عرضت صحيفة “ترود” تفاصيل، توصلت إليها وسائل الإعلام الروسية، عن أسباب إيقاف طائرات القوات الجو-فضائية الروسية استخدام قاعدة همدان الجوية في إيران.

   جاء في مقال الصحيفة:

في حين أن السلطات الإيرانية انتقدت بحدة رغبة روسيا بـ”التباهي”، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الطائرات نفذت مهماتها ببساطة، وعادت إلى الوطن.

 

بيد أن الأمر ليس بهذا البساطة. فقد أصبح معلوما في الـ16 من الشهر الجاري أن القاذفات الروسية بعيدة المدى “توبوليف-22 إم 3″ سترابط في قاعدة همدان الجوية الإيرانية، وذلك بعد نشر وسائل الإعلام الروسية صورا لقاذفات روسية على أرض القاعدة. وكان ذلك “تسريبا” مقصودا وليس تسرُّبا عرضيا للمعلومات، ولا سيما أن وزارة الدفاع الروسية اعترفت رسميا بعد ساعات من ذلك بوجود طائراتها في القاعدة الإيرانية.

 

وقد أثارت تصريحات العسكريين الروس هذه ردة فعل بالغة العصبية من وزارة الخارجية الأمريكية، التي صرح على الفور ممثلوها بأنهم سيتحققون من قانونية تمركز الطائرات الروسية في إيران.

 

كما لم يرق استعراض العضلات هذا طهران، التي بدأت للتو خلع ربقة العقوبات الغربية التي كانت مفروضة عليها، وهي لا تريد منح واشنطن مبررا، يسمح بلف الأنشوطة من جديد على عنق الاقتصاد الإيراني.

 

وقد صرح وزير الدفاع الإيراني حسين دهقان بأن موسكو أفشت المعلومات حول استخدام القاعدة من دون التشاور مع طهران. وفسر ذلك بأن روسيا تريد استعراض أنها دولة عظمى، وإظهار قدرتها على التأثير في قضايا الأمن، وأن تبدو لاعبا فاعلا في تنفيذ العمليات في سوريا، لكي تتمكن من إجراء المفاوضات مع الأمريكيين والمشاركة في تحديد المستقبل السياسي لدمشق.

 

ورأى دهقان في ذلك عدم احترام لبلاده و”رغبة موسكو بالتباهي”، مؤكدا من ناحية أخرى أن الحديث لا يمكن أن يدور حول حصول روسيا بشكل دائم على هذه القاعدة.

 

كل ذلك يشير إلى أن الإيرانيين، الذين اعتادوا على عدم الخروج من الظل والعمل بواسطة أيدي الغير، قد صدمتهم على ما يبدو صراحة موسكو في قضية بهذه الحساسية بالنسبة إليهم.

 

فإيران تعتمد منذ نهاية التسعينيات على الحروب الهجينة، التي تسمح لها بالانتصار على تفوق الولايات المتحدة وإسرائيل وحلفائهما في القوى التقليدية. ويقف على رأس أدوات هذه الحروب “فيلق القدس″ في حرس الثورة الإسلامية الإيرانية.

 

ويقوم “فيلق القدس″ مثلا بالوصاية على “حزب الله” الشيعي اللبناني، وهو إحدى أشهر الحركات الإقليمية في الشرق الأوسط، الذي استطاع مقاتلوه عمليا إخراج الجيش الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية.

 

هذا، وقد صرح المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف بأن استخدام القوات الجو-فضائية الروسية قاعدة همدان الجوية في إيران في المستقبل سيتم بناء على الاتفاقات المشتركة حول مكافحة الإرهاب، وتبعا للظروف المستجدة في سوريا.

 

في هذه الأثناء، يشير الخبراء العسكريون الروس إلى الفائدة، التي يستطيع العسكريون الإيرانيون الحصول عليها من وجود الطيران الروسي على أراضيهم.

 

يقول الخبير العسكري فيكتور موراخوفسكي إن “الجانب الإيراني ينال خبرة عملية لا تقدر بثمن في تفاعله العسكري المشترك مع الروس″.

صحيفة رأي اليوم

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد