة التي تفتقر لأي حقوق إنسانيّة ومعيشيّة".

فيما وصل بعدها إلى مركز الصمود والفتوة، في المخيّم، حيث التقى بمدير المركز، والذي بدوره حدثّه عن معاناة الفلسطينيين في لبنان، نظراً للقوانين التي تمنعهم من عدّة حقوق مدنيّة، وتحدّهم من التقدم أو بناء مستقبل جيد، إضافة لمعاناتهم المعيشيّة داخل المخيّمات، فيما أكّد لادرا دعمه للفلسطينيين، مضيفاً أنّه عاش أغلب حياته لا يعرف شيئاً عن فلسطين وعن جرائم الاحتلال الصهيوني إلى حين تعرفه على شبان لاجئين من مخيم اليرموك في السويد، الذين بدورهم نقلوا له الرواية الفلسطينيية بتاريخها وأحداثها ونكبتها، مما دفعه إلى تبني القضية الفلسطينية والدفاع عنها.

أطفال نادي الشطرنج في شاتيلا، رحبوا بالناشط السويدي على طريقتهم، حيث لعبوا معه لعبة الشطرانج، وتشاركوا معه بعض الأحاديث، وفي النهاية شكرهم على استقباله، ووعدهم بالدفاع عنهم وعن قضيتهم إلى حين عودتهم إلى وطنهم .

وما إن حلّ العصر حتى أنهى لادرا زيارته لمخيّم شاتيلا، منتقلاً إلى مخيّم برج البراجنة ببيروت، حيث شارك  بندوة في قاعة الفرقان بالتعاون مع مركز النقب ، عرّف فيها  الحضور عن أهدافه من هذه المسيرة ورسالته، موضحاً أهمية تعميم القضية الفلسطينيّة على شعوب العالم أجمع، مؤكداً أن أغلب أصدقائه في الدول الأجنبيّة لا يعرفون شيئا عن فلسطين، فالقضية لدى معظم المجتمعات الغربية مغيبة تماماً عن الشعوب.

وفي نهاية اليوم وجه الناشط السويدي لادرا، رسالة عبر موقع "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" قائلا: " اللاجئون هنا ممنوعون من امتلاك العقارات ويعانون من التمييز، هم لم يأتوا إلى هنا بإرادتهم بل جاؤوا قسراً منذ ٧٠ عاماً ويريدون العودة إلى بلادهم، ولو وجدوا باصاً يقلّهم إلى وطنهم لكانت المخيّمات فارغة"،  مؤكداً أنه سيقدم ما يستطيع لدعم الفلسطينيين، مطالباً الشعوب بالإتحاد والتوحد سوياً لكسر ودحر الاحتلال الصهيوني، مشيراً إلى أن مجهود ومساهمة شخص بمفرده لا تكفي لصنع غد أفضل.

يحاول هذا الناشط السويدي، كسر الحدود والحواجز، لينشر تاريخ الشعب الفلسطيني وأوجه معاناته  لشعوب العالم، في محاولة لخلق وعي لدى الشعوب بأحقية القضية الفلسطينية.

وكان لادرا قد زار مخيّم  البداوي في 3 حزيران، بمدينة طرابلس  شمالي لبنان، متوجهاً بعدها إلى مخيّم مار إلياس ببيروت يوم السبت في 9 حزيران، حيث تجول بين أزقته برفقة عدد من النشطاء الفلسطينيين في النادي الثقافي الفلسطيني للتعرف على أهله ومشاكله، هذا وسيتابع لادرا مسيرته لزيارة مخيّمات لبنان الجنوبية ويصل إلى الحدود اللبنانية الفلسطينية، ليتوجه بعدها إلى الأردن، التي ستكون المعبر الوحيد له للعبور إلى فلسطين المحتلة.




خاص - بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد