مخيم جنين – الضفة الغربية المحتلة
 

في عام 2008  افتتح مسرح الحرية في مخيم جنين بالضفة الغربية المحتلة، قسم الوسائط المتعددة، عندما كانت الحاجة ماسة لعدسة كاميرا ترى وتوثق الإنتاجات المسرحية الضخمة، وبقدرات متواضعة بكاميرات تصوير فوتوغرافي وكاميرات تصوير فيديو بسيطة وبكوادر من طاقم المسرح الموجود دون وجود محترفين، بحسب ما يؤكد المسرح في موقعه الرسمي.

ولكن سرعان، ما اكتشفت أهمية الصورة، ليس في حياة هؤلاء المسرحيين فقط، ولكن في اليوميات الفلسطينية المليئة بانتهاكات الاحتلال و الغضب والرفض والمقاومة بالمقابل، وأيضاً من أجل توثيق كل ما هو فلسطيني ليس بدءاً بالمناسبات، ولا انتهاء بطبيعة فلسطين الجميلة.

ومن هنا، بدأت فكرة العمل على تشكيل ثنائي بين الحاجة للصورة من أجل التوثيق، والحاجة إلى التمكين الاقتصادي للفتيات خصوصاً في ظل ارتفاع معدلات البطالة، لتتركز لاحقاً بعض الدورات في التصوير الفوتوغرافي التي يجريها المسرح على تعليم الفتيات في المخيمات الفلسطينية وباقي المناطق في الضفة، أسس التصوير الفوتوغرافي، والهدف منح هؤلاء الفتيات مفاتيح مهنة تساعدهن على الإنتاج وكسب الرزق، بعيداً عن الاحتياج للآخرين.

براءة شرقاوي، قدمت لمسرح الحرية عام 2011 كطالبة جامعية تدرس الإعلام وتبحث عن فرصة جيدة لتقوية مهارتها في مجال التصوير الفوتوغرافي، وسرعان ما تطورت بمهنية لتعمل في مسرح الحرية.

 تمكّنت بعد إجراء دوراتٍ للتصوير أن تُصبح مدربةً في هذا المجال، تقول لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، لقد "كنت طالبةً في الجامعة الأمريكية تخصص (عربي وإعلام) وأخذت دورةً في المسرح والتصوير الفوتوغرافي، فأحببت الأمر كثيرًا".
 

 

تتابع براءة حديثها "قلت في قرارة نفسي بأنني جالسة في البيت ولا أعمل، فقررت أن أتابع في هذا المجال، وبالفعل جلبوني في المسرح كوني مدربة تصوير حتى نمكّن المرأة من العمل في مجال التصوير لتطوّر من نفسها وتصبح لديها هواية التصوير".

وأوضحت براءة أنها عملت على تطوير نفسها "حتى يصبح لديّ القدرة على تدريب الكبار، كيف يمكن أن أدرب الكبار وأنا ما زلت في طور التدريب؟، فقررت تقوية نفسي أكثر في هذا المجال حتى أستطيع تدريب الكبار".

وأكَّدت أنها عملت "على تحضير مادة خاصة بالتدريب، وأحضرنا مجموعة من الشباب والفتيات وعرضنا عليهم الفكرة، ما دفعهم للإقبال عليها".

 إسلام علامنة أيضاً استطاعت بعد حضور هذه الدورات أن تؤسّس مشروعها الخاص في تصوير الأفراح، تشرح إسلام هذا الأمر لـ "بوابة اللاجئين"، بالقول "بعد أن أخذت عدّة دورات في مجال التصوير، أصبحت أعمل في تصوير الأفراح"، مُشيرةً إلى أن هذه الدورات "مفيدةً جدًا للمرأة وهي التي تقوي شخصيتها، على الأقل لا تصبح مسجونةً في بيتها، هذه المهنة تتيح لها الحركة والذهاب هنا وهناك من أجل التصوير".

 

وعبّرت إسلام عن اعجابها بهذه المهنة، تتابع "من الجميل أن تخرج الفتاة وتشاهد العالم وتطّلع وتصوّر وتكوّن علاقات جديدة في المجتمع، وتتمكّن من فتح مشروعها الخاص"، مردفةً أن "العمل الخاص ساعدني كثيرًا في تأسيس طريقٍ يُغنيني عن حاجة الآخرين".

يُذكر أن العديد من اللاجئين الفلسطينيين في مُخيّم جنين يعملون في القطاع الزراعي، في حين يُعاني حوالي ربع سكان المُخيّم من البطالة، وهم يتأثرون بضعف الطلب وبزيادة المديونية، بحسب وكالة "أونروا".

 

شاهد  التقرير

خاص

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد