صابر حليمة – مخيم الرشيدية
 

لم يكن الأسبوع الماضي عادياً في مخيم الرشيدية جنوبي لبنان، إذ عاش اللاجئون الفلسطينيون فيه على وقع مخاوف وتحذيرات من انتشار الالتهاب الكبدي "أ" (الصفيرة أو اليرقان)، عقب تسجيل عشرات الإصابات.

 

لا حالات خطيرة بين المصابين
 

يوسف عجاوي، الطبيب في مستشفى "بلسم" التابع للهلال الأحمر الفلسطيني، أفاد بوصول نحو 70 حالة مصابة بالالتهاب الكبدي فئة "أ" (A)، جميعها غير خطيرة.

وقال عجاوي، في حديث مع بوابة اللاجئين الفلسطينيين: إن المستشفى استقبل 30 إلى 35% من الحالات، فيما طلب من الباقين العودة إلى منازلهم والالتزام بالتدابير الوقائية.

وأكد عجاوي عدم الحاجة إلى الحجر الصحي، لا على المصابين ولا أهاليهم، باعتبار أن هذا المرض لا ينتقل عبر التنفس، بل عبر لمس شيء عليه هذا الفيروس، موضحاً، أنه قد يشكل خطراً على الإنسان في حال تفاقم الوضع، ما قد يؤدي إلى فشل أو تشمع في الكبد قد يصل إلى "غيبوبة كبدية"، مشدداً، أن هذه الحالات نادرة الحدوث ونسبة الوفاة فيها ضئيلة جداً.

ودعا عجاوي إلى الالتزام بالتدابير الوقائية التي أعلن عنها المستشفى، مطالباً وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" بمعالجة السبب الرئيس الذي أدى إلى هذه الأزمة.

 

تنظيف المراحيض.. أهم السبل الوقائية

بدوره، مدير الإدارة في مستشفى "بلسم"، سامر موسى، شدّد على ضرورة التزام المصابين وأهالي المخيم بالتدابير الوقائية، وأهمها تنظيف المراحيض عقب الدخول إلى الخلاء.
 

(ورقة حول فيروس الكبد "A" يوزعها مستشفى "بلسم" في مخيم الرشيدية)

 

وأوضح في حديث مع "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، أن أعراض الإصابة بهذا الالتهاب تتمثل في: الغثيان، والتقيؤ، والإسهال، واصفرار العينين والجلد، وارتفاع الحرارة، وألم في البطن، وإرهاق جسدي، وفقدان الشهية وتغير لون البول إلى أصفر أو أحمر داكن.

أما العدوى، فيذكر موسى، أنها تحصل عبر تناول طعام أو شراب يحتوي هذا الفيروس، والدخول إلى الخلاء خلف شخص مصاب دون تنظيف المرحاض، أو عبر العلاقة الجنسية مع حامل للفيروس.

 

"أونروا": نطعم ضد التهاب الكبد "B" وليس "A"

مصدر في "أونروا" أكد لـ بوابة اللاجئين الفلسطينيين، أن الحالات وصلت إلى 41، موضحاً، أن الوكالة تطعم ضد التهاب الكبد الوبائي "B" وليس "A".

المصدر ذكر أنه لا حاجة لتطعيم المصابين، إذ إن اللقاحات تؤخذ قبل الإصابة وليس خلالها، مشيراً إلى أن علاج هذا الالتهاب يكون فقط عبر الالتزام بالتدابير الوقائية.

وقال إن الوكالة قررت فتح المدارس في مخيم الرشيدية، غداً، وستقوم بتوزيع المياه للطلاب لكي لا يشربوا من مياه المدرسة.

وكانت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينين "أونروا" أكدت تلوث مياه عدد من مدارسها في مخيم الرشيدية ببعض الجراثيم، وذلك بعد فحوص مخبرية لعينات مياه أخذت من بئر تغذي خزانات المياه وشبكات المياه فيها.

وأعلنت الوكالة إغلاق مدارسها في المخيم ابتداءا من اليوم الأربعاء 11 أيلول/سبتمبر 2019، ولثلاثة أيام، كتدبير احتياطي، ستقوم الوكالة خلالها باستبدال خزانات المياه في المدارس وتعقيم شبكات المياه كافة، والتأكد من معالجة مصادر المياه بهدف السيطرة بشكل تام ونهائي على أي خطر عدوى أو إصابة.

 

ما سبب انتشار هذا الفيروس؟

نائب أمين اللجنة الشعبية في مخيم الرشيدية، أحمد أبو الدهب، أوضح أن تعطل أحد إمدادات محطة الصرف الصحي أدى إلى نزول المياه الملوثة إلى أحد الآبار.

وذكر لـ بوابة اللاجئين الفلسطينيين أن هذا ما أثبته أن جميع المصابين من منطقة واحدة هي منطقة المدارس أو حي "نحف" الواقع على مدخل المخيم، مؤكداً أنه جرى السيطرة على الوباء بالكامل.

أبو الدهب أكد عدم وصول تسجيل أي حالة جديدة، منذ السبت المنصرم، مشيراً إلى البدء باتخاذ التدابير الوقائية في المخيم، حيث جلبت "أونروا" 21 ألف قارورة مياه، بمعدل قارورتين للطالب، تمهيداً لاستئناف الدوام الدراسي غداً السبت، إلى جانب تكليف 8 موظفين برش الحمامات.

أما فيما يتعلق بالبئر الملوثة، فأكد أبو الدهب أنه وضع فيه مادة الـ"كلور" تمهيداً لإخراج المياه منه بعد يومين إلى منطقة معزولة، وسيجري بعد ذلك أخذ عينات لدراستها.

وطالب أبو الدهب وزارة الصحة اللبنانية و"أونروا" بتأمين اللقاحات اللازمة للأهالي، داعياً الوكالة إلى الإشراف على الآبار الأربع الموجودة في المخيم والاهتمام بنظافة مياهها.
 

ما هو التهاب الكبد الوبائي "أ" المعروف بـ "الصفيرة"؟

تقول منظمة الصحة العالمية إن التهاب الكبد A "الصفيرة"، هو مرض فيروسي يصيب الكبد، ويمكن أن يسبب أعراضاً مرضية تتراوح بين البسيطة والوخيمة، موضحة أنه ينتقل بتناول الملوّث من الطعام والمياه أو بالاتصال المباشر بشخص مصاب بعدواه.

وتقترن مخاطر العدوى بالتهاب الكبد A بنقص المياه المأمونة، وتردي مستوى الإصحاح والنظافة العامة (كالأيدي المُلوثة)، وفق المنظمة.

وتشير المنظمة إلى أن إمدادات المياه المأمونة، والسلامة الغذائية، وتحسين الإصحاح، وغسل اليدين، ولقاح التهاب الكبد A هي أكثر السبل فعالية في مكافحة المرض.

ويسكن مخيّم الرشيدية الواقع في مدينة صور الجنوبية، نحو 27 ألف لاجئ فلسطيني مسجّل لدى "أونروا"، إضافة إلى نحو 270 عائلة فلسطينية مهجّرة من سوريا، وتتولى الوكالة المسؤولية عن الخدمات الصحيّة في المخيّم.

خاص

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد