اليونان
شهد مخيّم اللاجئين في جزيرة ليروس اليونانيّة، أمس الخميس 2 كانون الثاني/ يناير، نحو 50 حالة تسمم بوجبات طعام غير صالحة للاستهلاك البشري، جرى نقلهم إلى المستشفى الوطني في الجزيرة، نصفهم من الأطفال وفق ما أكّد لاجئون في المخيّم لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين".

المخيّم المُقام على أرض معسكر مهجور، يصفه سكّانه بأنّه الأفضل حالاً عن سواه، الّا أنّ حالات التسمم الغذائي باتت سمة المخيّم التي كثيراً ما تتكرر بحسب اللاجئ من أبناء قطاع غزّة  والمهجّر إلى مخيّم ليروس "هيثم المصري"، الذي أشار في حديث مع " بوابة اللاجئين الفلسطينيين" أنّ الوجبات التي تقدّمها إدارة المخيّم، غالباً ما تكون ذات رائحة غير محببة، وأحياناً غير مطهوّة جيّداً، ما تتسبب بحالات مغص واسهال وخصوصاً للأطفال.

وتنحصر الوجبات المقدّمة، بوجبة فطور عبارة عن صندويش جبن أو لحم معلّب، وغالباً ما تكون قديمة وكأنها معدّة قبل أيّام وفق ما أكّد المصري، إضافة إلى وجبة رئيسيّة عبارة عن أرز مع قطعة من الدجاج، او معكرونة مع اللحم او الدجاج، بالإضافة إلى الخبز ووجبة من شوربة العدس.

وأضاف المصري، أنّ الوجبات في المخيّم هو أمر واقع لمعظم العائلات غير القادرة على شراء الطعام من الأسواق على نفقتها، وبعضها يكتفي فقط بأكل الخبز المرفق مع الوجبة، لتجنّب التسمم، او لعدم تقبّلهم لنوعيّة الطعام وجودته الرديئة.


 

وذكر أنّ معظم العائلات لا تتقبّل نوعيّة الطعام، وخصوصاً اللحوم ذات الروائح الكريهة، وفي الكثير من الأحيان تفضّل رميها في المهملات، لعدم معرفة مصدرها او طبيعتها، على مرأة من المشرفين الذين لا يحركون ساكناً حيال الأمر.

لا توثيق ولا تحقيق

وأكّد اللاجئ من سوريا "هاني عسكر"، الذي تعرّض للتسمم هو وأطفاله الثلاثة، أنّ نحو 50 حالة جرى نقلها إلى المستشفى الوطني في ليروس، بدت عليها أعراض إعياء شديدة وإقياء، بسبب الطعام، جرى تشخيصها على أنّها تسمم غذائي.

 

وحول متابعة الحالات في سياق تحقيقي وقضائي، أكّد عسكر أنّ أحداً لم يتابع من الجهات المسؤولة عن المعسكر قضيّة الطعام السام حتّى هذه اللحظة، مشيراً إلى وجود تواطؤ ضمني بين الفرق الطبيّة التي عاينت الحالات والبوليس الذي لم يجر أي تحقيقات حول أسباب التسمم.

وأضاف، أنّ فريق من الأمم المتحدّة قد زار المستشفى ووقف عند حالات التسمم، ووعد بإجراء تحقيقات حول الأمر، مشيراً إلى أنّ العديد من  الشكاوى قد رُفعت إلى مدير المخيّم، و"الكابتن" المشرف عن تنظيم توزيع الطعام والمستلزمات في أوقات سابقة ولكن دون استجابة تُذكر.

وتعمد بعض العائلات، على شراء طعامها من المحلات المنتشرة في الجزيرة، ويقتصر على الأصناف رخيصة الثمن كالمعلّبات والمرتديلا وفق عسكر، الذي أشار إلى أنّ قيمة المعونة الماليّة التي تقدّم للاجئين وقدرها 90 يورو لكل ربّ أسرة لا تكفي ثمن طعام يكفي، الّا أنّ العائلات تتدبّر أمورها على أمل أن لا تطول فترة إقامتها.

ويسكن مخيّم ليروس نحو 3 الاف لاجئ من جنسيّات متعددة، بينهم عشرات العائلات الفلسطينية اللاجئة من قطاع غزّة وسوريا، وفق ما أفاد لاجئون من داخل المخيّم لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين" إلى جانب آخرين من الجنسيات السوريّة والعراقيّة والصوماليّة وسواها، يتوزعون على كرافانات أنشأت لإيوائهم، إضافة إلى توزيعهم على بعض المباني المهجورة داخل مقر المعسكر الذي يعود تاريخه للحرب العالميّة الثانية.

خاص - بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد