سوريا
 

يترقب أهالي بلدات جنوب دمشق الثلاث " يلدا – ببيلا – بيت سحم"، ومعهم نحو 5 آلاف عائلة فلسطينيّة من ابناء مخيّم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، لحظة تنفيذ اتفاق التسوية المُبرم بين المعارضة المسلحة من جهة، والجانب الروسي من الجهة الثانيّة، حيث أفادت مصادر مطلّعة لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين" أنّ الأمر مرهون بنتائج اجتماع سيجري اليوم 2 أيّار/ مايو، يبحث فيه مسؤولي الملف ساعة الصفر لبدء خروج الراغبين بإتجاه الشمال السوري.

وبدأ شبّان وناشطون فلسطينون، تأديّة طقوس الوداع لمخيّم اليرموك، و لكن هذه المرّة ليست بالترف المعهود عن هكذا طقوس، فلا لقاء  وداعيٌّ مع المكان الذي أحالته آلة التدمير أنقاضا، إنّما اختزالٌ ورسائل من فوق الأسطح المطلّة عليه، وفي جدران "الفيسبوك"، فضلاً عن الكثير من القهر المكتوم والصريح.

المخيّم الوطن كما وصفه اللاجئ الفلسطيني أيمن دواه، الذي عبّر عن أساه بكمات بسيطة كتبها على صفحته في " فيسبوك"، " سوف يمضي بنا مركب الوداع.. بقولوا اللي بيطلع من دارو بقل مقدارو، ما بالكن اللي بيطلع من وطنو مخيم اليرموك ".

الوطن المخيّم، الذي ينسف الخروج منه مقدار اللاجئ،  في حين أنّ الخروج من الدار يقتصر فقط على التقليل من المقدار كما في قناعة اللاجئين،  وبين النسف الكامل، والتقليل السهل التجاوز، تمكن المسافة الشاسعة بين المعنيين، معنى المخيّم في حياة ووجدان اللاجئ الفلسطيني، ومعنى الدار الذي يعوّض.

قصاصات ورقيّة حملت رسائلَ للمخيّم الوطن المدمّر والمهجّر، أطلقها ناشطون محمولةً على بالونات ومناطيد ورقيّة، من فوق اسطح أبنية تطلّ على أنقاض وطنهم، " وداعاً يا يرموك يا عاصمة الشتات.. بعد أن حوّلوا آمالنا إلى كومة أحجار"، والنفس أيضاً استحالت أنقاضا يعبّر لاجئٌ آخر وهو يعلن سيره الى المجهول.

ليس للفلسطينيّ الّا الريح، وما يحصل هو تجسيد لهذه العبارة، التي  قالها الشاعر الفلسطيني لتوصيف حال شعب آخر " الشعب الكردي" يقول لاجئ. و كثرٌ من أبناء مخيّم اليرموك اليوم ليس لهم الّا الريح حرفيّاً، يمضون معها الى رحيل مجهول، بلا غطاء ولا معبّر ولا منقذ، أمّا من سيُآثرون البقاء في مجهول البقاء ذاته، سيودعون انصافهم، أبناءٌ وآباء، وسيحاولون تربيّة آمالٍ جديدة للعودة، كما اعتاد الفلسطينيون دائماً.
خاص - بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد